ذات مساء ونسمات من هواء بارده تنعش القلب كنا نتسامر مع الأصدقاء في أمور الحياة ومتاعبها وهموها نستذكر المواقف منها الحزين ومنها ماهو مفرح فنضحك تارة ونتألم تارة أخرى حتى خرج علينا أحد الأصدقاء ليخبرنا بموقف حدث معه قائلا ….
كنت يوما في عملي وقد أخذت معي ولدا لي كان شديد التعلق بي وقد طلب مني مرارا وتكرارا أن آخذه معي يوما ليرى عملي وما أصنع به فنزلت عند رغبته ملبيا له فبينما نحن نضحك ونلعب ونمرح ونأكل سوية في إستراحة الغداء مر بي رئيس ومدير بالشركة ملقيا علي التحية مخاطبا أسعدت مساء فقلت ومساءك سيدي فقال أتعلم إنني لأحسدك على هذه السعاده التي تشعر بها فقلت متعجبا….. !!
أتحسدني أنا وأنت من تملك المال والجاه والولد فقال أما المال فلم أشعر بالسعادة يوما في جمعه وأما الولد وهنا خرجت من صدره آهة كادت أن تمزقه فنظرت إليه فإذا بعيونه يترقرق بها الدمع فاسترسل بحديثه قائلا والأسى يكاد أن يفتك به ولداي إن أحدهم ليقول لي سأبصق على قبرك حين تأتي منيتك وأما الثاني فيقول سأسكر ليلتها منتعشا صاخبا فرحا حتى الصباح فقلت له متعجبا وهل حرمتهم من شيء ………؟؟
فقال بل جعلت لهم الدنيا يسرحون بها عابثين بها لهم كل ما يمنون من رفاهية وسلطة وحكم فوجدتهم ضاربين بالحائط كل العادات والتقاليد والشرع فما كسبت منهم سوى الجحود والعصيان والتمرد على
أفلا تريدني أن أحسدك على لحظة السعادة تلك ….!!!
إنك لتملك الدنيا وما فيها فتركني عائدا إلى مكتبه إلى حزنه ألمه تركني مصدوما …… تركني متسائلا……. بيني وبين نفسي
هل بلغ الجحود والعقوق إلى ذلك المدى …؟
تركني متعجبا إلى ما آلت إليه النفس البشرية ……………………