اقلام حرة

في رثاء الشاعر توفيق عمارنة (أ.د. حنا عيسى)

يستحق الشاعر توفيق عمارنة كلمة رثاء ووداع ، هذا حق الراحل على الحي المقيم ، وواجب الحي المقيم ازاء الراحل ، خاصة اذا نشأت بين الاثنين صلة من نوع ما . وقد نشأت بيني وبين الشاعر اليبوسي توفيق عمارنة صلة الاخوة وتبادل الافكار على أرض الوطن .

عشرات السنين والكنعاني توفيق عمارنة في لهيب المعركة  وهو مع الأمل …مع النهار ومع قطرات المطر وجذور الصخر والحجر ..مع الحياة .. مضى وكل الأشياء في دمه وبين كفيه حتى آخر لحظة احتفظ بندى الفجر الأتي المشع بشراسة الموقف  المنحاز إلى الوطن والمنساب بين ذرات رمل الوطن..  نعم ,رحلت يا أبا السعيد ونحن بأمس الحاجة إلى فكرك وحكمتك وخبرتك وشعرك ..رحلت وأنت تبتسم للحياة ..تبتسم لأصدقائك ومحبيك ..رحلت وأنت تقول : انا لا احبك يا موت لكني لا اخافك ..أبا السعيد ..رحمك الله .. قلنا لك في حياتك ونقول لك في مماتك :

في القلب انت كخفق القلب نحمله               يسامر القلب يمحو الحزن بالمرح

بوركت وبورك من أعطاك منزلة                 تبقى كتاج على الأمجاد والمنح

يعبد تتيه بفخر حينا نذكرها                   كالورد  فاض على الاغصان بالملح

الدرس الذي يستمد من سيرة ابي السعيد يختزل بجملة واحدة : اذا تعارضت الايدولوجيا مع الوطنية ، فان الوطني يختار فلسطين . وهذا ما كان .

رام الله :12/3/2021 م .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق