مقالات

الكبار يموتون والصغار لن تتخلي عن عودتها لمدنهم المهجرة – حنان الريفي

في ذكري النكبة الفلسطينية ” تسعة وستون عاما ” حليمة محمد أبو حجير من بلدة مهاجرة من ” بئر السبع الفلسطينية ” تقول في يوم النكبة الفلسطينية، أتذكر جدتي رحمها الله وأخوتها يتذكران طفولتهما وصباهما في مدينتهم التي هجرا منها ، مدينة بئر السبع ، ويقينهما في الرجوع القريب اليها بأي وقت ، فالمسألة كانت عندهما تجميع القوي العربية ودحر الصهاينة والرجوع بعد فترة قصيرة ولكنها طالت لتصبح تسعة وستون عاما ولا زلنا ننتظر الرجوع .
وتضيف حليمة أتذكر تلك الصور الباهتة في طفولتي لهما ، وأنظر لذاتي ولأولادي فقد طالت كثيراً عودتنا ، ولم يزل الأمل يحذونا بالعودة ، أنا وأولادي كما جداي رحمها الله وكأنها سلبت منا بالأمس ، فنحن لم ننفصل عن الوطن معنويا ، فالوطن يسكن فينا .
وتكمل أبو حجير أن كل شيء حولنا يذكرنا بالوطن والجزء السليب منه ، فالعادات والتقاليد تعود جذورها لبلداتنا الأصلية ، من لباس نحرص على ارتداءه في مناسباتنا الوطنية ، ومن موروث ثقافي يشمل كل النواحي الحياتية ، ونحرص على نقله لأولادنا حتي التحرير والعودة .
ياسين أنور أبو عودة من بلدة حمامة المحتلة يقول في يوم النكبة وهو يوم هجرة الفلسطيني من ديارهم اراضي ” 48″ وهجرتهم قسرا ، أتذكر جدتي رحمها الله وحديثها عند هجرتهم من ديارهم وكيف تم ذلك ، وكانت تردد دائما جدتي علي مسامعنا بأنه سيأتي يوم لابد أن نعود فيه الي أرضنا وبلدتنا الأصلية ” حمامة ” وبأن أرضنا أرض جميلة وأرض خير .
جاء الاحتلال الاسرائيلي وأخد أرضنا قسرا بعد ان قتل وهجر أهلها منها ، مؤكداً أنه لابد أن نعلم أبناؤنا حق العودة الي أراضينا المحتلة ودحر الاحتلال الاسرائيلي وعودة جميع اللاجئين الي ديارهم .
مضيفا أبو عودة أنهم راهنوا على موت الكبار الذين عايشوا النكبة ونسيان الأجيال التي ورثت هذه النكبة وكل نتائجها من التهجير ، ولكن نظريتهم قد أثبت الشعب الفلسطيني المكافح فشلها وعدم صوابها ، و التي ورثها أبناء الوطن جيلا بعد جيل، وفى هذه ذكرى نكبتنا لازلنا نؤكد ورغم كل المعوقات ان تحرير الوطن الفلسطيني ، كل الوطن لابد أن يتحقق يومآ بإرادة أبناؤه، ” اذا الشعب يومآ اراد الحياه فلابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر”.
ذكري النكبة الفلسطينية أنا حنان الريفي لاجئة من بلدة يافا المهجرة قسرا، يافا التي لم أراها وسمعت عن جمالها وبرتقالها الحزين ، عن أهلها المهجرين قسرا عنها ، يافا عروس البحر الجميلة ، أحن لها رغم أنني لا أعرف تفاصيلها ولم أتنسم هوائها ، أراها في صفحات الانترنت ، فأبحر في جمالها ، بأحلام اليقظة لأعيش لحظات جميلة بين شوارعها وحاراتها القديمة الحديثة ، يافا سأعود يوما أن أراد الله وبإصرارنا ، نحن أصحابها رغم كل شيء ، يافا يا جميلة المدن و يا ساحرة القلوب ، الكبار يموتون والصغار يتمسكون بحقهم بالعودة ويعلموها لأطفالهم ، يافا في القلب ، فلنا موعد ليس بعيد .
قطاع غزة الذي احتوي المهجرين من قراهم عشنا فيه وابصارنا متلهفة للعودة الي يافا، اجتمعنا في ساحة السرايا بغزة متضامنين مع الاسري في يومهم” 29″ للإضراب عن الطعام ، بحثا عن كرامتهم داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي ، اجتمعنا وكلنا أمل في عودتنا الي قرانا ومدننا المهجرة في ذكري نكبتنا .

مقالات ذات صلة

إغلاق