تخيلات
إحدى القرى البعيدة والتي يشكل الوصول اليها مشقة كبرى
قرية نائية تغفو على أحلامها أحلام أهلها المتواضعة والتي لا تتعدى في كثير من الحالات على رغيف خبز أبيض ووجبة طعام دسمه كان يعيش أحمد مع أسرته الكبيره في احدى السقايف والتي لا تستطيع الصمود أمام مياه الأمطار اذا انهمرت والريح اذا عصفت
عائله فقيرة فقراً مدقعاً تقتات الفتات من الخبز لتتغذى عليه وتعيش منه كانت أسرته الكبيره تتكون من أبويه الطاعنين بالسن وزوجه وتسعة أطفال كان يعمل أحمد كغيره من بسطاء القوم بالفلاحه وكانت زوجته وأولاده يساعدونه في مواسم الحصاد
كان أحمد يعاني الأمرين فهو ضعيف البنية لا يقوى على العمل المتواصل والأمر الثاني كان يشفق على أولاده من هذا الحمل الثقيل ويطمح في أن يجعلهم ينصرفون عن هذه المهنة الشاقه محدودة الدخل
ففي صباح باكر من صباحات أحد الأيام المشرقه وبينما أحمد ماض في طريقه حاملا معوله والفأس وفي يده صرة صغيره تحوي بعض من كسرات الخبز اليابس مع قربة من الماء مر بإحدى الأشجار العملاقه والتي يتحدث عنهاأهل القرية على أنها قد تجاوزت من العمر المائة عام كان ينظر أحمد اليها بنظرة شموخ و كبرياء لما لساقها من صلابة ولثمرها من حلو المذاق وكان كلما غدا أو راح إستراح لظلها مسترخيا مادا ساقيه مخرجا ما في جعبته من كسرات الخبز المتيبسة يتناولها بعد أن يغمسها بالماء مع الكثير الكثير من الأهات هائما مفكرا حائرا …..
ها قد مرت السنين ولم يتبقى له من مشوار العمر سوى القليل منه فإبنه الأكبر سينهي بعد أشهر معدودة دراسته الجامعيه وسيعين بها معيدا لتفوقه وبراعته وابنته الكبرى أنهت دراستها والتحقت بإحدى المدارس لتعلم الأجيال القادمه العلوم وابن ثان قد التحق بالخدمة العسكرية وأصبح ضابطا بها وآخر مهندسا وآخرون في مراحلهم الأخيره من التعليم وأحدهم يعيد دراسته بالمرحله الثانويه
وهنا ……
تذكر مصيبته إن ولده هذا لم يحالفه النجاح بشيء وما زال الإحباط والرسوب مصيره فلا يعلم له حل ولقد أثقل كاهله وكاهل أسرته من كثرة مشاكله و مشاغباته .
لقد اتبع كل الأساليب لردعه وتصويب طريقه ولكنه لم يهتد بل هو يتمادى في سلوك هذا الطريق الشائك المليء بالعقبات والمخاطر فماذا يعمل …؟
وكيف يتصرف…؟
لقد اشتعل رأسه من كثرة ما فكر بحل لهذه المعضلة فلم يجد
وهنا ……
تحسس رأسه فإذا هي حارة جدا من كثرة أشعة الشمس المتسلطة عليه وها هو النهار قد إنقضى ولم ينجز من عمله شيئا فأخذ يجر قدميه متثاقلاً عائدًا الى سقيفته بعد أن طال غيابه عنها…..
بقلم : نضال أبوغربيه