اقلام حرة

العرافة / ليلى ابو زيد إبراهيم

في الغرفة المجاورة ينتظرن السيدات دورهن ليجلسن أمامها وهن يرتجفن تارة وصامتون آخري وتنتظر وفي النهاية تتساقط إبتسامات بلهاء بلاصوت . ولاهمس وكأن القدر توقف بجوارهم . حقيقة لقد حضرت هنا بدافع الفضول . قالوا أن سامنتا . أعرق عرافة . أعرف أنها أثيوبية وتتحدث العربية بطلاقة . تفحصت الوجوه ولكن تلك السيدة أقسم أنها حضرت لتسأل عن العريس الشاب الذي يلبسها ثوب الحب بعد أن تخطت الخمسين بنظرة واحدة لتلك الأظافر التي كان مطلية بغير أناقة بلون شاب وتلك القصة التي غطت العيون مع إنسدال مهذب بدقة لشعرها القصير والشفتين اللتان تورمتا بفعل البوتكس ونبات لم يحصد بعد ظهر من شبكة الجوارب ياالله ! لنميمة النساء التي لا تنتهي ولكن لماذا إنتابتني تلك الرغبة أن أقترب منها هل لتأكيد إحساسي . وكأن هاتفي الجوال فهم رغبتي ليتآزر معي ساقطا ليستقر إليه جوارها .

لا أعرف ولكني شكرتها حين ألتقطته لتناولني إياه ورشقتني بنظرة أرجفتني .فعرفتها بنفسي لتطمئن وهذا الطفل الذي يلمزني لتكملة اللعبة الاستكشافية يتوقف عندما نادت تلك الفتاة التي تحمل بيدها قائمة الأسماء وكأننا في عيادة طبيب .

أي موقف وضعت نفسي فيه وماذا لو رآني أحد أصدقائي والأهم لماذا أتيتت هنا ؟؟
يا لغباء فضولي . فتح الباب عن غرفه ينسدل منها أرقى أنواع الستائر التي غطت كل الفتحات ليتخلل من الرسومات الغير بارزة بصيص من الضوء الشارد مكملا منظومة الغموض مع تلك الإضاءة التي تميل للون الإرجواني ومابين الإرجواني والبني ترامت مسافات من الضوء فعرفت سر اللعبة المخفية الإضاءة العامل الإساسي .

خفت أن تنومني مغناطيسا ليتني ما حضرت وحدي ربطت جأشي ولملمت شجاعتي ونظرت في عينها مؤكدة لنفسي لا شيء مخيف . إذاً لماذا كل القصص الخيالية التي تنسج حولها .

ابتسمت بهدوء وهي تسألني عن سبب زيارتي . رمقتني بنظرة عجيبة وكأنها تعرفني . لتغير السؤال
أي رؤى تستهلكك !! لأقول رؤى!
قالت أسرديها أنها ليست رؤى أنها مجرد أفكار .
وكيف هي .؟؟
سألتها هل لديك الوقت لتسمعيني
نظرت في ساعتها وهي تقول من حقك نصف ساعة فقط أما تسمعيني أو أسمعك . العالم سامنتا !!
العالم ؟ مرة واحدة نعم .
أريد أن أصرخ نحن نسير في إتجاه الهاوية .
دولنا العربية تتساقط دولة بعد الأخري .
ضغطت سامنتا علي فكها وهي تردد “العالم …
ليس للعالم ولادولنا العربية مجال للحديث هنا .
سامنتا” سمعتك وانتي تقولين أن امريكا ستتمزق بوجود ترامب .
سامنتا” ما آراه شيء آخر.. تركت سامنتا ذلك القلم الذي ينتهي بكرة كرستالية كان يلعب مع الضوء المتناثر والذي أستدعى الرؤى من مكانها لتنبثق بترتيب عجيب لأشرح لها تذكري جيدا مخطط الشرق الأوسط الكبير من المحيط إلي الخليج .

نحن نسير بخطى واثقة إتجاه هذا المشروع . الأول العراق والكويت ثم الربيع العربي ثم داعش . تعرفي لماذا داعش . لم أعطيها مهلة للكلام لا ليس كما يظن الناس لسقوط سوريا بالرغم من تجاورها لبنان إنما هي تساوي حرب الحوثيين في اليمن . ابتسمت تشجعني علي الكلام الحكاية الإنتهاء من الأسلحة التي ابتيعت لنا في الشرق الأوسط حتى يتأكد من خلونا من الأسلحة بكافة أنواعها وخلو بلدنا منها . بعد أن نكون قد قتلنا بعض بها
وهكذا تم القضاء علي الجيوش في كل من العراق انتهتوا من سوريا وخلصوا من اليمن وهكذا يتم القضاء علي السعودية وهنا نهاية المرحلة التمهيدية مع نهاية عهد أوباما .
وأما في وفي عهد ترامب وبعد الفيلم الهابط الذي يرضينا من إعلان الأخوان إرهابية علي أساس غباوتنا ونسياننا أنهم الداعم لها وصنيعتها وكذلك داعش . المهم بعض الأفلام الهابطة نشاهدها ونصفق لها بحدة تنتهي بنهاية حقبة لموارد الأسلحة في المنطقة وخلوها الحمد لله فرغت خزينة الأسلحة في الحرب علي الإرهاب وعلي البعض تمهيدا للدور القبل النهائي للمشهد الأخير . والذي سيأتي في عهد .

ترامب” ليبدو كالمتفرج الحزين لحال المسلمين وهم يتناحرون في إستسلام لقضاء يظنون أنه من الله تصنعه إيران بإستخدام مخزونها من السلاح . والحمد لله الخليج العربي كله وسوريا واليمن والسعودية وليبيا تحت سيطرة ما نعتقدة نحن ونسميه “المد الشيعي ولكنة حقيقتة تقع تحت سيطرة تفريغ السلاح من المنطقة ومن ثم التطهير الديني للفصائل الغير شيعية والحمد لله هكذا وهذا المسلسل الرائع يقابله النمو التجاري والفكري في روسيا وأروبا وامريكا . كما كتب كتاب الله عنا . “دعهم في طغيانهم يعمهون” . سكتت سامنتا الهنيهة وشددت صدرها ليتنافر مع صدق مشاعري من الوجع لتسألني والمقدسات آراها تحت الحماية الدولية تقف المجندات الروسيات والامريكيات علي أبوابها يقطعن التذاكر للدخول . وأين نحن .

تبتسم مني من نحن .؟؟
فقط كانوا يستعدون لنهاية العالم وآتيان العصر الجليدي بلادهم بعد ذوبان الجليد . ونحن الآن ضيوف عندهم في وطن لم نستطيع الحفاظ عليه سابقا .

ومصر!!! . أظن أنها مازالت علي الخريطة ولكن تغيرت حدودها لتبدأ من الصعيد وتنتهي بالحبشة . ولكن سامنتا لم تسأليني ولا مرة من أين تمويل الجميع بالسلاح ولا كيف ينتهي بنا . لأنك ولا أحد لم يسأل ماذا تفعل ١٣٠٠ قاعدة عسكرية امريكة تتناثر في دولنا العربية ودول الجوار. ابتسمت سامنتا وهي تقول لي النصف ساعة أنتهت…

خرجت وأنا أسأل نفسي لأستيقظ علي صوت الشابة التي أدخلتني الغرفة مسبقا وهي تدس في يدي مادفعته سابقا قائلة الست سامنتا لا تأخذ أجر من عرافة مثلها . لأدري كم البلاهة الذي هالني بالرغم من فداحة اللقب

ومازلت أتبطأ السلالم وفي آخرها كانت تلك السيدة التي أطلقت عليها الهاوية علي حافة الشباب . تركت دورها وهي تجادل أحد في الطرف الآخر أنا هتأكد من مصدر لايمكن التشكيك فيه إن كنت تخونني أم لا . إياك تفتكر أن فرق السن ممكن يكسرني مازلت جميلة . ورمقتني بنظرة ثقة وإبتسامتي المؤكدة تحاصر كذبي . وشقاوة الصغير المدلل داخلي هي أرادت ذلك أتركيها ؟؟
هكذا يعشق الراحلون من الحياة . !!

لم يمضي سوى يومان تباً لهذه و الشبكات العنكبوتية الصائدة للجرائم تستطيع قنص قراءها . .
مقتل سيدة تخطت الستين علي يد زوجها العشريني .
أواري الموقع وأنا أأسف لحالها وأقنع نفسي لست عرافة طلعت في الستين من العمر والشاب عشريني وليس في الثلاثين

المصدر : الصدى نت

مقالات ذات صلة

إغلاق