الوطن الجريح
لا تتركوها للظلامِ تهزُّ جثةَ طفلِها
أن يستفيقَ من الكرى
جسداً ذبيحا
لا تتركوها تشتهي هُدى السلامِ
يئنُّ في أرجائــِها
وطناً جريحـــــــــــا
يا للجنينِ الغُرِّ يسبيه الصدى
حلمـــــــــــــاً لحوحا
قــُمْ يا ابنَها .. في المهدِ صحْ بالغافلينَ
أنا ابن جرحٍ لن أعودَ إلى الجنونِ يشقُني
قلبـــــــــــــــاً وروحا
قم يا لقاحَ الحبِّ دُرْ
تغوي الضمائرَ علّ نهرَ الحسِّ يدفقُ صافياً
لا غامقًا .. أسنًا .. شحيحا
قمْ يا سليلَ الفكرِ علّمْ
مَنْ تآكلَ من خَواءِ الأصلِ كيفَ
يقوّمُ الفرقانُ نهجَ التيهِ
آياتٍ فصيحهْ
ها أيقظتْ سبلُ الظلامِ وحوشَ حقدٍ
لا ترى إلا القبيـــحا
تغتالُ روحَ الحلمِ .. ما يسمو يصوغُ الملحمهْ
لأجلِ سلطانٍ بدا
وهمًا .. حصاراتٍ .. شُحوحا
لا ترسلوا نــوءَ المنايا
تُبتــلى أيامُها
دمـــاً .. جثــاميناً .. قـــــروحا
كـــــــفوا ..
رصاصُ الغلِّ يطفئُ وحيَ أطيافِ الأملْ
كفوا ..
فهذا القانيّ المهدورُ قربانٌ لعرشٍ ..
لا لأمٍ سوف تطوي طفلَها
غضاً ذبيحا
قــــمْ يا مسيحُ
هذا الجنونُ يشقـّــنا قلباً وروحا.
رياض محمد أبو رحمة