الرئيسيةالكاريكتير

د-عوض قنديل عضو المجلس التأسيسي بغزه

محطة توليد المواطنين و شركة توزيع القهر وباء الوطنيتين
( المساهمة الخصوصية المحدودة فقط لأبناء الأكرمين)
كتبت بتاريخ 20 يناير 20122م و ما زال الحال على ما هو عليه!!!

تآمرتا مع فتح ضد حماس, فحرضتا المواطنين على عدم تسديد الفواتير لأنها مسددة من قِبل الرئاسة تارة و من قِبل الرباعية الدولية تارة أخرى, فردَّت حماس الصفعة بأن أخرجت كبار موظفي الشركتين بقضايا تزوير واختلاس و رشاوى, فانقلب السحر على الساحر و تحولت زمام الأمور في الشركتين لرجال موالين لحماس و هنا تآمرت الشركتان مع حماس ضد الجمهور فانطلق البلطجية التابعين لشركة التوزيع يتسلقون أعمدة الشبكة و يقطعون الأسلاك الموصلة لبيوت المواطنين من المصدر في خطوط الضغط العالي بانتقائية تحت حماية الشرطة وإن لم تدفع لن تحصل على كهرباء, أما طريقة الدفع فهي نوعان :
الأولى في مقر الشركة, أن تدفع أي مبلغ و تلتزم إما بالتسديد الآلي للموظفين
أو بالتزام مالي في المحكمة بمبلغ معين كل شهر و هذه الخدمة للجميع موظفين
و غير موظفين و قد يُسجن بها أي مواطن متى شاءت الشركة.
الثانية و هي أن تبحث عن كهربائي ليعيد لك ربط الأسلاك و كثيرا ما يكون من موظفي نفس الشركة و لكن خارج الدوام, و الدفع في الطريقتين و اجب وطني!
و بالرغم من خصم المبالغ من رواتب الموظفين الحكوميين من المصدر بحجة مساعدة الشركة على تحصيل أموالها, إلا أن الشركة تعامل من يدفع و من لا يدفع بنفس المعاملة والأسلوب حين يُطبُّق برنامج انقطاع التيار على الجميع.
و الآن تتآمر الشركة مع تجار المولدات و قطع الغيار في هذه التجارة الرائجة أكثر من تجارة السلاح و المخدرات التي لم يكن تتداولها إلا شرائح قليلة في المجتمع
على عكس مولدات الكهرباء التي أصبحت كالفرض السادس في العبادات التي لم يعد بيت إلا بمولَّد أو شريك مع غيره في مولِّد, و هنا أصبح لزاما على المواطن بأن يدفع فاتورة الكهرباء مرتين, واحدة للشركة كالمعتاد و أخرى مصروفات للمولدات و الوقود و قطع الغيار والحروق و الحرائق في بعض الأحيان.
بالمناسبة, إسرائيل الدولة الغاصبة المُحتلة التي دمرت محطة التوليد بعد اختطاف شاليط و التي كانت تُرسل صواريخ الموت و الفسفور الأبيض أيام الحرب على غزة
لم تتوقف عن إرسال ما تعاقدت عليه من حصة الكهرباء مع السلطة بل كان قطاع غزة يعتمد كليا و 100% على ما يرسله الاحتلال من كهرباء و فسفور مع صواريخ الموت و الدمار.
و قد استعرت الشركة بقطع التيار و لوي ذراع المواطنين في هذه الأيام بالذات
فمن ذا الذي يستغني عن الكهرباء أثناء الاختبارات إن استطاع أن يستغني عنها في برد الشتاء!!
في المقابل, قامت الشركة بتوزيع بيان دعائي على الجمهور تشرح فيه أسباب القطع و العجز في توفير التيار للمواطنين و قد ألقت بالعجز على الحصار
و الأعطال الفنية و الاجتياحات الإسرائيلية و عدم سماح الاحتلال بدخول الوقود
وقطع الغيار وأن المحطة لا تحتمل تشغيل جميع التُربينات في آن واحد, مع أن التيار لم ينقطع نهائيا لمدة خمسة أيام متواصلة في عيد الفطر و عيد الأضحى
و فترة خروج الأسرى المحررين في صفقة شاليط ( كيف تحمَّلت التربينات؟ ).
و قد تضمن بيان الشركة للمواطنين عدة توصيات و تحذيرات, منها على سبيل المثال: 1- ( سرقة الكهرباء حرام شرعا و ليست من صفات المواطن الصالح )
أما سرقة دم المواطن حلال و هو من صفات الشركات الوطنية, فمن الوطنية أن لا تسرق إلا وطنك فلك حق فيه كما لغيرك.
2- (دفع الفاتورة واجب وطني و ديني لنتمكن من تشغيل المحطة و تطوير الشبكة)
دفع غيرنا و دفعنا و لم نرَ لا تشغيل للمحطة و لا تطوير للشبكة.
3- ( ترشيد الاستهلاك يخفف من حدة الأزمة و يساعد على تقليص ساعات الفصل
ويقلل من قيمة الفاتورة) كيف نقلل و التيار مقطوع, بل انقطاع التيار يزيد الضغط على الشبكة لأن جميع المواطنين يؤدون كل أشغالهم في نفس الوقت خوفا من إعادة انقطاع التيار الذي يسبب كثير من الأعطال بسبب الانقطاع و الرجوع المفاجئين و بطريقة أعلى أو أقل من التيار المعتاد, و هذا يسبب التلف للأجهزة الكهربائية التي تؤدي إلى مصاريف فوق طاقة المواطن الذي يعاني من الحصار
و البطالة و القهر.
4- ( احترامك لموظفي الشركة يساعدهم على أداء عملهم )
و هل يستطيع المواطن أن لا يحترم موظفا بلطجيا محميا بمجموعة مسلحة من الشرطة, لا يقطع الأسلاك إلا عن الضعفاء و لا يفرق بين أرملة أو عاطل عن العمل قد لا يملك قوت يومه و بين تاجر أنفاق إن لم يكن من أبناء الأكرمين.
حقا إن عدم الاحترام لا يُعد مظهرا حضاريا ولا يليق بالمكانة الحضارية لشعبنا الفلسطيني كما صدر في البيان.
أخيرا و ليس آخرا, ماذا بعد المصالحة, هل ستتفق فتح و حماس وسلطة الطاقة
وشركة توزيع القهر وباء على المواطن لتحصيل ما تراكم عليه بسبب التحريض المُسيَّس في صراع الكبار على السلطة, إن حدث و اكتمل ثالوث الإحباط والنكد
( بطالة, حصار, اضطهاد ) فلا تلوموا المواطنين إن فعلوا كما فعل الذين من قبلهم عندما فروا من حضن الوالدة المفخخ بالصدمات الكهربائية و الذي لم يتسع لهم و لغيرهم إلى حجر الداية في معبر إيريز.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

مقالات ذات صلة

إغلاق