اخبار اقليميهالرئيسية
الأردن وإسرائيل ينفيان وجود صفقة بشأن حادث السفارة
شكلت معالجة الأردن لحادث السفارة الإسرائيلية جدلا كبيرا وسط حديث عن صفقة تمت لنزع فتيلها، وهو ما نفاه الطرفان اللذان أكدا أنه لا علاقة للأمر بقرار حكومة بنيامين نتنياهو نزع البوابات الإلكترونية عن المسجد الأقصى والتي سببت تصعيدا كان يمكن أن يقود إلى منحى خطير.
الأردنيون يودعون الجواودة
عمان – نفى كل من الأردن وإسرائيل وجود صفقة بينهما تقضي بالسماح بعودة حارس السفارة الإسرائيلية الذي قتل أردنيين إلى تل أبيب مقابل التراجع عن الإجراءات الإسرائيلية بشأن المسجد الأقصى.
وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني الثلاثاء إنه لا توجد أي صفقات أو تفاوض في حادثة السفارة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن القضية جرمية وسوف يتم التعامل معها وفق القوانين المحلية والدولية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك لوزراء الخارجية والدولة لشؤون الإعلام والشؤون القانونية، حيث أكد الوزراء الثلاثة أن الأردن اتخذ جميع الإجراءات والوسائل التي تحفظ حقه في التقاضي في هذه القضية، مشددين على أنه لم يكن هناك من خيار سوى تسليم الحارس باعتباره يتمتع بالحصانة.
وبدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا توجد أي صفقة تمت مع الأردن لحل أزمة السفارة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت في بيان لها في وقت سابق عن قرارها بإزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات من المسجد الأقصى.
وشهدت القدس الشرقية تصعيدا خطيرا في الأيام الأخيرة على خلفية قيام إسرائيل بوضع البوابات الإلكترونية، على خلفية مقتل شرطيين لها في 14 من الشهر الحالي على يد ثلاثة شبان فلسطينيين تم قتلهم.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قاد بشكل شخصي ومباشر عملية اتخاذ قرار في اجتماع مجلس الكابينت (الحكومة الأمنية المصغرة) الذي عقد الاثنين وامتد حتى ساعات فجر الثلاثاء، يقضي بإزالة بوابات كشف المعادن والكاميرات الذكية.
وجاء القرار عقب ساعات قليلة من سماح الأردن بعودة حارس الأمن الإسرائيلي الذي قتل مواطنين أردنيين إلى تل أبيب.
وقال مصدر حكومي أردني طلب عدم نشر اسمه في وقت سابق إنه “سمح للدبلوماسي الإسرائيلي بالمغادرة إلى بلده بعد سماع أقواله حول الحادث الذي وقع في سفارة إسرائيل في عمّان الأحد، والوصول إلى تفاهمات مع حكومته حول الأقصى”.
وأوضح أن “الدبلوماسي الإسرائيلي أدلى بأقواله وبعد سماعها سمح له بالمغادرة والأمر الآن بيد القضاء”.
وكانت عمان قد أصرت الاثنين على ضرورة أن تتولى بنفسها عملية التحقيق في مقتل الأردنيين داخل مجمع السفارة الإسرائيلية، بيد أن اتصالات مكثفة جرت بينها وبين الحكومة الإسرائيلية فضلا عن تدخل المبعوث الأميركي الخاص جنسون غرينبلات الذي زار الأردن مرتين منذ وصوله إلى المنطقة الاثنين، ساهم في نزع فتيل الأزمة جزئيا بقبول عمان تسليم الحارس الإسرائيلي.
ديفيد فريدمان: محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ساهمت في نزع فتيل التوتر
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان لأعضاء في الكنيست إن محادثات “سرية” بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ساهمت في نزع فتيل التوتر في وضع “كان من الممكن أن يسوء بشدة”.
ويرى محللون أنه بغض النظر عن حصول صفقة بين إسرائيل والأردن فإن الثابت أن ما حصل في السفارة شكل ضغطا قويا على الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن البوابات الإلكترونية والكاميرات في المسجد الأقصى.
وأبدى الفلسطينيون تفاعلا مع القرار الإسرائيلي، بيد أن الهواجس تطاردهم إزاء الإجراءات التي تعتزم تل أبيب القيام بها بدلا عن تلك البوابات.
وفور شيوع الخبر تجمع المئات من الفلسطينيين قرب أحد مداخل الحرم القدسي للاحتفال. وقام أحد المحتفلين بإشعال ألعاب نارية مما دفع القوات الإسرائيلية إلى تفريق التظاهرة بواسطة القنابل الصوتية.
ورغم تأكيد مسؤولين في الأوقاف الإسلامية أن البوابات أزيلت بالفعل، إلا أنهم أشاروا إلى أن إسرائيل تجري أشغالا في المكان قد تكون بهدف وضع تجهيزات ذكية أخرى لمراقبة المكان.
وقال الشيخ رائد دعنا “رأيت أن البوابات الإلكترونية زالت” عن مداخل الحرم القدسي، مضيفا أن “الكاميرات الموجودة أيضا زالت لكن الشيء المبهم والغريب هو أن هنالك جرافات تنبش بالأرض تقتلع بعض البلاط، وبعض الأشجار، وكأنهم يقومون بأمر آخر كبديل عن البوابات الإلكترونية”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أشارت إلى نيتها “استبدال إجراءات التفتيش بواسطة أجهزة كشف المعادن بإجراءات أمنية تستند إلى تكنولوجيات متطورة ووسائل أخرى”.
ولم يتضح بعد إذا كان المصلون المسلمون سيقبلون بالإجراءات البديلة فيما أكد دعنا “نحن نصغي إلى الشارع. إذا قال نعم نقول نعم وإذا قال الشارع لا للإجراءات فسنقول لا”.
وفي مقابل الارتياح الفلسطيني الواضح تسجل في الأردن حالة من الغضب إزاء مقتل الأردنيين وطريقة التعاطي الحكومي مع الأمر.
وطالب أردنيون غاضبون حكومة بلادهم بإغلاق سفارة إسرائيل وطرد سفيرها من البلاد، وذلك خلال تشييع جنازة أحد قتيلي حادث السفارة الإسرائيلية في عمان. وشارك الآلاف من الأردنيين، الثلاثاء، في تشييع جثمان محمد زكريا الجواودة، وأدى المصلون صلاة الجنازة في ساحة بمنطقة دوار الشرق الأوسط في عمان، ليوارى القتيل بعدها الثرى في مقبرة أم الحيران.
وهتف بعضهم بعبارات من قبيل “لا سفارة إسرائيلية على الأرض الأردنية”، و”لا سفارة ولا سفير.. والرابية (منطقة وجود السفارة بعمان) بدها تحرير”.
كما هتفوا للقدس والمسجد الأقصى مرددين “عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين”، و”بالروح بالدم.. نفديك يا أقصى”.
ويرتبط الأردن وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1994 تعترف بموجبها تل أبيب بوصاية المملكة على المقدسات في القدس التي كانت تتبع إداريا للأردن قبل احتلالها عام 1967.