اخبار العالم العربي

كهرباء المولدات الخاصة في غزة.. كالمستجير من الرمضاء بالنار

تقرير زكريا المدهون – تصوير رافي الملح

تنتشر في قطاع غزة مولدات كهربائية ضخمة يملكها “مستثمرون” لتعويض الغزيين عن ساعات الانقطاع الطويلة للكهرباء، لكنها تكلفهم مصاريف إضافية باهظة كحال المواطن نبيل أبو سليمان.
يقول أبو سليمان لوكالة الأبناء الفلسطينية الرسمية: “إنه يدفع شهريا 800 شيقل مقابل الحصول على الكهرباء لمحله التجاري وشقته من مولد كهربائي يملكه أحد سكان الحي الذي يقطنه وذلك لمدة ثماني ساعات”، مشيرا الى ان سعر كيلو الكهرباء الذي يشتريه يبلغ 3.5 شيقل.
ويعاني سكان قطاع غزة (1.9 مليون نسمة) من أزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بعد قصف قوات الاحتلال منتصف عام 2006 لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة.
علاوة على ذلك يدفع أبو سليمان 500 شيقل ثمن استهلاك الطاقة من شركة توزيع الكهرباء، لافتا الى ان الاعتماد على الكهرباء الواردة من “المولدات الخاصة” يكلفه مصاريف اضافية باهظة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وتفرض إسرائيل منذ عشرة أعوام حصارا على القطاع الساحلي، أدى الى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، حيث يعتمد 80% من الغزيين على المساعدات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومؤسسات خيرية وإنسانية أخرى.
وبحسب الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع، تقدّر تكلفة تشغيل مولد متوسط الحجم بالساعة بمائة شيقل وتتحمل الشقق السكنية في الأبراج والعمارات السكنية أعباء مالية مضاعفة نتيجة استخدام السولار الإسرائيلي والتي تصل قيمتها من 300 إلى 400 شيقل شهريا لكل شقة سكنية ضمن ساعات تشغيل مقننة لا تتجاوز 4 ساعات يوميا، بالإضافة إلى قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية والتي تأتي وكأن الكهرباء موصولة على مدار 24 ساعة.
وبعملية حسابية بسيطة، وجد الطبّاع أن ما يدفع لتشغيل المولدات حسب أقل معدل استهلاك لبرج سكنى أو عمارة لشراء 1200 لتر سولار شهري وذلك لتشغيل مولد الكهرباء لعدد ساعات لا يتجاوز 4 ساعات يوميا، أي ما يعادل 2300 دولار شهريا.
واستدرك الطباع قائلاً: “بحساب هذا المبلغ على 1000 عمارة سكنية وبرج في قطاع غزة نجد أن المواطنين يدفعون سنويا ما يزيد عن 23 مليون دولار لتوفير عدد ساعات قليلة من الكهرباء، وبإضافة منازل المواطنين المستقلة والمنشآت الاقتصادية والخدماتية سوف يتضاعف هذا المبلغ عدة مرات، علاوة على الصيانة الدورية التي تحتاجها المولدات ومستلزمات الإنارة الأخرى.
بدوره يدفع صاحب محل الاتصالات في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة أديب الصاوي، 220 شيقلا شهريا مقابل الحصول على الكهرباء لثماني ساعات من مولد كهربائي خاص لأحد الجيران، متوقعا أن ترتفع التكلفة الى أكثر من ذلك خلال فصل الصيف.
ويضيف الصاوي، إن “الاعتماد على تلك المولدات تزيد من الأعباء المالية التي يتكبدها خاصة أنه يدفع أجرة محل ورواتب موظفين”.
صاحب مولدين كهربائيين كبيرين فضل عدم الكشف عن هويته، يقول: “إن لديه حاليا 300 مشترك من منازل ومحال تجارية”.
واشترى ذلك المواطن مولدين الأول ينتج 110 كيلو كهرباء، والثاني 220 كيلو بتكلفة 60 ألف دولار أمريكي، منوها الى أنه قام بتمديد شبكات وطبلونات خارجية بتكلفة 12 ألف دولار.
ويستهلك المولدان في الساعة 30 لتر سولار اسرائيلي (سعر اللتر حوالي 5.5 شيقل)، وبالتالي 240 لترا في الثماني ساعات وهي فترة انقطاع التيار الكهربائي من شركة التوزيع ويبلغ ثمنها 1200 شيقل.
وأشار، الى وجود مصاريف اضافية تبلغ 1000 شيقل شهريا وهي عبارة عن تكاليف صيانة وأعطال وقطاع غيار، لافتا الى أنه يبيع كيلو الكهرباء بـ 3.25 شيقل.
ويوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع كهرباء محافظات غزة محمد ثابت، أن سعر كيلو الكهرباء “الفاز ونول” يباع للمواطنين بنصف شيقل، بينما يبلغ سعر “الثلاثة فاز” 60 أغورة.
ويشير الى أن “التكلفة أعلى من التعرفة” لان الكهرباء المشتراة من إسرائيل ومن محطة التوليد مرتفعة، ويضيف يحتاج قطاع غزة من الكهرباء من 400 الى 450 ميغاواط، في حين ان المتوفر في أحسن الظروف 200 ميغاواط، أي وجود عجز بنسبة 50% مما يؤثر بشكل كبير على جدول التوزيع حيث أن الكمية محدودة والطلب على الطاقة متزايد.
وبين ثابت “أن الكمية المتوفرة من الطاقة توزع حسب جدول 8 ساعات وصل ومثلها قطع في أجواء معتدلة، لكن في فصلي الشتاء والصيف لا تكفي هذه الكمية لتطبيق هذا الجدول، محذرا من أن تعطل أحد الخطوط الاسرائيلية أو المصرية، أو عدم توفر السولار الصناعي يزيد من نسبة العجز وبالتالي تقليص عدد ساعات وصول التيار الكهربائي.

مقالات ذات صلة

إغلاق