شعر وشعراء

فوق السناء شعر ابتسام ابو واصل محاميد

image57

**********************
فوق السناء

أَضنَيتَنِي بُعداً فَهَاجَت دَمعَتِي // فَيَمُرُ لَيلِي خَانِقاً في ظُلمَتِي

يا سَاجِنِي إِنَ القُيُودَ هَلَكنَنِي // أَلَمٌ يَمُور ُ بِمِعصَمِي وَبِأَنَّتِي

جَرحِي سَقِيمٌ فِيكَ مُلتَاعُ الجَوَى // وَالسُّهدُ دُفٌ في دُجنَةِِ خَفقَتِي

حَاكَ النَّوى جُرحاً عَمِيقاً نازِفاً // ها قَد شَكَوتَ وَلِلعوَاذِلِ قَسوَتِي

هذا فَضَاءُ الوِصلِ ضاقَ سُبيلُهُ // وَتَرَنَمَت فَوقَ السَّناء مُنيَّتِي

فَأَمَتَّنِي بَعدَ الحَياةِ تَرَكتَنِي // وَالشَّوقُ يَسلُو في ثَنَايا مُهجَتِي

تَرتَدُ مِلئُ القَلبِ أَفرَاحٌ مَضَت // وَالدَمعُ مِدرَارٌ مُنَاجٍ حُرقَتِي

دَمعِي غزُيرٌ والمَئاقِي ذَارِفَه // كَفِّي يُنَاغِي بِالخُدُودِ وَمُقلَتِي

وَتَعَاظَمَت يَومَ الرَّحِيلِ مَوَاجِعِي // لِلصُّبحِ تَوقٌ لِلعَوِيلِ بِغُربَتِي

أَوَمَا تَرانِي أَشتَكِي مُلتَاعَةً // تَغرَورَقُ العَينُ الكَحُيلَةُ حَسرَتِي

وَبِرَغمِ أَخطَارِ الدُرُوبِ مُسَافِرٌ // هِجرَانُ رُوحِي مُلهِبٌ لِي لَوعَتِي

هذا فُؤَادِي جَاءَ يَشكُو ضَيعَتِي // فَبِلَعنَةِ المَجهُولِ غَابَت بَسمَتِي

قَد مَاتَ لَونُ الوَردِ في أَورَاقِنا // هَذيِ الزُّهُورِ تَطَايَرَت مِن جَنَّتِي

وَلَوَاعِجٌ هَامَت بِسُهدٍ وَاكتَوَت // بِهَدِيلِ شَوقٍ في الغَرَامِ لِقِصَّتِي

وَطُيُوفُ وُجدِكَ كَالنَّسِيمِ يَحُفُّنِي // قَد أَرهَفَ التِّهيَامُ يَغزُو فَرحَتِي

كَيفَ الفُرَاقَُ وَفي هَوَانا جَنَةٌ // تَحتَارُ في وَصفِي طُيُوراً رَوعَتِي

فَتَعَالَ عُمرِي فَلنُعِد صَبَابَةً // فَتُمَازِجُ الأَحلام ُ فَرحاً جَذوَتِي

أَوَتَفرِدُ الآمالُ ثَغرَ شُرُوقِهَا // بِحَنَانِ قَلبٍ فَاضَ مِلئَ مَحَبَتِي

ابتسام ابو واصل محاميد

فلسطين
2-4-2016

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق