خارطة الصحف الإسرائيلية
تُترجم مقالات الرأي من الصحف الإسرائيلية يوميا إلى العربية، وتُنشر في الصحف المحلية، ولكن هل تعرفون ما هي أجندة الصحفيين الإسرائيليين، ومن يمول عملهم، ومن هو جمهور الهدف الخاص بهم؟
يهدف موضوع خاص بموقع “المصدر” إلى توضيح خارطة الصحف الإسرائيلية، لتعرفوا في المرة القادمة التي تقرأوان فيها مقال رأي مترجم من العبرية، بشكل أفضل الحقيقة التي تختفي وراءه – مَن سيغضب من مقال الرأي ومن سيكون راضيا. فيما يلي أبرز الصُّحف الإسرائيلية وفق مدى انتشارها:
“إسرائيل اليوم“
هذه الصحيفة هي إحدى الصحف التي تتناول أحداث الساعة الأحدث في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولكنها تحظى بشعبية كبيرة منذ سنوات، وتعد اليوم الصحيفة الأكثر انتشارا في إسرائيل، لأنها تنشر مجانا. في استطلاع نُشر في الشهر الماضي تشير التقديرات إلى أن صحيفة “إسرائيل اليوم” تحظى بنسبة انتشار 36.7% خلال الأسبوع، لهذا هي الصيحفة الأكثر قراءة. وهناك موقع إخباري يُدعى “إسرائيل اليوم” أيضا وكذلك موقع إخباري آخر منافس للوهلة الأولى يدعى NRG.
تعبّر صحيفة “إسرائيل اليوم” عن آراء يمينية ولكن أكثر من ذلك يظهر فيها الدعم العلني لنتنياهو. ربما هذه هي الصحيفة المثيرة للجدل من ناحية موضوعية أخبارها، وتلقب باسم “بيبيتون” (أي “جريدتنياهو”) لأنها متماهية مع مصالح رئيس الحكومة نتنياهو. مالك هذه الصحيفة هو الملياردير الأمريكي، شيلدون أدلسون، المعروف بدعمه لدونالد ترامب.
مؤخرا، تم تبديل محرر الصيحفة للمرة الأولى منذ إقامتها، وأقيل بعض الصحفيين القدامى فيها، وربما طرأت تغييرات معينة في هذه الصحيفة اليومية الشعبية المجانية، التي ما زالت يمينية ولكنها بدأت تنشر أحيانا عناوين انتقادية حول إدارة نتنياهو (مثلا، فيما يتعلق بأزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي الشريف). من السابق لأوانه أن نقول إذا كانت العلاقة الغرامية بين صحيفة “إسرائيل اليوم” ونتنياهو قد انتهت أو أن هذا مجرد تدهور معيّن في العلاقات قد يتحسن بعد تسويتها.
باختصار: “جريدتنياهو”
“يديعوت أحرونوت”
هي الصحيفة المنافسة المركزية لصحيفة “إسرائيل اليوم”. لقد خسرت مكانتها بصفتها الصحيفة الشعبية في إسرائيل وحلت محلها صحيفة “إسرائيل اليوم” ومنذ ذلك الحين تدور حرب شرسة بينهما. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” تشغّل أيضا موقعا إخباريا يدعى “واي نت” ويحظى بنسب الزيارة الأعلى.
تتميز هذه الصحيفة بأسلوب الكتابة السهل والموجز، وتحاول جذب أكبر عدد من الجمهور وتنجح غالبًا في مهمتها. تعد صحيفة “يديعوت أحرونوت” مثل صحيفة “إسرائيل اليوم” صحيفة شعبية معظم قرائها من الطبقة الوسطى وأدنى. تصل نسبة انتشارها في أيام الأسبوع إلى 32.5%.
من الصعب تصنيف أيدولوية صحيفة “يديعوت أحرونوت” كيمينية أو يسارية بشكل واضح، ويبدو أنها تحاول أن تصل في كل موضوع إلى أكبر عامل مشترك سياسي بين الجمهور. رغم هذا، من المعتاد أن تهاجم الصحيفة نتنياهو وبالمقابل، ترفع من شأن خصومه السياسيين في الأحزاب اليمينيّة واليسارية على حدِّ سواء.
باختصار: سهلة، شعبية، معادية لنتنياهو
“هآرتس“
تعتبر “لسان حال” اليسار الإسرائيلي. تعد صحيفة عالية الجودة، ورغم ذلك تثير جدلا لأنها تشكل منصة لآراء ليست شائعة في الحوار الإسرائيلي. وتعد صحيفة انتقادية جدا. تهاجم الصحيفة في مقالات الرأي وفي أحيان كثيرة حركة المستوطنات الإسرائيلية خارج حدود 1967، وعناصر يمينية.
إنها قليلة الانتشار أسبوعيا، وتصل نسبة انتشارها إلى نحو %4 فقط، ولكن تأثيرها كبيرا في أوساط النخبة الإسرائيلية المثقفة.
باختصار: لسان حال اليسار الإسرائيلي
“معاريف“
في السنوات الماضية، تغيّر مالكو الصحيفة كثيرا واتخذت اتجاهات أيدولوجية مختلفة. في الفترات التي تغيّر فيها مالكوها، بدأت تعمل فيها طواقم عمل جديدة في وظائف إدارية، تحرير المقالات، وكتابتها. قبل ثلاث سنوات، أصبحت الصحيفة خاضعة لسيطرة “جيروزاليم بوست” – صحيفة إسرائيلية تصدر بالإنجليزية ومنذ ذلك الحين بدأت تعرض مواقف يمينية – مركزية.
كانت الصحيفة قبل بضع عقود من بين الصُّحف الرائدة في نسب الانتشار ولكن في أعقاب الأزمة الاقتصادية، قبل خمس سنوات أقيل 100 عامل وتقلص عملها وانخفضت نسبة انتشارها إلى 5.4%. في السنوات الماضية، أغلق مُلحق الثقافة الخاص بالصحيفة وأصبح نمط الكتابة فيها أسهل وأقل عمقا، بهدف تحسينها وتجنب تدهورها واستقطاب قرائها ثانية. ما زالت الصحيفة تحاول التميّز أمام الصحف المنافسة.
باختصار: صحيفة صغيرة تشق طريقها
“مكور ريشون”
هي الصيحفة اليمينيّة الموازية لصحيفة “هآرتس”. تعد صحيفة صغيرة، مخفية عن أنظار الإسرائيليين الكثيرين ولكن تؤثر في النخبة المثقفة من المتدينين القوميين والمستوطنين.
محرر الصحيفة هو حاجي سيغال، كان عضوا في التنظيم اليهودي السري وحاول اغتيال رؤساء مدن فلسطينية في الضفة. لذلك كان متهما بالتسبب بضرر كبير وعضوية في منظمة إرهابية وحتى أنه قضى في السجن الفعلي لمدة عامين. إنه يعد محللا سياسيا لاذعا وينتقد بشكل ثابت اليسار الإسرائيلي.
إن نسبة انتشار صحيف “مكور ريشون” شبيهة بصيحفة “هآرتس” وتصل إلى %4. تتميز الكتابة فيها بأسلوب فكري وعميق وتعد صحيفة راقية وغير شعبوية.
باختصار: صحيفة النخبة اليمينية
صحف الحاريديم
هناك صحف خاصة بالمتدينين المحافِظين (الحاريديم)، تختلف عن بقية الصحف الإسرائيلية من حيث مضامينها وأسلوبها. هناك من بين الصحف المشهورة في الوسط الحاريدي “همودياع”، “يتد نأمان”، “همفسير”، و “يوم ليوم”.
معظم الصحف اليمنية متماهي مع تيار ديني معين وحتى مع حزب معين بشكل واضح وعلني، وغالبا لا تتجسد الحيادية فيها ولا تعمل على تغطية موضوعية. إنها تنقل لقرائها رسائل من زعماء المجتمع المتديّن وتهاجم نمط الحياة العلماني والثقافة الغربية.
تهدف هذه الصحف المتدينة إلى أن تشكل بديلا للصحف العلمانية لئلا ينكشف الجمهور الحاريدي إلى معلومات تعارض مبادئه المحافظة والمتشددة، مثلا، فيما يتعلق بالنساء. إنها تتجنب نشر صور تظهر فيها نساء وتتجنب استخدام الشتائم والكلمات الفظة. يعمل في هذه الصحف محررو مراقبة يعملون على حظر تعابير أو مواضيع تخالف أوامر الحاخامات.
مع مرور الوقت، افتُتح موقعا أخبار للحاريدييم “بحدري حدريم”، و “كيكار هشبات”، لا يخضعان لمراقبة الحاخامات ويحاولان انتقاد المجتمَع المتدين وتغطية الجرائم والفساد في المجتمع المتدين، كما تعمل الصحافة العلمانية في إسرائيل.