اقلام حرة

الهجرة بين الألم و الحلم

الهجرة بين الألم و الحلم

 

يعيش الفلسطينون في غزة ظروف غايه في الصعوبة لا يتستطيع وصفها أي محلل سياسي او اقتصادي الا بالمعقدة ،

حيث صدرت الكثير من التقارير لمؤسسات دولية تقارير تعبر في داخل محتواها عن رعب الحياه المستقبلية داخل قطاع غزة مثل تقرير عدم صلاحية المياة للشرب و تلوث البحر بشكل مخيف ، ناهيكم عن ما يحدث سياسياً داخل البقعة الصغيرة من تضاربات سياسية بين الوان و اطياف التنظيمات الفلسطينية و التي اثرت بشكل مباشر على حياة المواطن الفلسطيني بشكل عام و على المواطن الغزي بشكل خاص ،

لا نذكر احدا بتاريخ الانقسام الفلسطيني الفلسطيني الذي يعتبره العقلاء الاسوء في تاريخ القضية الفلسطينية والذي تسبب في الكثير من مآسي الشعب الفلسطيني في غزة واحتدم الصراع وكان المواطن هو المتصدر الوحيد لكل سلبيات الصراع السياسي الداخلي او الصراع مع الاحتلال ،

حيث تعرض المواطن في غزة لكل انواع التذليل و الحصار و الخنق و اصبح يرى الكثير من المتناقضات و المتجاذبات الغير مفهومة و بعد ان المواطن يعي كل ما يحدث في قضيته الفلسطينية ويعلم كل ما يحدث حوله اصبح الحليم في حيران ،

فزاد عليه الضغط ثم الضغط حتى ولد الانفجار الداخلي و هو التفكير في ما لا يمكن و الغير مسموح التفكير فيه خلال اعوام سابقة و هو الخروج من الارض و البحث عن مكان افضل ،

من يقوم بنفي رغبة الكثير من المواطنين في الخروج من وطن زاد على كاهلهم الهم و الحزن فهو كمن يغطي الشمس بالغربال بالوطن بريء من معانات ابناءه و لكن الظروف التي صنعه الساسه بكل الوانهم هي من جعلت من المواطن ذليلا للقمة عيشه قلقا بما الكهف المظلم الي يعيش فيه ،

(تراب ارضي بسوى مليون بلد لكن ) قالها لؤي شاب أعزب في الثمانية و الثلاثين من عمره خريج شهادة بكالوريوس قال تخرجت من الجامعة و كلي طموح بأن اعيش ككل البشر و العيش بأمل وعملت في كل المجالات عملت في قهوة على البحر و عملت ك قرسون في احدى المطاعم بـ 15 شيكل من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل و الشغل مش عيب وفي النهاية ها انا في هذا العمر و مازلت لا استطيع ان اعيل نفسي و لا استطيع ان اتقدم للزواج كما باقي الشباب و الحال ليس عليا فقط وانما على الناس كلها في غزة و ليس لي حل سوا الخروج و البحث عن مستقبل ،

و تحدث لنا الحاج تيسير والد لؤي قال لدي من الاولاد ثلاثة واحد منهم عمرة 41 عام متقاعد من السلطة و الثاني يعمل في حكومة غزة ويتقاضى راتب زهيد جدا و هو غير مثبت اما لؤي فحال اخوته ليس افضل من حاله فهم لديهم التزامات كثيره من ايجار و حياه وابناء ومدارس وغيرها وبخصوص لؤي انا كنت رافضا رفضا تام خروجه من الوطن و لكن بعد ان وصل الحال بالقطاع الى هذا الحال لم اعد استطع منعه رغم من الألم و الصعوبة ان يترك ولدي وطنه وعائلته لكن ….حسبي الله ونعم الوكيل على اللي وصلنا لهيك ،

زرنا احد مكاتب السياحة و السفر و قمنا بلقاء مع مدير الشركة الذي رفض ذكر اسمه قال اعداد ليست بالقليلة و تتزايد يوما بعد يوم بالتقدم بطلبات استخراج الفيزا و اغلبهم الى تركيا وسألناه هل هناك فأه عمرية معينه قال لا الكثير من الرجال في العشرينات حتى الخمسينات يتقدوا بطلب الفيزا واضاف الكثير منهم يقومون ببيع ممتلكاتهم من ذهب او شقق او مركبات او غيرها لتامين تكاليف الفيزا و السفر و خلافه ، وقال ان من المحزن المبكي ان امرأة كبيره في السن حضرت مع حفيدها العشريني و باعت له ذهبها للخروج و البحث عن مستقبل افضل و عند سؤالها لماذا قالت / يا بني هادا الجيل ما عاش و طول عمره في حروب و حصار خليه يطلع و يشوف حاله ،

و قال صاحب بعد شكره للقائنا ( ازيدك من الشعر بيت كثير من الاطباء و المتعلمين و الاكاديمين يقومون بعمل اوراقهم للخروج احنا في مصيبة يا صديقي )

حقا نحن في مصيبة عندما يخرج الطبقة المتعلمة و التي تخدم الشعب الفلسطيني من اطباء و اكاديميين خارج الوطن ،

ينفي بعض الساسة و القيادات هذه الظاهرة الخطيرة و الصعبه لاسباب اعلامية ولكننا توجهنا وسألنا الشارع ليس عن رغبته من عدمها في السفر و انما عن مسببات هذه الرغبه التي داهمت معظم الشباب الغزاوي فقالوا

احمد قال حقا انا اتمنى السفر الى دولة تحترم الخريجين و تعمل على توفير فرص عمل لهم و لا محسوبية فيها وبصراحة السبب تفكيرنا هو الحصار

اما فادي فقال بالحرف الواحد أعمل عامل ولا استطيع حتى توفير ادنى احتياجات اولادي و يوم بشتغل و عشره لا و السبب التنظيمات

اما اماني خريجة دبلوم السكرتاريا قالت حقيقة تخرجت و حاولت اعمل لمساعدة والدي ولكني وللاسف لم استطع و افكر بالسفر لكني الكثير من العقبات تواجهني وسبب هذا التوجه الانقسام الفلسطيني وتعنت الفصائل بعدم المصالحة

ابراهيم قال انا بشتغل موظف من سلطة رام الله و عمري اربعين سنه (تصور) سرت متقاعد و بمرتب خمسين في المية لمين بدهم يكفوا للبيت الايجار ولا المدارس ولا شووو صحيح بفكر بجديه اسافر و اترك زوجتي و اولادي و احاول اوفر لهم حياه كريمه

يعرف الفلسطينيون أن هذا الخيار يعني شيئين موجعين أيضاً: التخلي عن ارض الوطن ولو مؤقتا ، او العيش في وطن صغير لا افق فيه وهو أرض فلسطين؛ ثم الشروع في نضال طويل وشاق وغير مضمون لتحصيل الحقوق المدنية والسياسية في مجتمع يحكمه الاقرباء الغرباء .

ليس مقالي تشجيعا للرحيل او السفر خارج الوطن و انما لوضع اناملنا على المشكلة و البحث في الحفاظ على اكبر ثروة عرفتها البشريه ثروة جعلتكم قاده بمواكب فخمه و مكاتب مكيف الثروة هو الانسان الفلسطيني حافظوا عليه قبل ان تجدوا انفسكم وحيدين في الوطن الذي فرقتم اشلاءه

 

بهاء خلف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق