مقالات
فتح وحماس بقلم الكاتب اسماعيل بن محمد العمرو
ما بين القطبين اقطاب اندثرت أو لم يَعُد لها تأثيراًعلى الساحة الوطنية سوى شعارات من الماضي ، رحم الله جميع الشهداء الذين قدموا ارواحهم مقبلين غير مدبرين ونحسبهم مخلصين إن شاء الله . أما اذا نظرنا الى الانجازات على الارض فلا تصل الى ادنى سقف يرضى به مواطن مطحون منذ سبعين عاماً ، وفي الطريق لتحقيق شيء من الحلم المفقود منذ انطلاقة فتح وبعدها حما
س ، دخلت فتح واخواتها في حقول شوك والغام اقليمية ومحاور مختلفة ، وكل مرة تخرج نازفة وما ان تتعافى الا وتطرأ حروباً إقليمية تهدم تنسف كل الامال نحو حلول تعيد الحديقة الخلفية للمنزل المقدس وإن كانت هزيلة الى أن جاءت مدريد فحملت حملاً بالخفاء لتنجب لنا أوسلو ومشتقاتها ولا زالت منذ ١٩٩٤ لم تصل الى ادنى مراحل الدولة الا على ورق اممي خافت ، وعربي لا يكاد حبر اسمها يبين لاعتبارات تعرفها كل الدول ذات الارتباط الوجودي بسلامة الكيان الغاصب .
أما القطب الاخر حماس لا شك في ثوابته ومطالبه فهي مطلب الجميع بما فيهم فتح والشقيقات الاخريات ..
ولكن هل ما انجزته حماس بحجم ما تسببت به من قتل وتدمير لمقدرات وارواح مليون ونصف من شعب في قطاع غزة في حروب متكرره ؟؟؟
إن العدو مجرم ويمارس ابشع وجوه الارهاب المحمي من دول تدعي الانسانية وتمارسها على شعوبها وتحر
مها على غيرها .!!
إذن لا سياسة المحور المهادن والمفاوض وصلت الى نتيجة ايجابية ولو شحيحة ، ولا المحور المقاوم في ظل ضعف قدرات وتخلي أُمَّة عربية لاهية بحروب مفروضة لتدميرها تحت مسميات مختلف ربيع ومحاربة ارهاب وغيره ، وتخلي دولي منحاز بكل جوانبه للظالم والمحتل .
فيا ليت الشعب الفلسطيني العريق علما وحضارة وثقافة ومقاومة يستطيع ان يعقد مؤتمراً عاما شاملا للمجلس الوطني في دولة كالجزائر مثلا ، ليُذيب الاقطاب التي لم تُفلح في الوصول الى نتيجة ومن خلال انتخابات حره تتمخض عن قيادة وسطية بين القطبين لتتولى قيادة السفينة الى برٍ آمن ، حتى وإن تخلت السلطة عن مهامها الوظيفية وتسليمها لفريق الطريق الثالث ، لقد شبع الشعب
من الاحلام والشعارات والحرب بلحم الاطفال ، او احلام سلطوية وصلت لشراء ابراج في دُبي كفى كفى أوهاماً ، لا بُدّ مع غصن الزيتون من مخرز .
———-
بقلمي : اسماعيل بن محمد العمرو
الرياض 9/3/2017