ثقافه وفكر حر
دلال مقاري .. ليكن التاريخ وحده شاهد على إجابتي (وانا الأم ، الوطن ، والمعلمة والحاضن)
سيدة الارض تحوّل الاسود والابيض الى الوان الحياة الطبيعية
سيدة الارض حمامة سلام سعيدة لانها تجيد الضحك
بيننا لغة واحدة أفتح عيون قلبي
للاجئة تبحث عن وطن تمنحني طاقة الإستمرار وقواعد عشق العطاء المتبادل
بغداد..عقيل صالح..عندما نتكلم عن السلام نشعر باننا في امن وامان لانها كلمة تبعث فينا روح الاطمئنان وتضعنا محط النظر الى ما لا نهاية من العالم، عالمنا جميل، احيناً يكون الوانه بين القوس قزح واحياناً اخرى بين الاسود والابيض والرمادي، لكن بحكم اننا بشر نوّحل الرمادي او الاسود والابيض الى الوان الحديقة الجميلة، ولن يتوقف اللون عند وردة او غصن بل ينتقل بنا الى عالم الطيور لتصبح لوحة فنية تحمل الصوت والصورة بالوانها الرائعة.
حوارنا اليوم مع سيدة الارض، كلمة قد نقف عندها ونتسائل من هي؟ وكيف جاءت ولمن؟ هذا اللقب؟.هذا ما نتعرف عليه في الحوار التالي، مع سيدة الارض دلال مقاري باويش، مديرة معهد دراما بلا حدود.
* سؤال : لقب سيدة الأرض كيف ومن أين جاء ؟
جواب : تم تكريمي في عام 2015 من قبل مؤسسة سيدة الأرض ،لإختيار شخصية العام ، وحزت على لقب سيدة الأرض تقديرا لأعمالي الإنسانية الشاملة منذ سنوات طويلة ، وتعتبر هذه المؤسسة من أهم المؤسسات العربية العالمية التي ترشح كل عام شخصية مميزة لنيل هذا اللقب .
*سؤال : دلال المرأة ( حمامة السلام ) ماهي نظرتها للحياه من خلال برامجها ؟
جواب : دعني أبدأ بجملة صوفية تقود عطائي ( مثلما يعود النهر إلى البحر ، هكذا يعود عطاء الإنسان إليه ) آمنت مبكرا بفلسفة العطاء التي لاتنضب ، كما آمنت برغيف الخبز في يدي أتقاسمه مع الآخر حتى ولو كان على الضفة الأخرى ،، أمضي إليه بنور القلب ، كي لا أضل الطريق فبقدر ما نعطي ، وما نمنح بمتعة تقاسم رغيف الخبز بقدر ما نغتني بالحب ، وصفاء التجربة والمعارف ( رحلة الوصول إلى الآخر إيمانا به وبالتكامل معه ، في رحلة البحث عن إنسانية الجذور والمنابع) كل البرامج التي حفرت آثارها في قلبي ووجداني بدأت بفلسفة العطاء وإنتهت بإستمرارية العطاء .
* سؤال : كيف جاءت فكرة الملتقيات والورشات على مستوى العالم العربي ؟
جواب : صغيرة كنت حينما لفتني عباءة المنظمات الإنسانية لتحتضن غربتي وتشردي وحرماني الوطن ، تعلمت من منظمة اليونسيف ، والأونروا ، والمؤسسات المدنية معنى ( التغيير ) عن طريق بث البدائل ، وتجريب البدائل ، ان تغير من واقعك المر ، عبر الحلم ، والعمل والجهد ، لتبلغ خط النهاية ( بداية جديدة ) للمستقبل القادم ! الذي نسعى إليه بالعمل ، فيقترب ويتحقق بداياتي الأولى تطورت إلى فكرة المختبر المسرحي عام 2003 ، برعاية رابطة فاو ها إس الألمانية ،،، وعبر هذا المختبر الدرامي المسرحي سعيت إلى تكوين منهجي في العمل ( التنمية البشرية عن طريق الفنون ) لدعم الفرد وإعادة تأهيله وإنتاجه عن طريق الفنون ( تنمية الفرد ) ليكون فاعلا في المجتمع .. وهكذا إستمر الحلم في تطور إلى أن أصبح ( معهد دراما بلا حدود الدولي ) خلاصة تجربة جادة وبحث مستمر .
*سؤال : ماهي النتائج ؟ وهل هناك متابعة للمنخرطين الذين تتلمذوا على يدك ؟
جواب :في معهد دراما بلا حدود الدولي ، كوادر مبدعين في كل الإختصاصات ، ومنذ بداية الفكرة قدمنا للفئات المستهدفة كل الخدمات في التأهيل والإعداد والتنمية ،وحصل بعض الطلبة على منحات خارجية للتعليم ، والعودة لخدمة الوطن ،، كما ساعدنا بعض الفئات على إنشاء مشاريع صغيرة لمتابعة الحلم ،، علاقتنا بالفئات المستهدفة هي علاقة الطفل المرتبط بالأم عن طريق حبل السرة ، تتغذى هذه العلاقة بالتواصل ، والرعاية والدعم المستمر .
* سؤال : ما هي الأفكار لمحاربة السلبيات الناتجة عن الحروب والدمار ؟
جواب : عبر العصور عانت البشرية من آثار الصراعات والنزاعات والحروب ، وتركز الأثر بشكل جلي على المرأة والطفل ، تجليا للعنف البدائي ورغبة الإستحواذ والتسلط يسعى معهد دراما بلا حدود الدولي الذي اتشرف برئاسته إلى معالجة آثار العنف على الفرد ودعمه نفسيا ومعنويا وماديا ليتجاوز الأزمة ، باتجاه مستقبل نكتبه برغبة الحياة مع الآخر ، نوقد فيه الضوء الداخلي ليصبح منارة من التسامح إحترام الآخر ، المختلف . برنامج من التأهيل يبدأ من البحث عن الذات وصولا ألى معرفة الآخر والبحث عن إمكانيات لائقة إنسانيا بتقنيات الحوار الحضاري التواق إلى سلام الروح سلام الأممم .
*سؤال : اين نجد دلال في هذا المكان ، هي التي تمد الإنسانية بالعلم والتعلم والسعادة ، هل دلال على المستوى الشخصي أسعد إمرأة في العالم ؟
جواب : إسمحلي أن أضحك أولا ( فأنا أجيد الضحك حقيقة ، لأنني سعيدة ) ؟ للأمانة ، فأنا شخص متصالح مع ذاته وسعيد ! برغم الجراح التي أصابتني وتصيبني في مسيرة عملي وحياتي ،، لكنني اومن بكلمات إبن الرومي الفيلسوف الصوفي حين يقول ( لا تجزع من جرحك وإلا فكيف للنور أن يتسلل إلى باطنك ؟ ) ما أسعدني ،، حين أشعل قناديل قلبي بالحب ،، بالعمل ،، بالإيمان لأصل إلى الآخر ! ما أسعدني حين أحترق لأضيئ ،، ثم أحترق لأضيئ ،، أضيئ لي وللآخر ( الذي يمنحني بطاقة الحب ) القدرة على الإستمرار، لن أقول أنني أسعد واحدة في العالم ،، لكني ساقول ما أسعدني عندما أفتح عيون قلبي ، وأجدني على أبواب كثيرة ومفتوحة لي ( مثل لاجئة تبحث عن وطن ،) أبواب : تمنحني طاقة الإستمرار وقواعد عشق العطاء المتبادل .
*سؤال : أين نجد دلال وماهو حضنها ؟ هي الأم والمعلمة ؟ أم المرأة الحاضنة لكل معوز ومحتاج ؟
جواب : ليكن التاريخ وحده شاهد على إجابتي ( وانا الأم ، الوطن ، والمعلمة والحاضن ) لكل من منحني بطاقة عبور إليه ، المتعب ،المحتاج المحبط ، الحالم والمتورط بعشق الحياة ، اللذيذ لأنني في كل الحالات ( أستمد طاقتي وإستمراريتي ) من المحبة والإمتنان والتقدير الذي يسورني به أبنائي في
*سؤال : أين نجد دلال وماهو حضنها ؟ هي الأم والمعلمة ؟ أم المرأة الحاضنة لكل معوز ومحتاج ؟
جواب : ليكن التاريخ وحده شاهد على إجابتي ( وانا الأم ، الوطن ، والمعلمة والحاضن ) لكل من منحني بطاقة عبور إليه ، المتعب ،المحتاج المحبط ، الحالم والمتورط بعشق الحياة ، اللذيذ لأنني في كل الحالات ( أستمد طاقتي وإستمراريتي ) من المحبة والإمتنان والتقدير الذي يسورني به أبنائي في كل تجاربي معهم طوال سنين ( فبقدر ما أعطي بحب ! بقدر ما أغتني وأشبع بالحب ) .
*سؤال : دلال مقاري باوش ، حمامة سلام متنقلة ، تحط على بساتين أحرقتها يد الغدر ، كيف تجد نساء تلك الأماكن ؟ وهل من إستجابة ؟
جواب : كانت لي جولات وتجارب مختلفة تعرفت فيها على معاناة النساء بكل أشكال القهر والظلم والألم ، لكني وجدت أن المرأة هي المرأة في كل مكان ( لأنها تبقى الحاضنة ، وناقلة الموروث ، والمربية ، والمحافظة على ميراث الرجل والحضارة ) فلم يتغير دورها التاريخي ، برغم تشعب معاناتها ! ومن المؤكد أن ورشاتنا التأهيلية ودعمنا للمرأة دفعها إلى إستجابة ثورية في بعض الأحيان ، إيمانا بضرورة التغيير .
*سؤال : ماهي معوقات العمل الإنساني الذي تواجهك ؟
جواب : أعرف المعوقات ولا أستجيب لها ، مدفوعة بالإيمان ، والعشق لما أفعل ، وكلما زادت التحديات كلما نمت طاقتي الدفاعية والمناعية أكثر ، لم يستوقفني ألم ،ولم تنهكني حروب غير نزيهه وسهام ضالة ، لأن روحي تعرف الطريق إلى النبع الصافي ، والنوايا الطيبة ، تقودني وثيقة مبادئ صارمة وممتعة في رحلة البحث عن الضوء .
*سؤال : كم من البرامج يقدم معهد دراما بلا حدود الدولي في العام ؟
جواب : عشرات البرامج المتنوعة ، لخدمة فئات وإحتياجات مختلفة، ليس هناك فئة واحدة نكرس لها برامجنا ! فكل الفئات تحتاج الدعم النفسي والروحي والمادي لتنفض عنها غبار المعارك ، غبار الطريق الصعب ، لتبدأمجددا كتابة يوميات موثقة من معرفة الذات ، الى تحقيقها بالعمل، مجتمعاتنا كلها فئة مستهدفة ، نساء واطفال ، رجال وشبيبة ، لأن التنمية حالة مستمرة من التنوير والتغيير والعطاء والعمل .
*سؤال : العمل الإنساني قد يقع في فخ هل مررتي بذلك ؟
جواب : في مسيرة حياتنا اليومية ومنذ الأزل تعترضنا الفخاخ ، هو ليس بالتحدي الجديد لأي رحلة ومسار ،، كل ما علينا أن نفعله هو ( تفعيل وثيقة المبادئ والأخلاقيات ) لحماية مسارنا من السقوط في وحل التجارب والتعلم من الكبوات التي نصاب بها ، لتكون محرضا على إنطلاقة جديدة وتحليق آمن في فضاءات العطاء .
كلمة اخيرة..من يتحلى بالإيمان ، وبراءة النوايا ، والطاقة ، والعشق ، والتضحية ، سيتمكن من متابعة حمل الرسالة مهما كانت العقبات .
المصدر السفيرة نيوز