خواطر

همسات من القلب / فاطمة اغبارية ابو واصل

لا تذهب الى ما هو بعيد عنك كي تحصل عليه فَلَو نظرت حولك لوجدت الذي تبحث عنه قريبا منك لكنك لا تراه ، عميت الابصار والبصائر وأخذتك الحياة حيث تريد هي , بدل من ان تأخذها إلى حيث أنت ذاهب ، ونسيت ان الله خلقك لتحيا ولست حيا لأنك ولدت ، وتذكر دائما شكر الله .
عش لحظات الحياة بتأمل وسكينة لا تغضب اذا هاجمك احد ابتسم أمامه وانسحب بهدوء ثق انك ستكسب الكثير .
حياتنا الدنيا قصيرة لو فكرنا وتأملنا لوجدنا انها تأخذنا ذات اليمين وذات الشمال فحولتنا دمى متحركة بلا مشاعر ،  ولا احساس ،  ولا شعور.  نفكر ان الأمس إنتهى ولم ننهي دورانا حول ساقية الحياة ننتظر الغد اذا ما خلدنا للراحة ونستعجل الشمس ان اشرقي تنتظر الغد ونحن لا نملك ضمانا لمجيئه .
ما نملك ونضمن هي لحظات نعيشها ويوم ربما نكون ضمناه اليوم فهو ما نملكه وعلينا الإستمتاع بكل لحظاته لا اعصاب محروقة ولا احقاد. ولا غلّ ولا اذى للآخرين ولا ولا الأمثلة كثيرة . وكثيرة جدا .
عش يومك وإستفد من تجارب الماضي ،من غير أن نعيش مشاكله وهمومه ثق بخالقك الذى يعطي للطائر رزقه يوما بيوم إنه اليقين بالله والتوكل عليه والثقة بما عنده .
ثق انّ. الأفضل قادم ، لكن بشرط أن تحسن الظن بخالق هذا الكون فلا تضيع يومك وانشد السكينة والهدوء والراحة فلن تحصل الا على الذي كتبه الله لك مهما حاولت واجتهدت ” رزقكم في السماء وما توعدون ”
فالركض خلف الإنتهاء من الأعمال والسعي المحموم كي نغلقها ،
لن يزيد الأمر إلا توترا وإرهاقا ، طالما أننا نحيا ونتنفس ، فنحن في
حركة وسير متواصل وعمل لا ينتهي ،
لن يموت أحدنا وقد أتم أعماله ، بل ستكون هذه دائرة لن تغلق لدينا أعمال يتمها من بعدنا ابناء وأحفاد.
نحن في عصر وكاننا جعلنا من حياتنا الدنيا حالة طوارئ وهي ليست كذلك نسينا ان هناك اولاد علينا ان نخصص لهم وقت لنضعهم على الطريق السليم تركناهم للعولمة تربيهم فساد الفُساد وغابت الأخلاق وانعدمت القيم أصبحنا نكذب ونكذب ونحلف بالله الكذب لترضى الناس عنا  وننجي  أنفسنا خوفاً من الناس  ونسينا ان الله احق ان نخشاه ، نسينا الأرحام والقربى نسينا الجار والجار بالجنب ونسينا ونسينا نتذكر بَعضُنَا عند الموت والفرح وليس عن قناعة انما خوفاً من ان يقال عنا قساة قلوب ونسينا ان قلوبنا اصبحت كالحجارة بل أشد قسوة .
فلن نحيا حياتنا الدنيا بسكون وهدوء، وراحة ضمير إلاّ باللجوء لركن الله والعودة آلية لأَنِّ الحياة أبعدتنا عن ركن الله أنستنا أنفسنا ومن حولنا .
نصيحة لله فالدين النصيحة إن وجدت نفسك فى مضمار الحياة المحموم فالجأ لله ركعتين فى جوف الليل ،  ومناجاة لا يسمعها سواه سبحانه  ، ولحظات تدبر وتأمل، تنجيك من
ضجيج و أرق الحياة .

الاخوات والاخوة الاحبة في الله اسعد الله صباحكم بكل الخير
من
فلسطين الف تحية

مقالات ذات صلة

إغلاق