الدين والشريعةالرئيسية

حكم الوضوء من أكل لحم الإبل

كتب الاعلامي المعز بن رجب

حكم الوضوء من أكل لحم الإبل اختلف العلماء في حكم الوضوء من أكل لحوم الإبل؛ فذهب الحنابلة وطائفةٌ من السلف إلى القول بوجوب الوضوء في تلك الحالة، واستدلّوا على ذلك بقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: (سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن الوضوءِ من لُحومِ الإبلِ؟ فقالَ توضَّؤوا منها)، والأمر في الحديث يفيد الوجوب، أمّا جمهور علماء الأمّة فذهبوا إلى القول بعدم وجوب الوضوء من أكل لحوم الإبل؛ مستدلّين على ذلك بما رواه جابر -رضي الله عنه-، إذ قال: (كان آخِرُ الأمرينِ مِن رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَرْكَ الوضوءِ ممَّا غيَّرَت النَّار)، وكُلّ ما غيّرت النار يتضمّن اللحوم المباحة، ومن ضمنها لحم الإبل، كما أنّ آخر الأمرين يدلّ على أنّ الأمر المتأخّر؛ وهو ترك الوضوء ممّا غيّرت النار ناسخٌ للأمر المتقدّم؛ وهو وجوب الوضوء من لحوم الإبل. سبب بطلان الوضوء بلحم الإبل اختلف العلماء في علّة الوضوء من أكل لحم الإبل؛ فذهب بعض العلماء، ومنهم المرداوي إلى أنّ الوضوء من لحم الإبل أمرٌ تعبديٌّ لا علّة فيه، بينما ذهب آخرون إلى القول بأنّ الأمر بالوضوء معلّلٌ، ومن الأسباب أنّ للإبل طبيعةٌ شيطانيّةٌ، فورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لَا تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا مِنْ الشَّيَاطِينِ)، والحديث يدلّ على أنّ الإبل فيها قوّةٌ شيطانيّةٌ، وبالتالي يكون في الأكل منها اكتسابٌ لكثيرٍ من صفات الشياطين، ومنها الغضب والنفار، ويكون في الوضوء من الأكل منها إذهابٌ لتلك الصفات الشيطانيّة، وكسرٌ لها.السؤال عن الحكمة في التشريع يجب على المسلم أن يدرك أنّ الله -تعالى- حكيمٌ خبيرٌ، لم يُشرّع أمراً إلّا لحكمةٍ بالغةٍ، فلا يسأل المسلم عن الحكمة من وراء ما أمره الله -تعالى- من الأوامر، وما نهى عنه من النواهي، وحتى لو لم يدرك عين الحكمة فيها، وإن وفّق الله المسلم وأدرك الحكمة؛ فخيرٌ يضاف إلى الخير المترتّب على امتثال أمر الله تعالى، واجتناب نواهيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق