مقالات
نحن السوريون / بقلم نضال علي الحسن
في البدايه نعرج قليلا الى الوراء لنستذكر الشعوب العربيه التي ثارت ضد الظلم والطغيان بدأ من تونس ومن ثم مصر ومرورآ بليبيا واليمن
ثارت هذه الشعوب نتيجة حالة اليأس والاحباط التي المت بالشعوب العربيه التي غرقت في الخطابات الكاذبه والخداع وبمقابل الخطابات الرنانه والكاذبه كانت هذه الشعوب تعيش تحت نير الفقر والذل والهوان وتعيش حالة تقييد تام للحريات بكل اشكالها والوانها
ولكي نكون صادقين في التوصيف لقد ادركت هذه الشعوب انه لايمكن لاي نظام مهما كان مستبدآ ان يصمد لولا وجود مجموعة من رجالات الدين تساعده في حكم هذه الشعوب فكانت تتقاسم الادوار في الاستبداد مع هذه الانظمه فكانت الانظمه تمارس الاستبداد المادي على الشعوب كتفقير هذه الشعوب والاعتقالات وغيرها وكان رجال الدين يمارسون الاستبداد الروحي من خلال التحريم في الخروج على الحاكم
ناهيك عن هذا فقد اصبحت ظاهرة التوريث في الانظمة الجمهوريه تأخذ شكلا مهينآ عند الشعوب العربيه وبدا الاستخفاف بهذه الشعوب واضحآ وجليآ
وهنا لن اتطرق في حديثي عن اي بلد عربي فالصورة واحده بكل تلك البلدان التي قامت فيها الثورات لذلك ساكتفي في الحديث عن النظام السوري الذي يمثل قمة القذارة في الانظمه الاستبداديه
ان عملية تولي بشار الاسد رئاسة الجمهوريه العربيه السوريه كانت عملية مهينه للسوريين شكلا ومضمونآ اذا في الوقت الذي توفي فيه حافظ الاسد الاب عقد مجلس الشعب السوري اجتماعآ استثنائيآ لمدة ربع ساعه تم خلالها تعديل مادة في الدستور ليتم تفصيلها على مقاس بشار الاسد الابن لكي يصبح رئيسآ بموجب دستور لو وضع على ظهر حمار لاكله
واصبح بشار الاسد رئيسآ بالقوة من خلال انتخابات ديمقراطيه على الطريقة العربيه
بعد تلك الحادثة اصبح المواطن السوري يشعر بالخجل كلما ذكرت الطريقه التي تولى بها بشار الاسد الحكم
لاشك ان الشعب السوري اصبح محقون بالحقد ضد هذا الاسلوب السخيف والاهانه التي تعرض لها وضد هذه العصابه التي تحكمه
وماان هبت رياح التغيير في البلدان التي سبقتنا الا وبرزت التحليلات وان كانت خجوله تطفو على السطح وتطرق مسامع الشارع ان هذه الرياح ستصل الى سوريا
ونتيجة للغباء الموجود لدى هذه العصابة القابعه في قصر المهاجرين لم يكونوا يتوقعوا ماحصل في الشهر الثالث من عام 2011 حيث انطلقت صرخات تنادي بالاصلاح والغاء حالة الطوارىء في البلاد واطلاق سراح المعتقلين السياسيين الا ان النظام بعنجهيته ولطالما انه كان يرى سوريا عبارة عن مزرعة خاصة ورثها عن ابوه لم يكترث
انا لست بصدد التقيم ان ماحصل هو ثورة او مؤامره لانه في الحالتين ان ماحصل كشف هشاشة النظام ونفاقه وكذبة من جهة ووحشيته واجرامه من جهة اخرى
قد يقول مؤيدوه انها مؤامرة _ومع هذا سأسلم بهذه المقوله
ان ماحصل في بداية الحراك اثبت النظام بتصرفه وطريقة معالجته للامور انه نظام خائن ومتأمر وهو جزء من المؤامره التي احيكت ضد الشعب السوري لقد كان واضحآ من خلال اسنخدامه للقوة ضد شعب خرج مسالمآ مطالبآ ببعض من حقوقه
لقد استخدم النظام كل الاساليب الوحشيه ضد الشعب واستعان بالقاصي والداني من حثالات الدول لمساعدته ضد الشعب وباع الوطن كل هذا من اجل البقاء في السلطه
اثبت الواقع ان من يقبع في قصر المهاجرين لايمكن ان يصنف على انه نظام دوله بل كان اقرب في التصنيف الى عصابة اجراميه بكل المعايير فلم يتورع عن قصف الاطفال والنساء بكل صنوف الاسلحه
وعمل كل مابوسعه على استقطاب ارهابيين الى سوريا ليظهر للعالم ان مايحصل في سوريا ليس ثورة شعب انما هي عبارة عن عصابات ارهابيه وعمل تغذيتها
ولم يكتف بالقتل لهذا الشعب الاعزل بل عمل الى تشكيل معارضه مستنسخه من جسمه العفن
ان كل هذه الطرق الوسخه التي استخدمها النظام ضد شعبه كانت من اجل بقائه في السلطه واعادة الشعب الى حظيرته التي بناها منذ 50 عامآ
الا انه تناسى ان هذا الشعب لم يقم بثورته ليعود الى حظيرة الاسد ونسي مقولة ان هناك ارادتان لاتقهران هي اردة الله واردة الشعوب
نعم لقد اصيب الشعب السوري بالاحباط وخاصة بعد ان تبين له ان هذه المعارضات التي طفت على السطح ماهي الا تجار اراضي وتجار دم ..الا ان الامل يبقى قائمآ وكان هذا الشعب مؤمنآ بوجود بارقة امل ستاتي من وسط هذا الظلام وبعد ان غطى الظلم والظلام كل الساحة السوريه وبدا تقسيم البلد يظهر جليآ من خلال ترحيل وتهجير الناس من اماكن سكناهم بغية احداث تغيير ديمغرافي في سوريا ..بدأت تظهر على الساحه منظمات وطنيه تتشكل من رجالات وطنيين عقلانيين ثوريين حقيين غيورين على سوريا واهلها رافضين لكل انواع الاحتلال التي استقدمها النظام ورافضة لكل انواع التهجير القسري والتقسيم للوطن
وقد اخذت هذه القوى والمنظمات على عاتقها مهمة تصحيح مسار الثورة وتعمل جاهدة على اقتلاع هذه العصابة الاجراميه مع كل البذور الاجراميه التي زرعتها في ارض سوريا وكانت المنصه \مجلس السوريين احدى هذه المنظمات التي تصدرت واجهة النضال الثوري الحقيقي متعهدة ان تمضي بخطى عقلانيه حكيمه واستطاعت ربط العلم بالعمل والقول بالفعل وبرزت المنصه \مجلس السوريين كمنظمه مدنيه فكريه ثقافيه اجتماعيه صاغها مؤسسها بعقله المبدع وحسه الوطني الذي هاله مايحصل لوطنه واهله موقنآ انه لايمكن مواجهة هذا الاجرام والتمزق وحالة التهجير القسريه بالسلاح وحده ومن خلال حسه ورؤيته راى ان السلاح الفكري للمواجهة لايقل اهمية عن المواجهة بالسلاح العسكري ولايمكن ان ينتصر السلاح العسكري مالم ترافقه العقول القادرة على ادارته لذلك عمل على تاسيس المنصه المهندس محمد عامر علي الزكور بايمانه ان سوريا لايمكن ان تبنى بيد واحدة معتبرآ ان التسامح الجمعي احدى السبل التي ممكن ان تنشىء مجتمعا وبنفس الوقت مع محاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين بغية احقاق الحق للجميع ومحاسبة المجرمين
فانطلق بفكرته مع تسميتها بالمنصه اي هي النقطة المتقدمه لكل من يرى نفسه قادرا على تقديم اي شيء لوطنه فاسحآ المجال للجميع ان يأخذوا دورهم ومكانتهم في انقاذ الوطن وقيادته مع رفضه لاي شكل من اشكال الارتهان معتمدأ على الله وشعب يرفض كل انواع الاذلال والارتهان فانطلق وانطلق معه فلة من المخلصين
ليمضوا بخطى واثقة معتمدين على الخيرين من ابناء الوطن والتفاف الجماهير المتطلعه للخلاص والحريه فكان اولى بوادر الخير والامل انعقاد المؤتمر التمهيدي الذي سيمهد لعقد المؤتمر الشعبي العام في الداخل السوري