مقالات
حسنى مثال الصبر والصمود
لا تحزني يا ام الشهيد فابنك كان من اجل الوطن فداء ، ابشري بجنة عرضها الارض والسماء ، فولدك كان رمز الوفاء ، رسم لإخوانه القادمين طريق الهناء ، فافرحي فان ولدك موجود عند رب السماء قدم نفسه ليحمل شرف الاسماء ، ابشري بيوم الجلاء ، فالجنة تحت قدميه وقدم 70 فردا من عائلة الاوفياء ، جرحك نازف ولكن بصبرك سيكون ضامد وشفاء . ارفعي راسك لفوقي السماء فخبر استشهاد ولدك مهجة الشرف والبقاء ، زفيه بزغرودة وعطر النرجس الفواح ، يا ام الشهيد أنجبتي ولدا روحه تحلق بين الصديقين والأنبياء امامك تنحني كل العظماء وروح ابنك تتلألأ بين شعبنا وضياء وهبتي ولدك لساحة المجد والعز والفخار ، ارضعته حليب الوفاء وحب الوطن وحب الشهادة في زمن الاوغاد ، شهادته رحمة ووداد فهي لحظة الميلاد لإعلاء كلمة الحق في زمن الرماد . كلماتي قليلة امام حسنى سعيد محمد علي والدة الشهيد البطل محمد علي الذي استشهد في 10 / 10/ 2015 . امام باب العمود في القدس والذي لقب بكوموندز السكاكين وشهيد الاقصى وحاز على لقب نسر باب عمود والذي تم احتجاز جثمانه مدة 88 يوم . روت لي قصة استلام جثمان ولدها الشهيد والذي ابتدأ منذ استلامها خبر استلام الجثمان الساعة السادسة صباحا يوم الاثنين ، وان مكان الاستلام من منطقة بتونيا الساعة الواحدة والنصف ، عندما سمعت ام الشهيد بموعد الاستلام عملت اجتماعا مع زوجها وأقاربها من اجل ترتيبات الدفن ولكن ارادت ان تعمل ترتيبات العرس فهي لا تعتبر نفسها ام لشهيد بل لعريس ، وافق والد الشهيد على ذلك ولكن خوف والد الشهيد على ام الشهيد لم يأخذ زوجته الى مكان استلام جثمان الشهيد خوفا من ان تراه في وضع لا يرثى عليه . ذهب الوالد لاستلام جثمان ولده الشهيد من حاجز بتونيا عن طريق سيارة الاسعاف الى المجمع الطبي برام الله ولكن ام الشهيد لم تكن معهم ولكن كانت متواجدة عند جدة الشهيد وصائمة وتشعر بصداع شديد شعرت ام الشهيد بغدر زوجها لعدم اخذها الى مكان الاستلام فاضطرت ان تركب السيارة الى المستشفى في رام الله حينها بدأت لحظات الالم ، شاهدت ام الشهيد ولدها على حمالة الموت وأنزلت الحمالة واحتضنت ولدها الشهيد ونظرت اليه نظرة الحزن والرضى وتفاجئت ان والد الشهيد البسه الطاقية التي كان الشهيد يفضلها وألبسه معطفا كان يحبه المعطف الجيشي . لمست ام الشهيد جسد ولدها الشهيد وإذ قطرات الدماء الزكية ما زالت تروي الارض عطرا وما زل جسده يملئه المرونة والسخونة والجمال كأنه حي يرزق ، بعدها اوصلوه الى بيت والد الشهيد بحارة كفر عقب بشارع قلنديا ليستقبلوه كعريس ليغتسل ويزف زفة الشهداء تكفن بكفن ابيض وتعطر بالمسك والعنبر وتزين بزينة اهداه له صديقه موسى بالورد الجوري والياسمين الابيض ليزف الى عروسه حور من حوريات العين حينها احتضنت والدة الشهيد ولدها وقالت له هنيئا لك جنان الرحمن ومبارك لك الشهادة فأنت قدمت روحك للوطن ومبارك لك عرسك بين الصديقين والأنبياء ، فكل قطرة من دمك هي منجاة من العذاب ، فأنت قنديل من ذهب ستعلق على عرش الرحمن ، شكرا لك ياولدي فأنت لقبتني بأم الشهيد مدى الحياة وكرمتني كرامة اهل الشهداء ، ولكن اذا سألوك ما دينك قل لهم هو الاسلام وإذا سألوك من نبيك قل لهم محمد عليه الصلاة والسلام وإذا سألوك ما كتابك قل لهم قران الرحمن . فأختك فاطمة تسلم عليك وأخوك فادي يسلم عليك فعرسك زواره امهات الشهداء ليزف الى مخيم شعفاط في قرية عناتا ليدفن وأناشيد طلع البدر علينا وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام حولهم وثم زغردوا زغرودة الوداع . وأكلت حلوى الكنافة بالرغم انها لم تأكل الحلوى منذ 3 اشهر ولكن بعد زفاف ابنها الى برزخ الامان اكلت حلوى الشهادة . تلك امهات الشهداء صابرات ويحتجن الى دعم من الجميع فهن يدفعن ثمن الحرية دون احتوائهن من أي راعي ومساند . فأمهات الشهداء لم يعدن امهات بل اصبحن يحملن مسؤولية اكبر وأعمق من انوثتهن وأمومتهن . .