الواقع العربي اليوم واقع بائس مازوم على مستوى القرار السياسي وعلى مستوى الإرادة الشعبية والنخب السياسية الوطنية والثقافية عاجزة حتى الآن عن إخراج هذا الواقع من حالته الراهنة فالنظام السياسي العربي غابت عنه القيادات التاريخية الوطنية وأصبحت كل أطرافه تعمل على تعميق ظاهرة التبعية والتكيف مع المخططات الإقليمية والدولية التي همها الأول عدم وجود دور قومي عربي لمواجهة تحديات المرحلة اما الإرادة الشعبية فقد تم محاصرتها بثقافة رجعية طائفية بحيث لم يعد يحركها الهم القومي وأصبحت على استعداد للتعاطي مع أي مشاريع تحقق لها الرخاء التي تحلم به لحل قضاياها المعيشية الصعبة ولو كان ذلك على حساب الكرامة الوطنية والقومية ..وقائع وشواهد كثيرة تدل على بؤس الواقع العربي وعلى انهزامية قواه السياسية وهو بحاجة اليوم إلى مشروع ثقافي مقاوم أكثر من حاجته إلى مشروع سياسي مسالم ومهادن لأن السياسة العربية أصبحت اليوم دبلوماسية مرفوضة من قبل الجماهير العربية لأنها أصبحت مجرد خطاب خال من المفردات الوطنية والكرامة العربية يتسم بالمهانة والخنوع والمذلة والتفريط لأعداء الأمة من الصهاينة وحلفائهم في دول الغرب الرأسمالية الصليبية الحاقدة …