رسالة أخيرة إلى (مازن ) قبل أن أغادر هذا العالم المضطرب : لقد انتهت الرحلة معك … و هذه ليست المرة الأولى فلقد مررنا كثيرا في محطات مشابهة .. لم نفرط خلالها بالبيت الذي لطالما التقينا دائما تحت سقفه …. اليوم أترك لك كل ما يخصنا أنا و أنت فيه ، الذاكرة المتقلبة ، الأحلام التي لم نحلمها لأننا لم نستطع أن نصحو من غفلة طويلة الأمد ليقظة مرة ، الحكايا التي كانت دائما ما تنتهي بمشاجرة صامتة و غضب صامت و ثرثرة موتى ، أترك لك ما في البيت ولكنني آخذ البيت معي !
لا أكرهك و أعلم أنك لا تكره فينا سوى ما لم نستطع أن نحبه رغم أن الرهان في الحب على ما يفرقنا لا ما يجمعنا … أغادرك بمحض اختياري و إرادتي وأنا حزينة على ما خسرته أنت أكثر من فرحي على ما كسبته أنا بعدك … انتهى المشوار الذي لن نلتقي به سوى بأبنائنا … اليوم أخسر رفيق درب لكنني أكسب صديقا رجلا أكثر هدوءا و أمنا و طفولة … الزواج حقل متوحش .. لم تعد السكينة ولا الطمأنينة تسند جدرانه الصلدة الباردة … كن بخير يا أبا ملائكتي الصغار ……