اقلام حرة

خطاب سياسي ممل ومشروع ثقافي حداثي – محمد حبر الريفي

ملت الشعوب العربيةمن الخطاب السياسي الرسمي لأنظمة الحكم العربية حيث تمحور هذا الخطاب منذ فترة حول ما يجري في المنطقة من فوضى سياسية وامنية عنوانها الصراع في سوريا واليمن وليبيا وتنظيم داعش والحوثيين والتدخل الروسي والتمدد الإيراني واردوغان الذي يجسد سياسة العثمانيين الجدد وترامب المتصهين وصفقة القرن والانقسام الفلسطيني الذي لم تفلح الرعاية المصرية في تحقيق نهاية له ..خطاب سياسي رسمي مكرر وجاف وممل بمفرداته المستهلكة التي تكاد تفقد دلالتها اللغوية والمعنوية من كثر ما تتردد على الألسنة وتلتقطها الاسماع لذلك لم تعد تثير الاهتمام حين تبثها وتتناقلها وسائل الإعلام العربية على مدار الساعات والأيام والشهور وفي ظل أوضاع معيشية قاسية وأزمات سياسية وأخلاقية تعاني منها الجماهير العربية على اختلاف نظمها السياسية كل ذلك يحدث في الحياة اليومية العربية التي أصبحت تعاني من الرتابة والجمود حيث لا جديد فيها مع بقاء مظاهر التخلف الحضاري على حالها من الثبات رغم ما بها من سلوكيات خاطئة تجد تعبيرا لها في انتشار الفساد و المحسوبية والرشوة والأنانية والانتهازية والوصولية والنفاق والتسول والتحرش الجنسي و …. لذلك فالواقع العربي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مشروع ثقافي حداثي تنويري تستقيم به الحياة العربية بعيدا عن التعصب الاقليمي والعرقي والطائفي والمذهبي والجهوي بعيدا عن انتشار صفة القلق والحيرة والروح الاتكالية والانهزامية والركض وراء المصالح الشخصية أكثر من حاجته إلى مشروع سياسي محفوف بالمخاطر والتحديات والألام ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق