ثقافه وفكر حر

الإرهابي!! (قصة قصيرة)- عامر عودة

أصحو من نومي مذعورا، بعد أن سمعت صوت إطلاق رصاص في الخارج.. أتحرر بصعوبة من قيود النوم وأركض باتجاه النافذة لعلني أرى مصدر الصوت. ولم أفاجأ، لكني ارتعبت، عندما رأيت جارنا ابراهيم يحمل مسدسا ويركض مسرعا الى بيته متخفيا بحلكة الليل..
– ماذا يجري في الخارج؟! تسألني أمي بخوف والنعاس ما زال عالقا على جفنيها.
– ابراهيم.. جارنا..
– الله ينجينا منه ومن أعماله. ابتعد عن النافذة لئلا تصيبك رصاصة.

فاغلق النافذة وابتعد عائدا الى سريري. فتطمئن الوالدة وتقول:
– عد الى نومك فغدا لديك عمل.. وعلينا أن نسعى بجد أكثر وبسرعة أكبر للخروج من هذا الحي.
– اذهبي الى النوم يا أمي ولا تقلقي، فقد وجدت بيتا آخر، وسريعا سننتقل للسكن فيه ونتخلص من ابراهيم هذا ومشاكله.

استلقي على السرير محاولا النوم، لكن دون فائدة. فاطلاق الرصاص هذه الليلة جعلني أقلق. فإبراهيم معروف لأبناء الحي بانه سارق محترف وبائع مخدرات، وهذا بالطبع جعل الجيران تخشاه، وتقلق من جيرته. أما التطور الأخطر الأن فهو ما جرى هذه الليلة من اطلاق نار، الأمر الذي يجعل السكن في هذا الحي مكللا بالمخاطر..

– غسان.. غسان..
صاحت أمي. فاصحو من غفوة لذيذة قبل دخول خيوط الصباح الأولى بعدة دقائق.
وأردفت بفرح:
– لقد جاءت الشرطة لتعتقل ابراهيم. يبدو ان الشرطة تحركت أخيرا وسيدخل السجن لأول مرة بحياته.
– لكن لماذا الشرطة تطرق باب بيتنا وليس باب بيت ابراهيم؟!
فتجيبني والدتي والابتسامة على وجها:
– لا بد أنهم أخطأوا. إفتح الباب وقل لهم ان ليس هذا هو بيت ابراهيم.

فافتح الباب واذا بشرطي وبجانبه جنديان مسلحان. فيسألني الشرطي بصوت مرعب:

– هل أنت غسان؟
– نعم انا هو.
– أنت معتقل. فقد اشتركت يوم أمس بمظاهرة رفع شعارات غير قانونية بالشارع الرئيسي، فعطلت حركة السير وأرهبت المارة..
ويخرج من جيبه أصفادا ويكبلني، وسط اندهاش الجيران، الذين كانوا يشاهدون اعتقالي غير مصدقين ما تراه أعينهم..
(عامر عودة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق