الدين والشريعة

حديث الجمعة السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر

اللجوء الي الله في الرخاء و الشدة )

قال تعالى :
” وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ “٠
الآية: ٥٣ سورة النحل
نعم ان الخير و الشر و النفع و الضر و النعمة و النقمة بيد الله تعالي لحكمة بالغةيعلمها الخالق عز وجل ٠٠
أجل كل من عند الله هبة و منحة و امتحان للعبد في الحياة الدنيا ، الصحة و العافية و الشر معا، بما كسبت أيدي الناس ٠٠

فقد جاء في تفسير الكتاب العزيز للواحدي:
﴿ وما بكم من نعمة ﴾ من صحَّة جسمٍ أو سعة رزق أو متاع بمالٍ وولدٍ فكلُّ ذلك من الله ٠
﴿ ثمَّ إذا مسكم الضرُّ ﴾ الأسقام والحاجة ﴿ فإليه تجأرون ﴾ ترتفعون أصواتكم بالاستغاثة.

كما جاء في تفسير البغوي “معالم التنزيل”:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
﴿ وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾، أَيْ: وَمَا يَكُنْ بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، ﴿ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ ﴾، القحط والمرض، ﴿ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ ﴾، تَضِجُّونَ وَتَصِيحُونَ بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ.

والخلاصة في هذا القول ٠٠٠
تأويل هذا الكلام بمعني:
ما يكن بكم في أبدانكم أيها الناس من عافية وصحة وسلامة ، وفي أموالكم من نماء، فالله المنعم عليكم بذلك لا غيره، لأن ذلك إليه وبيده :
( ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ )
يقول:
إذا أصابكم في أبدانكم سَقَم ومرض ، وعلة عارضة ، وشدّة من عيش ٠
( فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ )يقول: فإلى الله تصرخون بالدعاء وتستغيثون به، ليكشف ذلك عنكم ٠ وأصله:
من جؤار الثور، يقال منه: جأر الثور يجأر جؤارا، وذلك إذا رفع صوتا شديدا من جوع أو غيره ٠٠٠٠

يعني بالجؤار:
الصياح، إما بالدعاء ، وإما بالقراءة.

فيارب ندعوك و نتضرع إليك أن تكشف عنا البلاء و ترزقنا الرخاء يا كريم وصل الله وسلم علي الحبيب و الحمد لله رب العالمين امين ٠
و للحديث بقية أن شاء الله ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق