ثقافه وفكر حر
هل بدأت الحرب الاهلية في غزة ؟؟ بقلم الكاتبة : تمارا حداد.
هل بدأت الحرب الاهلية في غزة ؟؟ بقلم الكاتبة : تمارا حداد. محاولة اغتيال مسئول الامن الداخلي في قطاع غزة ” توفيق ابو نعيم” هي رسالة مستقبلية لما سيحدث مستقبلا في القطاع من سفك دموي ، وتصفيات داخلية في حركة حماس، والعبث بالجبهة الداخلية والعمل على نشر الفوضى وخلق حالة من عدم الاستقرار الامني في القطاع. هذه هي اولى حيثيات ما بعد المصالحة فالكثير من الجماعات السلفية والمتشددة من داعش غير راضية على ارساء المصالحة، وأيضا هناك جماعات من نفس حركة حماس غير راضية على المصالحة فإرسائها يعني ضياع اموالهم والامتيازات التي اخذوها ابان الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس . كانت ابرز اعمال اللواء توفيق ابو نعيم القبض على الفاسدين ومروجي المخدرات والقبض على الجماعات ذوي الفكر السلفي المتشدد ، وهو من ابرز القائمين والداعمين على ارساء المصالحة وإنهاء الانقسام وهو اقرب الناس و الذراع ليحي السنوار “رئيس المكتب السياسي في قطاع غزة” والذي امن سير المصالحة، بصمات اللواء ابو نعيم واضحة في ضبط الحالة الامنية خلال الفترة الماضية، وجهوده الرامية في حفظ الامن لدى مصر، هذه الامور لم تلقى اعجاب الكثير من الجماعات السلفية. هناك احتمالين لمن قام بهذه المحاولة ، الاحتمال الاول اسرائيل وهو احتمال ضعيف ومستبعد لعدة اسباب :- اولا :- اسرائيل ليس لها مصلحة في قتله كونه بعيد عن القسام ولا يشكل خطورة على اسرائيل، وهو يؤمن الامن الداخلي للقطاع ، وإسرائيل معنية بإرساء الهدوء والأمن في القطاع. ثانيا:- اسرائيل غير معنية بدخول حرب مع حركة حماس وفتح جبهة في منطقة الجنوب ” قطاع غزة” كونها الان متفرغة لجبهتها في الشمال وتستعد لحرب مع حزب الله ” ذراع ايران ” اذا ما دخلت حزب الله في حوار حول المنطقة الشمالية. ثالثا :- ليس من مصلحة اسرائيل التدخل في شؤون مصر كون الاخيرة تولت امر القطاع، وتدخل اسرائيل هذا يعني فشل مشروع امريكيا وإسرائيل في استكمال مشروع ” السلام الإقليمي” . صحيح الاحتلال له يد في ذلك عبر اذرعه ولكن هذه المرة ليس له مصلحة في ذلك ، فهي معنية باغتيال جماعات القسام وليس من يؤمن الامن الداخلي. الاحتمال الثاني وهو الاقوى هو من احد الجماعات السلفية، والأقرب هي تصفيات داخلية فهناك صراع حقيقي بين تيار حماس الذي يدعم المصالحة وتيار ضد المصالحة . هذه العملية تشير الى ان المرحلة المقبلة ستشهد سفك دموي وتصفيات داخلية قوية في حركة حماس، وحرب اهلية في القطاع.