نشاطات

السحر والشعوذة في الفضائيات ويسخر العلم والتكنولوجيا له ؟ بقلم رياض المعموري

على الرغم من أننا نعيش في عصر العلم والمعرفة والتطور المذهل، في عالم المعلومات والتكنولوجيا، لا تزال فئات من الناس، وخصوصاً من شريحة النساء، بما فيهن المتعلمات والمثقفات، يعيشن في القرون الوسطى، ويتخذن من أوكار الدجالين والمشعوذين ومدعي السحر ومعرفة الغيب والتنبؤ عن طريق قراءة الفنجان والنظر بورق اللعب والخرز ملجأ يأوين إليه كلما اشتدت الحاجة ولاشك إن ما نشهده من لهاث البعض واللوذ بهؤلاء المخادعين سببه الشعور بالعجز والجهل

حين تعجز المرأة عن المئات من النساء يغرقن في مستنقع الجهل والخرافات بحثاً عن حلول غير عادية لمشاكلهن العديدة: عاطفية أو عائلية، أمراض نفسية أو عقلية، تقلبات مزاجية، خيانات زوجية، مشاكل في العمل، حالات عقم، جلب العرسان لبناتهن، ربط الأزواج، وينفقن أموالاً طائلة لمحتالين يدعون أنهم يفرجون هموم كل مكروب، ويجلبون السعادة للنساء البائسات».

وللأسف نحن نعيش عصر العلم والتكنولوجيا المتطورة حيث بات الإنسان يجد في البحث لإيجاد تفسير علمي لكل ما يحيطه من ظواهر والغاز وأمور غامضة علما ان الحقائق تتكشف يوما بعد يوم عما مفاده إن ليس هناك من يمتلك قوى خارقة تفوق ما معروف من قوانين الطبيعة وأظن إن المراة التي تلجأ الى هؤلاء الدجالين يعود إلى تربيتها منذ الصغر، على الخرافات، وعدم قدرتها على المواجهة، فتلجأ إلى استخدام السحر والشعوذة للحصول على ما تريد، بطرق تعتقد برأيها أنها سهلة وستمكنها من التغلب على العقبات التي تشعرها بالعجز دون مواجهة

و ان الإنسان مارس السحر وأعمال الشعوذة منذ فجر التاريخ ليلوذ بهما من المجهول وليحصن نفسه من الأخطار فصنع تماثيل خشبية، حجرية، ومعدنية ومارس الطقوس الغريبة ليستعيذ بها من الشر، موهماً نفسه ومن حوله بأنها تدرأ عنه الأذى وتدحر الأعداء وقد تطورت هذه الطقوس عبر التاريخ ولازالت حتى يومنا هذا فأصبح الدجل والشعوذة مهنة لمن لا مهنة له في جميع أنحاء العالم. حتى في البلدان المتقدمة أصبح السحر والخرافة والعرافة والتنبؤ لها سوقها الرائج فهي عالم قائم ومهنة لها أصولها وتقاليدها ، زبائنها ليس من الجهلة والذي يؤمنون بالخرافة وبوجود قوى خفية لها تأثيرها على الإنسان فحسب فهناك أشخاص على درجة عالية من الثقافة يؤمنون بها ويستعينون بها في بعض أمورهم وهناك مجتمعات تصرف مليارات الدولارات عليها وأظن إن الفائدة الوحيدة التي يجنيها الإنسان هو الاطمئنان الزائف والتشبث بالأمل الذي لا يتحقق إضافة إلى خسران المال وتقديمه مجانا الى نصابين مدعين على مقدرة عالية من التمثيل والإقناع.أضافة الى تسخير فضائيات لهم وبرامج تلفزيونية بكاملها …
ولكن هناك مصادفات غريبة …….
هناك ظواهر في الكون ومصادفات في الحياة لاتجد لها تفسيرا مقنعا وخاصة قدرات بعض هؤلاء المشعوذين .أنا شخصيا لا أؤمن بمثل هذه الأمور واعدها خزعبلات حتى لو رأيت العجب يحدث أمامي على أيديهم..وأظن إن ممارسة هذه الأفعال ضررها ضئيل عدا تلك المواد التي تستخدم في السحر كالأحجار المعدنية وبعض المواد التي تتحلل في الجسم وتسبب أمراض خطيرة أو تؤدي إلى موت من يستعمل ما يسمى بالسحر ضده. ولهذه الأعمال أحيانا فائدة الا وهي شعور المرء بالراحة والاطمئنان وان كانا زائفين.
ولكن نحن في عصر كان الإنسان قديما يلجا الى السحر والخرافة لخوفه من قوى لا يجد لها تفسيرا كالرياح والأعاصير وأمواج البحر أما الآن فنحن نعيش عصر العلم ولم يعد يقتنع الإنسان بالتفسيرات الضبابية أو يؤمن إن هناك من يمتلك قوى خارقة تتحدى قوانين الطبيعة وتتفوق
عليها في تحسين مصير إنسان أو معرفة مستقبله وغيرها من الخوارق التي يدعيها العرافون والسحرة فالعلم والحقائق العلمية باتت هي الحكم الفصل . وبات الإنسان في بحث علمي دائم لمعرفة الأجوبة التي حيرته عبر تاريخه الطويل وفعلا وجد لبعضها الأجوبة ولازال يبحث عن باقي الظواهر والحقائق التي تحيره ولابد انه يوما ما سيجد لها الإجابة.
ونلاحظ قراءة الفنجان باتت مهنة فهناك نساء فتحن بيوتهن ووضعن تسعيرة لقراءتهن الفنجان يلجأ إليهن نساء عديدات لمعرفة فيما اذا أزواجهن لازالوا يحببنهن أو لمعرفة بخت بناتهن وحظهن من الزواج وغيرها من الأمور ولاشك إنهن ضحية لهذا الوهم والخداع .أنا شخصيا كلما شربت القهوة أقرا لنفسي فنجاني أو اطلب ممن تجالسني أن تقراه من باب التسلية وتزجيت الوقت بالمرح والضحك فالغيب لا يعلمه إلا الله وإذا صدقت قراءة الفنجان في بعض الأحيان فمن باب الصدفة وذكاء القارئة بالتنبؤ بموضوعات لا يختلف عليها اثنان مثل :ابني غائب متى يعود من سفره فتقول القارئة ربما بعد أيام أو بعد شهر أو بضعة أشهر، وأشياء من هذا القبيل .ولو كانوا هؤلاء المشعوذين يمتلكون القدرة على التنبؤ وفعل الاعاجيب لما كانوا بحاجة الى من يستعين بهم مقابل دراهم معدودات ولاجترحوا المعجزات وعثروا على الكنوز وسخروا قوى الطبيعة لخدمتهم هذا ابسط سؤال على من يلجا اليهم ان يوجهه لنفسه قبل ان يفكر بالذهاب اليهم
ولكن لابد ان نلجأ للعقل
فهؤلاء الذين يلجأون إلى السحر والشعوذة والعرافة وغيرها مدعاة للسخرية في نظري فقد كان الأجدى بهم ويهن الاستعانة بالعقل فالله الذي وهبنا هذه الهبة العظيمة من اجل أن نفكر ونتدبر ونستعين بها في تذليل العقبات التي تعترض حياتنا فالمرأة التي تعمل سحرا لتحصل على محبة زوجها ورضاه من الأفضل أن تعمل على تحسين صورتها في نظره بالكلام المنمق واللبس الجميل وبالنظافة والماكياج والاهتمام بتلبية رغباته والعناية ببيتها وأبنائها ساعتها ستكون الأثيرة لنفس زوجها واقرب المحبين له بدلا من اللجوء إلى هذه الترهات ومن يبحث عن سعة الرزق عليه المثابرة والاجتهاد بدلا من طلبه على يد هؤلاء الدجالين ومن تريد تزويج بناتها عليها التصرف بذكاء لجلي صورتهن واستغلال الفرص المناسبة لذلك وهكذا أما من يظن إن الدجالين يستطيعون الإجابة عن أسئلة متعلقة بالغيب فهذا أمر مضحك حقا فهو أمر خارج قوى الطبيعة وليس بمتناول الإنسان مهما كان يمتلك من إمكانات.حتى لو أمتلك فضائية أو تلفزيون …

مقالات ذات صلة

إغلاق