الرئيسية
وعد بلفور وآثاره القانونية وما يرتبه من تعويضات لفلسطين المحامي سمير دويكات
الثاني من الشهر القادم يدق بذكرى جديدة ليست كما أي سنة بل ستكون تمام لمائة عام من الظلم والاحتلال والقهر الذي رتبه هذا الإجراء العاهر من قبل حكومة بريطانيا في تلك الفترة وما ظهر من أرشيف لندن حول تورط أعضاء كثر من أعضاء الحكومة وليس فقط وزير الخارجية أو رئيس الحكومة لأنه صدر عن حكومته وحتى أركان الحكم آنذاك تورطوا في هذا الموضوع، وما كشف عنه أخيرا من أن بريطانيا ولندن بدأتا تبرران أن المقصود لم يكن دولة، فان الواقع وما تلاه من أسباب وممارسة في تسليم فلسطين لليهود، يثبت بما لا يدع الشك أن بريطانيا متورطة في تسليم ارض دولة فلسطين إلى اليهود وساعدوا في قتل المواطنين الفلسطينيين وكانت بريطانيا آنذاك تعتبر فلسطين في مراسلاتها الخارجية على أنها دولة بمقوماتها الكاملة وعند ترحيل اليهود في بدايتها بدا اليهود في حمل الجنسية الفلسطينية كمهاجرين ومنهم المجرمة كولدا مائير آنذاك.
وإذا كان الألمان يتحملون ويدفعون تعويضات لليهود بدل المحرقة المزعومة فان بريطانيا وآخرين ملزمين بتحمل مسؤولياتهم وبتعويض الفلسطينيين عن طوال السنين من العذابات والقتل والألم والتخريب الذي تسببوا به نتيجة احتلالهم أو نتيجة هذا الوعد المسؤوم والقبيح الذي يتحمله البريطانيين جميعا وحكومتهم، فالقيادة الفلسطينية مطالبة كما ليس من قبل بتحريك جيوشها القانونيين والسياسيين والإعلاميين من اجل بناء خطط وتصورات عن الآليات والإجراءات التي تكفل ضمان إعادة المطالبة بإنصاف الفلسطينيين في حقوقهم التاريخية.
لا شك أن القضية الفلسطينية من اعدل القضايا والمواقف والحقوق التي مرت على طوال التاريخ الحديث وطوال القرن الماضي وهي مستمرة الآن، ولكن الذي نراه أن محامي القضية ضعيف جدا وخاصة من يشغلون أنفسهم بانتصارات وطنية وهمية أو جمع الدولارات.
إن القانون الدولي وقانون الشعوب الطبيعي في تحقيق استقلال كل شعب ودولة، وضمان الحقوق التاريخية للفلسطينيين يحتم علينا البحث عن السبل المناسبة لتحصيل هذه الحقوق وفي هذا السياق على القيادة البحث عن أساليب جديدة لمقاومة الاحتلال، ولا نريد في هذا، الاستمرار في حياة ليست كريمة، بل يجب وضع الجميع أمام واجباته والتزاماته، لان قضيتنا وحقوقنا التاريخية ثابتة.
فان كانوا يريدون أن يحتفلوا بمئوية إصدار وعد بلفور فعلينا أن نقلبها عليه جحيم، بمطالبة بريطانيا عن تصحيح أخطائها وتحمل التزاماتها تجاه إصدار الوعد وترحيل اليهود لفلسطين ومساعدتهم على قيام دولتهم على ارض ليست لهم وتحمل أخطائها أيضا عن احتلالها لفلسطين، لكن ذلك لا يكون في الكلام والعبارات الرنانة إنما بفريق عمل متكامل من الخبراء الفلسطينيين والدوليين وذوي الاختصاص.