مقالات

البروتستانتية :المعتقدات والمذاهب / إعداد :د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

البروتستانتية :المعتقدات والمذاهب
(نشأ اللاهوت البروتستانتي على يد مارتن لوثر حيث يمكن رد جميع الروتستانت أو الانجيليين في العالم الى أفكاره ، في المانيا وقد انشق عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر ، وتتفرع منها العديد من الكنائس الاخرى تترواح من 28 – 40 الى كنيسة ومذهب )

تعد البروتستانتية احد مذاهب وأشكال الإيمان في الدين المسيحي، وتعود أصول المذهب الى الحركة الإصلاحية التي قامت في القرن السادس عشر هدفها إصلاح الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا الغربية.
وهي اليوم واحدة من الإنقسامات الرئيسية في العالم المسيحي جنبا الى جنب الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية وتعتبر الكنيسة الأنجليكانية في بعض الأحيان كنيسة مستقلة من البروتستانتية.
نشأ اللاهوت البروتستانتي على يد مارتن لوثر يمكن رد جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم إلى أفكاره، في ألمانيا وقد انشق عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، وتتفرع منها العديد من الكنائس الأخرى تتراوح من 28 – 40 إلى كنيسة ومذهب.
والبروتستانتية مذهب عدد من الدول بما في ذلك الدنمارك وبريطانيا والنرويج والسويد ،كما أن للبروتستانتية أثرًا قويًا في التاريخ الثقافي والسياسي لتلك الأقطار، في القرون الأخيرة، وضع البروتستانت ثقافتهم الخاصة، التي قدمت مساهمات كبيرة في مجال التعليم، والعلوم الإنسانية والعلوم، والنظام السياسي والإجتماعي، والإقتصاد والفنون، وغيرها من المجالات.
يتواجد نحو 800 مليون بروتستانتي حول العالم من بين 2.5 مليار مسيحي، 170 مليون منهم في أمريكا الشمالية، و160 مليون في أفريقيا، و120 مليون في أوروبا، و70 مليون في أمريكا اللاتينية، و60 مليون في آسيا، و10 مليون في أستراليا. يتوزع البروتستانت بالمجمل على سبعة عائلات وهي الأدفنست، والأنجليكانيّة، والمعمدانيّة، وكنائس الإصلاح، واللوثرية، والميثودية والخمسينية.
من الصعب القول أن الكنيسة البروتستانتية هي كنيسة ذات فكر واحد بل من المستحيل قول ذلك، فكنيسة مارتن لوثر قريبة جدا من الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ولكنها تعتقد أنه تم إصلاحها حسب رأي لوثر الشخصي وتؤمن بتحول الخبز والنبيذ إلى جسد المسيح والكثير من الطقوس واللاهوت الكاثوليكي .
أما الفكر الذي نشره جون كالفن فهو من يروج فكرة عدم فقدان الخلاص وأنه لا حاجة إلى كنيسة بل الكنيسة هي غير مرئية، ومنه تفرعت أفكار كنائس مختلفة مثل الكنيسة المعمدانية التي تؤمن أن الإنسان مخلص فقط بنعمة المسيح ولكن الكنيسة الانغليكانية التي تعتبر أيضا جزء من الحركة البروتستانتية هي الكنيسة الكاثوليكية التي لا تعترف بسلطة البابا، الكنيسة الميثودية ي الكنيسة الكاثوليكية التي لا تعترف بسلطة البابا، الكنيسة الميثودية هي الكنيسة الانغليكانية التي تم إصلاحها وهي نفسها انقسمت لأكثر من تيار وكثير منها يعتمد على التفسير الشخصي .
المعتقدات :
ومن أهم ميزات البروتستانت عن الطوائف المسيحية:

• الإيمان بأن الكتاب المقدس فقط (وليس البابوات) ولا التقاليد هو مصدر المسيحية.
• إجازة قراءة الكتاب المقدس لكل أحد، كما له الحق بفهمه دون الإعتماد في ذلك على فهم بابوات الكنيسة.
• عدم الإيمان بـالأسفار الأبوكريفا السبعة.
• عدم الاعتراف بسلطة البابا وحق الغفران وبعض عبادات وطقوس الكنيسة الكاثوليكية.
• يعتبر اللوثريون أن الخلاص لا يأتي بالأعمال الصالحة بل بالإيمان بيسوع المسيح مخلصاً وفاديا، أما الأعمال فإنها واجبه بعد الخلاص (سولا فيدي)أما عند الكالفينية فالشخص مخلص بنعمة المسيح فقط.
• لكل كنيسة بروتستانتية استقلالها التام.
• يمنع البروتستانت الصلاة بلغة غير مفهومة كالسريانية والقبطية في الكنيسة، ويرونها واجبة باللغة التي يفهمها المصلون.
• يرحب البروتستانت بزواج القسس ويرون انه ليس من الضروري أن يكون القس بتولا.
ويتفق البروتستانت مع الكاثوليك في انبثاق الروح القدس من الأب والابن كما يوافقونهم في أن للمسيح طبيعتين (إلهية وبشرية) ومشيئتين.
المذاهب البروتستانتية :
توزع البروتستانت بالمجمل على سبعة عائلات وهي الأدفنست، والأنجليكانيّة، والمعمدانيّة، وكنائس الإصلاح، واللوثرية، والميثودية والخمسينية.
ولتبسيط الأمر يمكن أن نتكلم على عدة تيارات داخل البروتستانتية :-
1. تيار اللوثرية؛ ويبلغ عدد الأتباع حوالي 70 مليون شخص، تشكل اللوثرية الديانة الغالبة في ألمانيا والدول الإسكندنافية ونامبيا ولها حضور تاريخي ذو شأن في إستونيا ولاتفيا؛ وعلى الرغم من أن نامبيا هي الدولة الوحيدة ذات الغالبيّة اللوثريّة خارج القارة الأوروبية الا أن اللوثرية تنتشر أيضًا في كافة أنحاء دول العالم.

• اللوثرية الاورثدوكسية أي اللوثرية التقليدية
• الكنيسة العليا (أي المحافظة على التقاليد)
• اللوثرية الحديثة

2. التيار الكالفيني أو الإصلاحي؛ وهي كنائس تتبنّى لاهوت المصلح الفرنسي جان كالفن يعتنقها حوالي 75 مليون نسمة، لها حضور تاريخي وثقافي ذو شأن في سويسرا وهولندا واسكتلندا فضلًا عن الولايات المتحدة ولهذا المذهب قاعدة اجتماعية عريضة راسخة في الطبقات الوسطى والعليا ذات النفوذ الإقتصادي والسياسي والثقافي في الولايات المتحدة، وهي من المذاهب الرئيسية للواسب فضلًا هناك حضور مميز للكالفينية في إندونيسيا وكوريا الجنوبية ودول شتى في أوقيانوسيا.

• الكنيسة الكالفينية
• الكنيسة المشيخية
• الأبرشانيّة
3. الكنيسة المعمدانية؛ وتتصدر أكبر المذاهب البروتستانتية وذلك بحوالي 100 مليون، ويتواجد أغلب أتباعها في أمريكا الشمالية، وأفريقيا وآسيا.
4. التيار الانغليكاني؛ وتعتبر الكنيسة الأنجليكانية وفقا لإحصائيات مختلفة ثاني أكبر المذاهب البروتستانتية ويعتنقها 85 مليون شخص وهي المذهب الغالب في المملكة المتحدة وتشكل المذهب الرئيسي لجزء كبير من السكان في دول مختلفة منها كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا فضلًا عن عدد من الدول الأفريقية وجزر الكاريبي.
• كنيسة إنجلترا
• الكنيسة الأسقفية
• الاتحاد الانغليكاني

5. الكنائس الميثودية؛ ويصل عدد المنتمين حوالي 70 مليون، العدد الأكبر منهم متمركز في أمريكا الشماليّة وأفريقيا وآسيا ويُذكر أن تونغا الدولة الوحيدة في العالم فيها الميثودية هي الديانة السائدة.
• الكنيسة الميثودية الأولية
• الميثودية المتحدة

6. الأدفنتست؛ وتصل أعدادهم إلى حوالي 17 مليون ويتوزعون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية.
7. الكنائس الخمسينية؛ ويبلغ عددها حوالي 280 مليون. يتوزعون في كافة أنحاء العالم وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.
خلفية الإصلاح البروتستانتي :
انبثقت معظم الطوائف البروتستانتية من حركة الإصلاح الديني المعروفة التي قامت في أوروبا، ولكن بعضها تم تأسيسه قبل ذلك كالكنيسة المورافية. وتمثل حركة الإصلاح قمة الدعوة إلى التجديد داخل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي كان من معالمها ترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى اللغات المحلية، مما جعل التعاليم المسيحية في متناول كثير من الناس، ورغَب في العودة إلى القيم والبساطة التي اتسمت بها المسيحية في عهودها الأولى. ثم ظهرت سلسلة من الحركات الدينية التي التقت جميعها في رفضها لسلطة البابا المركزية، ولكنها اختلفت فيما بينها نتيجة لعوامل ثقافية وجغرافية وسياسية ودينية. ويمكن تقسيم تلك الحركات جميعًا إلى خمس مجموعات .
حركة الإصلاح اللوثري والكالفيني :
حركات الإصلاحية المحافظة في القرن السادس عشر. تضم هذه الحركات جماعات انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية ولكنها احتفظت بكثير من العقائد الأساسية لتلك الكنيسة ومن بين هذه الحركات وفقًا لتاريخ ظهورها: اللوثرية وقد تم تأسيسها وفقًا لتعاليم مارتن لوثر، وتعد من أوائل وأكبر الحركات البروتستانتية التي انتشرت بسرعة شديدة في شمالي ألمانيا وبين الأمم الإسكندينافية خلال العشرينيات من القرن السادس عشر. ويتفق اللوثريون عمومًا على أهمية الإيمان بسلْطة الكتاب المقدس، ولكنهم اختلفوا اختلافًا كبيرًا، على شكل الطقوس وحكومة الكنيسة، وأدت تلك الاختلافات إلي نشأة طوائف عديدة. وهناك أيضًا الإصلاحية أو المشيخية وقد تطورت بدرجة كبيرة من تعاليم اثنين من المصلحين؛ زوينجلي هولدريتش (1484-1532م) وجون كَالْفِن (1509-1564م).
ففي عشرينيات القرن السادس عشر شجع زوينجلي على القيام بإصلاحات أكثر تطرفاً من إصلاحات لوثر. وقد أثرت تعاليمه، بدرجة كبيرة في كل من إنجلترا وفرنسا وهولندا واسكتلندا، وعرف أتباعه في إنجلترا باسم البيوريتان (المتطهرين) وفي فرنسا باسم الهوغونيين. كما عمل جون نكس على إدخال تعاليم كَالْفِن إلى اسكتلندا .
الاصلاح الانجليزي :
أما الأنجليكانية أو الأسقفية، فقد بدأت في إنجلترا نتيجة لقانون السيادة لعام 1534م الذي أعلن فيه الملك هنري الثامن استقلاله عن البابا.وأصبح بذلك الرأس الأعلى للكنيسة في إنجلترا، ورغم أنه ظل كاثوليكيًا، ولم يشجع أفكار البروتستانت مثلهم، فإنه أمر بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية. ونتيجة لذلك وبعد جدال طويل وسفك للدماء، تأسست الكنيسة الإنجيلية في إنجلترا. وفي عام 1559م أسست الملكة إليزابيث الأولى نموذجًا معتدلاً من البروتستانتية عرف فيما بعد بالأنجليكانية.
الحركات الإصلاحية الراديكالية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. اختلفت بعض الفرق الدينية الصغيرة عن كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية الكبيرة. وقد رأى هؤلاء أن المصلحين البروتستانت المحافظين لم يذهبوا إلى المدى الكافي في إصلاح الكنيسة الكاثوليكية، ومن ثم رفضوا تلك الإصلاحات المحافظة وكونوا طقوس عبادة خاصة بهم.ومن تلك الحركات المتطرفة المطالبون بتجديد العماد والكويكرز، وكذلك الانفصاليون والكويكرز .
البروتستانتية بعد القرن السابع عشر :

حركات الكنيسة الحرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر. تتكون هذه المجموعة من حركتين تطورتا من كنائس المتطرفين هما الأبرشانيون (المستقلون) والمعمدانيون.
والواقع أنه خلال السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر عارضت طوائف من البيوريتان بعض سياسات الكنيسة الأنجليكانية، وانفصلوا عنهم لشعورهم بعدم إمكانية إصلاحها من الداخل. وعرفوا بالانفصاليين ثم أصبحوا يعرفون بالأبرشانيين المستقلين؛ لإيمانهم باستقلال كل جماعة محلية وحقها في إدارة كنيستها.
وقاد القس جون سميث الإنجليزي جماعة من الانفصاليين إلى هولندا، ودعا إلى تعميد الكبار فقط، ممن يستطيعون التعبير عن معتقداتهم، وسميت جماعته بالمعمدانيين. وقد انتشرت حركات الكنيسة الحرة في مستعمرات أمريكا، فأنشأ وليم بروستر هو وجماعة انفصالية، مستعمرة بليموث عام 1620م، كما أنشأ القائد الديني روجر وليامز كنيسة معمدانية في بروفدنس في مستعمرة رود آيلاند. وفي بداية القرن العشرين أصبح المعمدانيون أكبر طائفة بروتستانتية في الولايات المتحدة الأمريكية.
حركة الميثوديست في القرن الثامن عشر. تطورت بشكل رئيسي من حركة دعاة التقوى التي بدأت في أوروبا خلال القرن السابع عشر. وقد أكدت حركة دعاة التقوى على أهمية الورع والتقوى الشخصية والأخلاق بوصفها تعبيرًا حقيقيا عن العقيدة.
وفي بداية القرن الثامن عشر، بدأ رجل الدين الإنجليزي جون ويزلي حركة إصلاح في الكنيسة الأنجليكانية تؤكد على ضرورة التجربة الدينية الشخصية، ولم يقتنع باستجابة الأنجليكان لإصلاحاته. ومن ثم نظم عام 1744م حركة المنهجيين، التي نمت بسرعة في إنجلترا وانتشرت في وقت متأخر في الولايات المتحدة.
حركة الوحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين. منذ منتصف القرن التاسع عشر أظهر كثير من المسيحيون، ومن بينهم البروتستانت الرغبة في تجاوز خلافاتهم، وظهرت الدعوة إلى توحيد طوائف البروتستانت، وإلى الاتحاد بينهم وبين الأرثوذكس والكاثوليك.
وفي عام 1846م أنشئ التحالف الإنجيلي لإتاحة الفرصة للحوار والصداقة بين المسيحيين. وفي منتصف القرن التاسع عشر، أُنشئت جمعية الشباب المسيحيين للرجال والنساء. وفي عام 1895م دعا الاتحاد العالمي للطلاب المسيحيون الجامعييون بعض الطلاب للبحث عن طرق نشر المسيحية بين الطلاب.
ومع بداية القرن العشرين، أصبح الاتجاه نحو وحدة المسيحيين يعرف بالحركة المسكونية. وفي عام 1948م. كون قادة الكنائس مجلس الكنائس العالمي، وهي المنظمة التي تعمل على التعاون والوحدة بين جميع الكنائس في العالم. وفي عام 1965م عبر البابا بول السادس في خطابه في نهاية مجمع مسكوني يعرف بمجمع الفاتيكان الثاني عن الحاجة إلى الوحدة بين المسيحيون. وقد رحب كثير من البروتستانت ومسيحيون آخرون بعبارات البابا عن روح الوحدة في ذلك المجمع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق