اخبار العالم العربي
رحيل عزيز محمد… القيادي الشيوعي الذي قرّب بين طالباني وبارزاني
بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن الحزب الشيوعي العراقي، وفاة سكرتيره الأسبق عزيز محمد، أحد الشخصيات السياسية التي تركت بصمة في التاريخ والأحداث العراقية.
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، مفيد الجزائري، أكد لـ«القدس العربي»، أمس الخميس، أن «الحزب فتح ابواب مقره في بغداد لاستقبال المعزين»، مؤكدا أن «محمد خسارة كبيرة للحزب والحركة الوطنية في العراق».
وأضاف أن «الفقيد قضى حياته كلها في صفوف الحزب وفي السجون ولعب دورا في القضايا الوطنية ولم يتبوأ أية مناصب حكومية».
وذكر الجزائري بعض أبرز مواقف محمد، ومنها عمله مع الحزب الشيوعي لجمع كلمة القوى الوطنية وتخفيف التوتر في المشهد العراقي آنذاك، وخاصة بعد اندلاع المعارك بين الأحزاب الكردية».
وبين أن «الحزب الشيوعي أدرك خطورة النزاعات بين الاخوة، وكان ملاذا للأطراف المتصارعة، لذا لعب دورا في التوفيق بين الحزبين الديمقراطي، برئاسة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بقيادة جلال الطالباني اللذين كان بينهما تشنجات ومواجهات، حيث نجح عزيز محمد في اقناعهما بضرورة التعايش معا في الاقليم، وهو ما اسفر إلى التوصل لعقد اتفاق سلام بينهما، وقد كرم بارزاني لاحقا محمد بمنحه أرفع قلادة في الاقليم».
وعن دور محمد في تشكيل الجبهة الوطنية في العراق، أشار الجزائري إلى أن «العراق كان مقبلا على تغييرات في السبعينيات من القرن الماضي، وخاصة بعد ارتفاع اسعار النفط، مما يفرض التعاون بين الحكومة وبين القوى السياسية العراقية ويتطلب تهيئة أجواء وطنية».
وتابع: «كما أن حكومة البعث وقتها قدمت العديد من الاجراءات الاقتصادية التي مهدت لقيام تعاون وطني، لذا استجاب الحزب الشيوعي إلى ذلك التحرك من اجل مصلحة البلاد، إلا أن النظام السابق تنكر لاحقا لوعوده وأعاد سياسته تجاه الأحزاب كما بدأت سياسته مع الجيران تتأزم».
وقد نعى الحزب الشيوعي القيادي البارز، معتبراً في بيان أن محمد «في خضم المسيرة الكفاحية الطويلة والمثابرة، عانى الكثير وقاسى وتحمل بصبر ثوري وقناعة عميقة بعدالة القضية، التي رفع رايتها عاليا ودافع عنها باخلاص وتفان وثبات في ميادين العمل السري والعلني، في السجون».
واضاف البيان «مضيئة كانت تلك المسيرة النضالية لرفيقنا العزيز الراحل، وستبقى تنير طريق المناضلين السائرين على خطاه وخطى من سبقوه من قادة الحزب الاماجد، نحو الغد الافضل لشعبنا ووطننا.
وستبقى ذكرى الرفيق عزيز محمد حية في قلوب الشيوعيين وسائر الوطنيين والديمقراطيين وعامة الناس الطيبين في العراق».
كما نعى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، والعديد من الشخصيات والاحزاب، محمد، وقدموا التعازي إلى الحزب الشيوعي.
يذكر أن محمد ولد 1924 في قرية بيركوت في كردستان، واصبح عضوا في «جمعية الشعب» في العام 1942 وكانت تصدر جريدة (بليسة) ومعناها (الشرارة) وهي جريدة ماركسية، وانتمى في العام 1945 إلى الحزب الشيوعي، أصبح بعد ذلك مسؤول الحزب في أربيل بعد أن أصبح مسؤول أربيل «نافع يونس» مسؤول الألوية الشـمالية، اعتقل في العام 1948 مع اعضاء اللجنة المركزية جماعة مالك سيف ـ يهودا صديق، وفي العام 1949 حكم المجلس العرفي العسكري الاول عليه بالسجن 15 عاما، في العام 1953 تم طرده من صفوف الحزب من قبل سكرتير الحزب الشيوعي بهاء الدين نوري إلى جانب «جمال الحيدري ـ نافع يونس ـ حمزة سلمان الجبوري»، لذلك حدث انشقاق بالحزب تحت اسم «راية الشغيلة» ولم يتغير الوضع حينما استلم «حميد عثمان» قيادة الحزب بعد اعتقال «بهاء الدين نوري»، اطلق سراحه في العام 1958، وفي العام 1960 اصبح مسؤولا للحزب الشيوعي فرع كردستان والذي يضم (أربيل ـ السليمانية ـ كركوك)، واصبح رئيسا للحزب من العام 1964 إلى العام 1993.