مقالات
من د. محمد خليل رضا ماذا عن الحديد؟ احذروا مخاطره؟ وانتبهوا إلى طعامكم “وعملياتكم الجراحية”؟!!
✦ مقدمة ✦
لا يسع القارئ وهو يطالع هذه السطور إلا أن يقف احترامًا أمام الجهد العلمي والفكري الذي يقدّمه الدكتور محمد خليل رضا، الطبيب الباحث الذي جمع بين رصانة العلم وعمق الثقافة والغيرة على صحة الإنسان. في هذا المقال، يأخذنا الدكتور رضا في رحلة علمية ومعرفية متكاملة عن عنصر الحديد، حيث يمزج بين الدقة الطبية، والشرح الكيميائي، والتحذير الوقائي، بل ويضفي على ذلك بعدًا روحيًا وقيميًا من خلال استدعاء النص القرآني والحكمة الإنسانية. إن ما يميّز كتاباته ليس فقط غزارة المعلومة، وإنما قدرتها على الوصول إلى القارئ العادي والمتخصص معًا، في أسلوب سلس، واضح، ومؤثر
مع تحيات إدارة الموقع
المقال
الحديد هو العنصر الكيميائي الذي يحمل الرقم الذري 26 “NUMERO-ATOMIQUE 26” (26 ألكترون مجذوبين حول نواة الذرة) رمزه “Fe” وموجود بكثرة في الطبيعة. ومن جهة أخرى هو معدن يستعمل صناعياً على شكل “صهر” أو تسييل “FONTE” الصلب والفولاذ “ACIER“، والحديد هو عنصر وافر نسبياً في الكون ويوجد حتى في الشمس والعديد من أنماط النجوم وبكميات معتبرة إلى ذلك لا بد من الإشارة إلى أن لبُّ الأرض يعتقد أنه يحتوي على كميات كبيرة ومهمة جداً من الحديد. وبالتالي يشكل نسبة تصل تقريباً إلى حوالي 5 بالمئة (خمسة بالمئة) من القشرة الأرضية. والفلز الأكثر شيوعاً للحديد هو “الهيماتيت” والذي يشاهد بشكل متكرر على شكل رمال سوداء على طول الشواطئ ومجاري المياه. كما أن “التاكونيت” أصبحت أهميته تتزايد كفلز تجارية. ولأن الحصول على الحديد سهل فإن تاريخ اكتشافه غير معروف لتاريخه على ما يبدو، عبر تاريخ البشرية، ومنذ آلاف السنين التي خلت فاليونانيين الأقدمون كانوا على دراية بالحقائق المتعلقة بالصحة التي يعطيها الحديد. وقد استعمل الحديد لقرون كمقوٍّ للصحة، وثمة تناقض إذ أنه على الرغم من أن الحاجة إلى الحديد قد اكتشف منذ قديم الزمان، وعلى الرغم من أنه المعدن الأشيع والأرخص ثمناً بين مختلف المعادن، فإن عوز (نقص) الحديد هو أكثر الأعواز تكرارية في العالم. والعَوز الغذائي الأساسي في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أن ذرة الحديد “ATOME de FER” تخسر “2 إلى 3” (اثنين إلى ثلاثة) إلكترون وتقود إلى أيون “ثنائي التكافؤ” أو “ثنائي المُعادل” “BIVALENT” ويطلق عليه “FERREUX Fe++” أو “ثلاثي التكافؤ” “TRIVALENT” ويسمى (“FERRIQUE” Fe+++“)، ويحتوي جسم الإنسان على “4 إلى 5” غرامات (4-5g) من الحديد لكن على شكل “ثنائي التكافؤ” “BIVALENT“.
وهو في قلب جزيئة الهيموغلوبين “MOLECULE d’HEMOGLOBINE” والجزيئات المشتقة الأخرى ويلعب الحديد دوراً رئيسياً وأساسياً في نقل الأوكسجين إلى داخل الجسم.
وللتذكير الهيموغلوبين “HB” “HEMOGLOBINE” هو صُباغ تنفسي للكريات الحمراء، ويذوب الهيموغلوبين في الماء “PIGMENT RESPIRATOIRE” مُلون ويأخذ لونه منه مؤلف من اتحاد بروتين لا لون له “INCOLORE” (الغلوبيلين) “GLOBILINE” ومكوّن من أربعة سلاسل للحوامض الأمينية (الألفا، والبيتا) ومن مركّب ملوّن يحتوي على الحديد “HEME BIVALENT” وهو متعطش ومتلهف كثيراً للأوكسيجين “O2“!
يحتوي دم الإنسان على “13-18 غرام” في كل مئة مليلتر من الهيموغلوبين. (13-18 g/100ml) عند الرجال يعني (8,1-11,2 n mol/l). ومن (12-16 g/100ml) (7,4-9,9n mol/l) عند النساء.
إلى ذلك يحتوي الهيموغلوبين على “65 بالمئة” من الحديد في الجسم يعني “2,5-3 غرام”. ودون أن ندخل في تفاصيل وأشكال وأنواع الهيموغلوبين عند الإنسان وعند الأطفال والتغيرات وأسبابها قد “أشط شططاً” عن المقالة؟ لكن أكتفي بما كتبت فقط من باب المعلومات التي لا بدّ منها عن الموضوع والإحاطة الشاملة بهذا الإطار وتعميماً للفائدة ولو بنسبة علمية، مقبولة؟
إن هذا التفاعل هو جزء أساسي لسلسلة نقل الألكترون وهو بالتالي المسؤول عن توليد ال”A.T.P” “ACIDE ADENOSINE TRIPHOSHORIQUE” خلال أكسدة المواد في الاستقلاب الوسطى وبالتالي المسؤول عن عمليات الإرجاع الضرورية في اصطناع الجزيئات الكبيرة في مكوناتها وللتذكير ومن باب وذكّر إن نفعت الذكرى أشير إلى أن السيتروكروم “CYTHOCHROME” هو صباغ بروتيني “PIGMENT PROTEIQUE” يحتوي على الحديد ويلعب دوراً مهماً وأساسياً في تنفس الخلايا “RESPIRATION CELLULAIRE” إلى ذلك فإنه ناقل للإلكترون “transmateur d’electrons” ويوجد على شكل عدة نماذج مختلفة للسيتروكرم منها a, b, c.
ويتم امتصاص الحديد على شكل حديد غير عضوي “FOR INORGANIQUE” من الخضار وال CEREALES (الحبوب الأحادية أو زُرُوع مع ضمة على حرف الزين وضمة على حرف الراء) أو على شكل “الهيم HEME” من اللحم. ولكي يكون الامتصاص أفضل وأحسن فالحديد الغير عضوي يُحرّر على شكل مركب ذائب “COMPLEX SOLUBLE” إلى ذلك فالأحماض “ACIDES” داخل المعدة تحسّن امتصاص الحديد الغير عضوي (F23+, Fe2+) ويسهّل من عملية CHELATION(عملية إزالة معدن ثقيل) مع السكر والحوامض الأمينية “LES ACIDES AMINEES” والمرارة “BILE” (المادة الصفراوية) والحمض الأسكوربيك “ACIDE ASCORBIQUE“.. وهكذا مركّب حديدي يبقى في المحلول حتى “PH قلوي” داخل الإثني عشر “DUODENUM” وهو المكان الرئيسي والأساسي لامتصاص الحديد (توجد أماكن أخرى سيأتي ذكرها ضمن المقالة).
إلى ذلك فالحديد الغير عضوي يتم امتصاصه عبر مخاط الأمعاء “MUQUEUSE INTESTINALE” وينقل عبر الهضم من خلال آلية غير معلومة على ما يبدو.
إلى ذلك هناك جهاز منظّم يحفظ الكمية الكبيرة في داخل خلية الأمعاء “ENTEROCYTE“، وذلك قبل أن يتم حذفه من خلال الخروج “FECES” وذلك بحسب الحاجة والتخزين وسرعة “تكوين الكريات الحمراء داخل “لبُّ أو نفي العظام” “ERYTHROPOIESE” في حين أن الحديد العضوي (HEME ألهيم) يتم امتصاصه بصورة غير كافية ويتم فصل الـ”HEME” من الغلوبلين “GLOBULINE” وامتصاصه على شكل “ميتالوبورفييرين سليم” “METALLOPORPHYRINE INTACTE” مع “PH” قلوي. ونكمل المشوار العلمي للمطبخ الكيميائي وعليه فيتم تحرير الحديد من ال”HEME” داخل الخلايا بواسطة “HEME OXYGENASE“.
وداخل البلازما ينقل الحديد المتصل بالتراسفرين “TRANSFERINE” وهو غلوبلين نوعي “GLOBILINE SPECIFIQUE” باتجاه الأنسجة لكي يتم استهلاكه أو تخزينه.
علماً أن امتصاص الحديد يخفّ في العديد من الحالات المرضية مثل الالتهابات المزمنة “INFECTIONS CHRONIQUE” وبعد تناول كمية من الحديد والالتهابات المنتشرة للإثني عشر مثل “LA MALADIE COELIAQUE” مرض الاضطرابات الهضمية يمكنه أن يورّط ويعرض للخطر امتصاص الحديد ويؤدي ذلك إلى نقصانه. وللتذكير “LA MALADIE CŒLIAQUE” هو مرض أسبابه مجهولة يتميز بسوء امتصاص “MAL ABSORPTION” وإصابات في أنسجة الأمعاء الرفيعة تحت تأثير “الغليتان “GLUTEN” وهو بروتين وزنه الجزيئي كبير جداً موجود في القمح “BLE” الشعير “ORGE” والشوفان “AVOINE” والسلت “SEIGLE” (نوع من النباتات) عبر أليّه سُمتيه “TOXICITE” مجهولة لتاريخه لكن النظرية الشائعة كثيراً من أن استقلاب الغليتان “GLUTEN” مسؤول ن تفاعلات مناعية “REACTIONS IMMUNOLOGIQUES” داخل خلية الأمعاء “ENTEROCYTE” (أكتفي بذلك ولا أتوسّع أكثر عن الموضوع كي لا أشطّ شطّطاً؟ عن المقالة؟)
¬ إلى ذلك توجد عدة عوامل قادرة على أنتؤثر على معدل الحديد في الدم “FER SERIQUE” وعلى القدرة الكاملة لتثبيت الحديد وعلى تشبّع النقل للترانسفراين “TRANSFERINE” والعوامل هي وباختصار شديد:
6- الالتهابات الحادّة وهي عديدة منها:
في هذه الحالة معدل الحديد في الدم “FER SERIQUE” منخفض أو طبيعي وبالنسبة لـ”SATURATION de la TRANSFERINE” طبيعي أو منخفض.
7- التهابات مزمنة والأمراض خبيثة نجد معدل الحديد في الدم منخفض أو طبيعي في حين “CAPACITE TOTALE de FIXATION du FER” القدرة الكاملة على تثبيت الحديد “C.T.F.F“) ترتفع وتشبيع الترنسفرين “SATURATION de la TRANSFERINE” ينخفض أو معدله طبيعي.
8- زيادة الحديد “SURCHARGE en FER” وبخاصة في داء “HEMOCHROMATOSE” وهو داء ترسب الأصبغة الدموية نجد معدل الحديد في الدم مرتفع وتشبّع الترنسفرين مرتفع أيضاً.
أشير إلى أن أهم تموضع ووجود للحديد في الجسم هو في وسط جزيئات “الهموغلوبين” “HEMOGLOBINE” داخل الكريات الحمراء وبدرجة أقل من “الميوغلوبين” “MYOGLOBINES” للعضلات وبكمية أقل فإنه يساهم في تكوين الأنزيمات النسيجية المهمة. وتخزين الحديد على شكل “فارتين” “FERRITINE” و”الهموسيدرين” “HEMOSIDERINE” موجودين في الكبد “LE FOIE” والطحال “LA RATE” ونقّي أو لبُّ العظام “MOELLE OSSEUSE” وتقدّر كميات الاحتياط المخزّن بحدود ألف مليغرام (1000 mg) عند الرجل و 500 مليغرام (500 mg) عند المرأة. وبالتالي يتم إمداد وتغذية هذه المصادر الاحتياطية من خلال القضاء على الكريات الحمراء “العجوز”؟ في الجهاز “SYSTEME RETICULO-ENDOTHELIALE” “نظام شبكي بطاني” وكذلك عبر فائض للحديد الذي يمتص ولا يستعمل في تركيب وتأليف الهيموغلوبين “LA SYNTHESE d’HEMOGLOBINE” وهذا الاختلاف والتفاوت في أرقام هذه الاحتياطات والمخزون عند الرجل والمرأة فتفسيره طبيعي عند المرأة التي تخسر الكثير من الحديد خلال فترة الحمل وكذلك عند حصول العادة الشهرية وغيرها.
إلى ذلك فالحديد يمكن أن ينخفض على شكل “FERREUSE” لكي يتم امتصاصه، وتناول المواد “REDUCTRICES” المخفّفة مثل “حامض الأسكوربيك” “ACIDES ASCORBIQUE” و”ACIDE SUCCINIQUE” وغيرهم يزيدوا منامتصاص الحديد ويغيّروا في تكافؤه “VALENCE“.
تجدر الإشارة إلى أن مواد أخرى مثل “PHYTATES” “فيتاتس” الموجودة في الحبوب “CEREALES” (الزُروع) و”تانات” “TANNATES” الموجود في الشاي والأدوية والمواد المضادة للحموضة “ANTI-ACIDES” (تستعمل في حالات مرضية تخص الأمعاء والمعدة وغيرها). وبعض المضادات الحيوية “ANTIBIOTIC” مثل دواء التتراسيكلين “TETRACYCLINE” وغيره يمكنهم أن يعقّدوا ويعرقلوا مسير امتصاص الحديد بصورة فيزيولوجية وأن الجزء الأكبر من امتصاص الحديد يتم كما قلت خلال المقالة وأكرره للأهمية هو عبر الإثني عشر “DUODENUM” وأزيد على ذلك في الجزء العلوي من الأمعاء الرفيعة “LA PARTIE PROXIMALE de JEJUINUM” وأن أيّ خلل أو مرض أو إصابة في هذه المناطق من الجهاز الهضمي ينعكس سلباً على وظائف الحديد.
وبخاصة خلال العمليات الجراحية للمعدة والأمعاء مثل “GASTRO-JEJUNOSTOMIE” (وصل جراحياً المعدة بالأمعاء الرفيعة في القسم العلوي منها “JEJUNIUM” يساهموا في ظهور نقص الحديد وكذلك ينتج عن ذلك سوء الامتصاص للأمعاء “MAL ABSORPTION INTESTINALE“وأمراض أخرى مثلاً الحالات المرضية التي تخفّف من مساحة المخاط المستعمل للامتصاص، أو خلال زيادة حركية الأمعاء “TRANSIT INTESTINALE” (كالإسهال مثلاً؟!) وفقر الدم الحديدي المصدر “ANEMIE FERRIPRIVE” الناتج عن إجراء العملية الجراحية كما أشرت عند وصل جزء من المعدة بالأمعاء الرفيعة ويطلق عليها “ANASTOMOSES GASTRO JEJUINALE” وغيرها هي من الأسباب المرضية الأخرى التي تصيب المخاط “MUQUEUSE” خلال هكذا عمليات جراحية وتنعكس سلباً على امتصاص الحديد إضافة إلى الأطعمة والأغذية الأخرى التي تعيق أو تخفف من امتصاص الحديد، فمثلاً يلجأ البعض إلى “حمية غذائية نباتية” “LES REGIMES ALIMENTAIRES” فإنها هي أيضاً تخفّض بصورة معتبرة من مصادر الحديد خلال الطعام. ويجب الانتباه إلى خسارة الحديد من خلال موارد وأمراض عديدة، فالأسباب الأكثر شيوعاً لفقر الدم “ANEMIE” عبر نقص الحديد عند الرجل هو مصدره الجهاز الهضمي وعند المرأة هو الحمل والعادة الشهرية والرضاعة وأسباب نسائية وولاّدية أخرى “GYNECOLOGIQUE” (نكرّر ذلك للأهمية القصوى) وألفت النظر بمسؤولية وبحزم وأكرر إن الجهاز الهضمي هو السبب حتى يظهر العكس؟ وحتى أيضاً وأيضاً في غياب “تقيء الدم” “HEMATEMESE” ووجود الدم في الخروج “MELENA” فإجباري ثم ألف إجباري وضروري أن يتم فحص شامل ودقيق للجهاز الهضمي من خلال المنظار “ENDOSCOPIE” أو أخذ خزعات مدروسة “BIOPSIES” واختبارات مخبرية وغيرها أو اقتراحات أخرى يطلبها الأطباء الاختصاصيون في الجهاز الهضمي “GASTROLOGIE” فالنقص في الحديد “CARENCE MARTIALE” هي من التظاهرات الرئيسة لسرطانات الجهاز الهضمي أو لأورام القولون المجاورة وبخاصة ناحية اليمين “TUMEUR du COLON” وتكون شائعة عند اكتشافها من هذا القبيل.
وعلى الجراح أن ينبّه مريضه أو أهل المريض إلى أنه سيصاب بنقص الحديد بعد إجراء هذه العملية الجراحية أو تلك؟ في الجهاز الهضمي ويجب أن يُوصف له حبوب تحتوي على الحديد أو أنابيب شرب“أبر”، أو حتى حبوب تحتوي على الحديد توضع تحت اللسان “SUB-LINGUALE” موجودة في الصيدليات بأسماء تجارية مختلفة، والتنسيق مع أخصائي التغذية “NUTRITION” للتقيد بلائحة الطعام وأخواتها التي تحتوي على الحديد من مصادر متنوعة بما فيها الخضار والفاكهة وأخواتها.
وكذلك وجود حالات من الأمراض تخص التقرحات “ULCERATIONS” والأمراض الالتهابية للجهاز الهضمي “LES MALADIES INFLAMMATOIRES DIGESTIVES” وكذلك حالات الـ”ANGIODYSPLASIES” (خلل وعائي للشرايين والأوردة نتيجة اضطرابات أحياناً جنينة في تكوين الشرايين والأوعية الدموية وهي أمراض عديدة وخطيرة بما فيها الأمراض الاستقلابية، والتي تخص جدران الشرايين وأخواتها وأمراض الأجهزة “MALADIES de SYSTEME” وتعميماً للفائدة سأذكر للبعض منها مع اسمه العلمي: “PHAMATOSES” “ANGIOMATOSES“، “L’ELASTRORRHEXIE” و“COARCTION” و “DISSECTION AORTIQUE” وأم الدم الأبهري وغيره “ANEVRYSMES” انتفاخ لجزء من الشريان الأبهر أو غيره مع خطر الانفجار فالوفاة).
كل هذه الحالات المرضية التي ذكرتها تؤدي مجتمعين إلى نقص للحديد “CARENCES MARTIALES“.
لكن ماذا عن تناول بعض الأدوية كالأسبيرين “ASPIRINE” وأدوية أخرى من عائلة “المضادات الالتهابية الغير ستروئيدية” “ANTI-INFLAMATOIRES NON STEROIDIENS” ويرمز إليها علمياً “A.I.N.S” وغيرها وغيرها المستعمل لعلاج أمراض الروماتيزم وأخواته، فإنها تعطي على المدى الطويل نزيف في الجهاز الهضمي وكذلك حالات أخرى وجود دم في البول “HEMATURIE” وكذلك فهذه المعلومة ربما تغيب عن جرّاحي القلب عند إجراء عملية جراحية للقلب المفتوح مثلاً هي وضع بروتيز للصمامات “PROTHESES VALVULAIRES” فالمرضى من هذا النوع معرضين لنقص الحديد “فقر الدم” “ANEMIE“ الناتج عن القضاء على الكريات الحمراء التي تسير على سطح هذه الصمامات (تكسير) وكذلك الـ”SEQUESTRATION” “حجز، انفصال، عزل” رئوي للحديد يمكنه أن يعقّد النزيف الرئوي. والجسم ليس عنده الإمكانية لاسترجاع الحديد الموجود في الـ”ALVEOLE” (الوحدة الفيزيولوجية للرئة).
وكذلك احتياط المخزون من الحديد هو أيضاً يستنزف عبر التبرع بالدم الشائعة جداً بسبب نقص الحديد.وعند الأشخاص الذين عندهم نقص الحديد يظهر على ألسنتهم “LANGUE” شكل ولون معين للسان يطلق عليه علمياً “GLOSSITE” وعلى الأظافر و”KOILOMYCHIE” (الظفر على شكل الملعقة) (“ONGLE en CUILLERE“).
ويحصل تعب شديد وهذه العلامة تكون مرتفعة. وعند الطفل الذي يظهر عليه نقص الحديد يكون ضعيف وغير كافٍ ليكون عنده فقر دم “anemie” ولكن نجد علامات أخرى يعاني منها الأطفال تحديداً في هذه المرحلة وهي اضطرابات في السلوك وانخفاض في الاستيعاب والتحصيل الدراسي، وعلامات أخرى.
“ذلك بحسب العمر والجنس سأستعرضها كعناوين سريعة جداً مع النسبة بـ”الميلغرام” “mg“.
نكمل المشوار الفواكه التي تحتوي على الحديد: الخوخ المجفّف التوت الفواكه المجففة، الزبيب، المشمش، التين، التمر.. الموز، التفاح، جوز الهند المجفّف، والشوكولا والنبيذ “VIN” (الخمر) وأخواته؟! الفول، العدس، التوفو (بالإنكليزية TOFU) المكسرات، الكاجو، بذور دوار الشمس، اليقطين، السمسم.
وتوجد مصادر أخرى للحديد وكعناوين سريعة: البرقوق، الزيتون، الرمان، السمك، التفاح، الموز، السبانخ، الشوكولا الداكنة، البقوليات، الفاصوليا، العدس، الحمص، البازيلا، فول الصويا وغيرها.
البابونج، النعناع، الزعتر.
¬ أختم لأقول ولأهمية الحديد للإنسان فقد نزلت سورة كاملة في القرآن الكريم اسمها “سورة الحديد” آياتها 29 آية.
أذكّر بالآية “25″ منها في قوله تعالى: ﴿لقد أرسلنا رُسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقُوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز﴾ صدق الله العظيم – قرآن كريم.
¬ وأردّد المثل القائل والشائع بين المواطنين في كل أنحاء العالم:
“الوقاية خير من العلاج” “PREVENTION IS BETTER THAN CARE“
فهل من صدى إيجابي لذلك؟!.. والجواب عندكم؟!…
الدكتور محمد خليل رضا
(لبنان – بيروت)
✦ الخاتمة ✦
لقد قدّم لنا الدكتور محمد خليل رضا في هذه المقالة درسًا علميًا وإنسانيًا رفيع المستوى، جمع فيه بين دقة المعلومة الطبية وصدق النصيحة الوقائية، ليذكّرنا بأن العلم إذا لم يُسَخَّر لخدمة الإنسان وصون حياته، فقد رسالته. ولعلّ استحضاره البُعد الروحي في الحديث عن الحديد يُضفي على المعرفة بُعدًا آخر، يؤكد أن هذا العنصر لم يُذكر في القرآن الكريم عبثًا، بل ليكون شاهدًا على عظمة الخالق ومنافع ما سخّره لعباده. فالشكر موصول للدكتور رضا على هذا الجهد القيم الذي يفتح أمام القارئ أبواب الوعي الصحي، ويؤكد أن “الوقاية خير من العلاج”
مع اجل تحيات ادارة الموقع

