شعر وشعراء
مُعَلَّقَتَا وَرَائِيَّتَا محسن عبد المعطي محمد عبد ربه وجابر قميحة على الخفيف التام
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم
الشاعر والروائي/ محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم
[email protected] [email protected]
{2}قصيدة: صرخة من وراء الأسوار..الشاعر: جابر قميحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة حول الشاعر: جابر قميحة
الدكتور جابر المتولي قميحة (مصر).
ولد عام 1934 في مدينة المنزلة – محافظة الدقهلية.
حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير فيالأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديثمن جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون منكلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية1967.
عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديثبكلية الألسن بجامعة عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاًأستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.
دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 – الزحف المدنس1992.
مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبية – أدبالخلفاء الراشدين – التقليدية والدرامية في مقامات الحريري – أدبالرسائل في صدر الإسلام – الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيممحمود – التراث الإنساني في شعر أمل دنقل – صوت الإسلام فيشعر حافظ إبراهيم – الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجنايةالتطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.
عنوانه : جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – الظهران 31261 – ص.ب1640 – المملكة العربية السعودية.
الأديب الداعية الدكتور جابر قميحة (رحمه الله)
بقلم/ المستشار عبد الله العقيل
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىسيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين،والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد للهالذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وكرمنا بدين الإسلام، وجعلنا تبعًالسيد الأنام، محمد (عليه الصلاة والسلام).
وبعد،
فإن الشبكة العنكبوتية (النت) تعتبر وسيلة دعوية ومنبرًا مهمًا للدعوةالإسلامية؛ لما تتميز به من سهولة الإعداد، والتنقل بين صفحاتها،وسرعة الانتشار زمنيًا وجغرافيًا؛ مما يتيح الفرصة لرجال الدعوةلتوسيع دائرة نشر دعوتهم وآرائهم إلى أوسع مدى ممكن بعيدًا عنالعوائق والموانع.
كما تتيح الشبكة العنكبوتية للدعاة فرصة تبادل التجارب فيما بينهم،وتقارب الرؤى والاجتهادات بسهولة مهما اختلفت مواقعهم من دولوقارات العالم.
كل هذه المميزات دفعت رجال الدعوة إلى استغلالها الاستغلال الأمثل،فقاموا بإنشاء كثير من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى تبليغ دعوةالله إلى الناس كافة، وتبصير المسلمين بأمور دينهم وإرشادهم إلى مافيه صلاح دينهم ودنياهم.
كما هدف كثير من الدعاة من خلال إنشاء مواقع خاصة بهم إلى نقلخبراتهم الدعوية وتراثهم الدعوي إلى غيرهم؛ ليتم بذلك التوريثالدعوي بين الأجيال المتعاقبة، ولتكتمل الجهود، وتسير القافلة الدعويةعبر العصور منتهجة نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومستنيرةبتجارب السلف الصالح والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد حرص أبناء أخي المرحوم الدكتور جابر قميحة على الاستفادة منالشبكة العنكبوتية في الدعوة إلى الله، وحفظ تراث أبيهم الفكريوالدعوي والأدبي، فعملوا على إنشاء هذا الموقع باسم الدكتور جابرقميحة (رحمه الله).
والأستاذ الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) غني عن التعريف، فهوالداعية المجاهد، والكاتب الناقد، والأديب الشاعر، وهو من أبرز الكتابوالأدباء الذين حملت كتاباتهم الدعوية وأعمالهم الأدبية هَمَّ الدعوة إلىالله، ودافعت عن الدعوة والدعاة، فقد أوقف قلمه لله تعالى، وسخَّر كلَّإمكاناته ووقته لها؛ مجاهدًا بالكلمة، وخادمًا لقضايا الأمة ومدافعًا عنمقدساتها وحرماتها.
والأخ الدكتور جابر (رحمه الله) صاحب المواقف الثابتة والوفاءالصادق لرفقاء الدرب الذين عرفهم عبر مسيرة الحياة الطويلة، وكانوانماذج للرجال الذين عز وجودهم في هذا الزمان.
ولقد عرفته عن قرب، فكان نعم الأخ الكريم في صدق لهجته، ووضوحموقفه، ومحبته لإخوانه في العقيدة حيثما كانوا، وأينما وُجدوا، فهمحاضرون في ذهنه ووجدانه مهما بعدت ديارهم، وشتَّ مزارهم.. يذكرهم بالخير، ويدعو لهم بظهر الغيب، ويترحَّم على من سبقوا إلىالدار الآخرة.
ولد الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) بمدينة المنزلة محافظة الدقهليةبمصر سنة 1934م، وقد عرف دعوة الإخوان المسلمين منذ كان طفلاًصغيرًا. فقد زار الإمام الشهيد حسن البنا المنزلة ـ مسقط رأسالدكتور جابر ـ وظل يخطب قرابة ثلاث ساعات، فجذب انتباه سكانالمنزلة أطفالاً وشبابًا وشيبًا، فكانوا يستمعون إليه وكأن على رءوسهمالطير، ومن يومها والدكتور جابر واحد في صف دعوة الإخوان.
وفي سنة 1948م، عندما انطلق مجاهدو الإخوان يجاهدون في سبيلتخليص فلسطين من الصهاينة، كان عمره أربعة عشر عامًا، فحاول ـفي رجاء مستميت ـ أن يكون واحدًا ممن يشتركون في تحريرفلسطين، ولكن رئيس منطقة الإخوان رفض طلبه وإلحاحه، وقال له: ياجابر؛ أنت مازلت صغيرًا، كما أنك وحيد والدك.
فقال له الدكتور جابر: ولكن فضيلتكم ذكرت لنا أن الذي صرع أباجهل ولدا عفراء الصحابية الجليلة، وكانا طفلين صغيرين. فاسمح ليأن أتطوع حتى لو قمت بتقديم الشاي للمجاهدين.
فقال له وهو يبتسم: اطمئن؛ فالمجاهدون لا يشربون الشاي.
ومن مواقف الأخ الدكتور الرائعة أنه عندما حصل على شهادة إتمامالدراسة الثانوية “التوجيهية”، كان من شدة حبه للإمام الشهيدحريصًا على أن يلتحق بكلية دار العلوم، وهي الكلية التى تخرج فيهاالإمام حسن البنا (رحمه الله)، ولكن الإخوان أصروا على أن يلتحقبالكلية الحربية، وسلموه رسالة توصية للبكباشي أبو المكارم عبد الحيالذي حاصر أحد قصور الملك فاروق هو وعبد المنعم عبد الرءوف (رحمهالله)، وكانا أشجع رجال الثورة المصرية، وقد حكم عليهما عبد الناصربعد ذلك بالإعدام، ولكنهما أفلتا منه.
وكان الالتحاق بالكلية الحربية لا يتحقق إلا باجتياز عدة امتحانات،فتقدم إليها الدكتور جابر وهو يدعو الله أن يرسب فيها، أو في بعضهاحتى يلتحق بدار العلوم، ولكنه نجح بتفوق في كل اختبارات التقدم،ولم يبق إلا الكشف الأخير، وهو “كشف الهيئة”. ومعه توصية مكتوبةللبكباشي المسلم أبو المكارم عبد الحي، ولو سلمه التوصية لكان علىقمة الناجحين. ولكنه لم يوصل التوصية خوفًا من نجاحه المؤكد.
وتقدم (رحمه الله) بأوراقه لدار العلوم حبًا في الإمام الشهيد (رحمهالله)، وفي اختبار القبول ـ المسابقة القاسية التي نجح فيها ممنتقدموا لدار العلوم 300 طالب فقط من أصل 600 طالب ـ كان علىرأس الناجحين؛ إذ حصل على مجموع 96%، وقام الأستاذ عمرالدسوقي الذي اختبره في مادة الأدب والنصوص الشفوية بتقديمهلطلاب الفرقة النهائية وهو سعيد به، قائلاً عنه: “التحق بدار العلوم هذاالعام طالب غير أزهري اسمه جابر قميحة يحفظ حمل بعير منالشعر، ومثله من النثر”. فكان طلاب دار العلوم يقصدون الأخالدكتور جابر للسؤال عن أبيات من الشعر أو قطعة من النثر، وهذا منفضل الله عليه.
التحق الأخ الدكتور جابر (رحمه الله) ـ زيادة على دار العلوم ـ بكليةالحقوق بجامعة القاهرة، والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى أحد ضباطالشرطة، وهو يعتدي على مواطن بريء في بلدته المنزلة. فقال فينفسه: ماذا أفعل لو أن هذا الضابط الظالم فعل بي مثل ما فعل بهذاالمواطن؟
وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل بعدها علىدبلوم عالية في الشريعة الإسلامية. ولكن استهواه الأدب، فحصل علىدرحة الماجستير في أطروحة بعنوان “الفن القصصي في شعر خليلمطران”. وحصل على درجة الدكتوراة في أطروحة بعنوان “منهجالعقاد في التراجم الأدبية”.
قام الأخ جابر (رحمه الله) بالتدريس في كلية الألسن، وفي جامعة يلYALE بمدينة نيوهافن بالولايات المتحدة الأمريكية. والجامعةالإسلامية العالمية بمدينة إسلام آباد، وجامعة الملك فهد بالظهران.
وله سياحات في مؤتمرات متعددة، وفي كل مكان نزل به كانت العقيدةالإسلامية، والدعوة لها تسري في كل جارحة من جوارحه، وقد فصلذلك في مذكراته في أمريكا، وغيرها من المقالات والدراسات.
وقد قالوا عنه بأنه أديب ناقد، ومعلم مربٍّ، وداعية ملتزم، وشاعررسالي، وكاتب سياسي، وله دور كبير في تجديد الأدب الإسلامي،وأنه من أبرز المنافحين عن لغة القرآن، وأحد منظري الأدب الإسلاميعلى مستوى العالم.
وقد تميز أدبه بالفكاهة التي تتخلله، لم يبع كلمته يومًا ما، وسخرالكلمة لبث مستقبل مشرق لأمته العربية المسلمة، ولم تفتَّ الأيام فيعزمه، بل زادته صلابة وقوة.
وكانت شمولية الإسلام واضحة في كتاباته؛ لأن الإسلام هو الدينالشامل للدنيا والآخرة وفي كل مجالات الحياة.
وإن قصائده تتمتع بالجزالة والوحدة الموضوعية، وهو يستلهم القرآنالكريم والسنة النبوية في الكثير من أشعاره.
وقد شغلته قضايا أمته في فلسطين والبوسنة والعراق والكويت وغيرها،كما عاش هموم وطنه والاستبداد الذي يعيش فيه.
وهو (رحمه الله) من شعراء المبدأ والقيم الذين يعرفون بالحق، ويحملونأرواحهم على أسنة أقلامهم، ويُسخِّرون موهبتهم التي منحهم اللهإياها لإيقاظ الهمم وتصحيح الوعي الفردي والجماعي.
وقد أخذ على نفسه عهدًا أمام الله بأن يظل سيف شعره وأدبه مشهرًافي وجه الباطل والجور والزيف والتضليل؛ حيث يقف حارسًا يقظًاعلى ثغور لغة القرآن، يأبى امتهانها باسم الحداثة، ويرفض الجورعلى أصالة الشعر العربي باسم قصيدة النثر.
والدكتور قميحة (رحمه الله) أديب وناقد أكاديمي متحيز لموقفومتعاطف مع تصور نبيل ومنتصر لمبادئ الفكرة الإسلامية فيما يصدرمن إبداع.
رحم الله الأخ الدكتور جابر قميحة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.