في كل حالة غرق، هناك ما هو أعمق من سطح الماء… أسرار دقيقة، وعلامات فارقة، لا تُرى بالعين المجرّدة، لكنها تُكتشف تحت مجهر الطب الشرعي.
في هذه المقالة، التي كتبها الدكتور محمد خليل رضا نغوص معه في تفاصيل الغرق من زاوية المختبرات الجنائية، لنكشف ما تخفيه الأنسجة والرئات، وما يُقال في صمت الجثث.
فهل كل غريق… ضحية ماء فقط؟ أم أن وراء الغرق، ما وراءه؟!.. وأيضاً.. وأيضاً لنستمتع بقراءة المقال 👇
المعاينة من زاوية الطب الشرعي ومختبراته وملحقاته تكشف أسرار الغرق عند الضحايا.. مع بعض الملاحظات في العمق؟!.. وأيضاً.. وأيضاً التكملة داخل المقالة؟!.. وباختصار شديد؟!
في أعماق أعماق البحار “كنوز” لأسرار الوفيات لمن غرقوا أو “أغُرقوا” البعض منهم ظلماً وعدواناً؟! سواء حصل ذلك في أيام السلم؟ أو في أيام دهاليز وزواريب الحروب المتنقلة جغرافياً والتي حصلت وستحصل لاحقاً في هذه الدولة أو تلك من العالم؟..
← وماذا عن الغرقى من المهاجرين الغير شرعيين الذين يسافرون بحراً إلى دول العالم لأكثر من سبب وسبب؟!!!! وقراصنة البحر يسرقون منهم أموالهم وذهبهم وحاجاتهم ويرمونهم في البحر؟ وآخرين يرتمون في أحضان مافيا وعصابات تجارة البشر والأعضاء.. فحسبي الله ونعم الوكيل؟ ولا حول ولا قوة إلاّ بالله؟!!..
← دون أن ننسى ضحايا حوادث الطائرات وتحطّمها وانفجارها في الجو.. أو سقوطها سواء جسم واحد، أو تنفصّل وتسقط في أماكن جغرافية مائية مختلفة، وموت وتفحّم جميع الركاب وطاقم الطائرة. ويُلقى أيضاً وأيضاً في المياه ضحايا يتم تصفيتهم بطرق شتى رمياً بالرصاص؟!.. أو ذبحاً أو خنقاً أو شنقاً أو تعنيفاً أو تنكيلاً.. أو.. أو.. حتى الموت.. كما حصل في إحدى الدول من العالم خلال الحرب الأهلية والتي استمرت حوالي خمسة وعشرين سنة، إحدى الميليشيات المسلحة كانت تصفّي على الهوية مدنيين أبرياء (بالسواطير، والبلطات، وربما ذبحاً ورمياً بالرصاص..) وتخطف آخرين والله أعلم هل كانت تبيعهم في إطار الاتجار بالبشر؟!! لدول “X” و”Y” مقابل تزويد هذه الميليشيا وأخواتها بالسلاح؟!! ولتاريخه مصيرهم مجهول؟!.. وغيرهم كانت تضعهم في حاويات ضخمة وتثقّل أرجلهم بالحديد وترميهم في البحر؟! (لا أريد أن أفتح كثيراً وكرّ الدبابير؟؟!!!!..)
(1) وضحايا آخرين يموتون غرقاً لأسباب شتى: (1) هبوط مفاجئ في معدل السكر في الدم “HYPOGLICEMIE“. (2) أو حدوث وبصورة فجائية لنوبة الصرع “CRISE EPILEPSIE“؟!.. (3) أو بسبب شرب الكحول. (4) أو لحالة مرضية قلبية. (5) أو فوبيا من المياه. (6) أو جرفهم التيار فجأة وهم في المياه؟!.. (7) أو حدث لأحدهم خلل فجائي معين في النظر.. (8) أو اصطدم بزورق أو لانش مسرع جداً في البحر وقُتل على الفور. (9) أو بوسيلة أخرى شراعية وغيرها من الرياضات المائية؟!. (10) أو حالات إغماء “SYNCOPE” قاتل يحدث في المياه ويحصل ذلك بمعدل واحد على عشرة من الحالات. فمثلاً:
1) إغماء بسبب صدمّي “TRAUMATIQUE“، نتيجة ضربة مباشرة على الرقبة عند غطاس أو أحدهم يريد أن يشك في المياه من الأعالي.. لكن غمق المياه قليل، فاصطدم مباشرة رأسه بقعر المياه الغير غميقة…
2) سبق أن أشرت إلى الإغماء عند مرضى الصرع.
3) اضطرابات في القلب وهي عديدة.
4) سكتة دماغية “ACCIDENT VASCULAIRE CÉREBRAL” “C.V.A“.
5) سبق أن أشرت إلى انخفاض حاد في معدل السكر في الدم “HYPOGLYCEMIE“.
6) حساسية على “قنديل البحر” “MÉDUS” (مثلاً..).
7) “HYDROCUTION” “كبح عصبي” = توقف الجهاز العصبي عن العمل تحت تأثير البرد وضغط الماء، وهو يؤدي أحياناً إلى الموت.
8) حوادث الغطاسين وانقطاع النفس “ACCIDENTS de PLONGÉE enAPNÉE“.
9) القتل؟! حالياً نادرة في بعض الأحيان.. وتحصل حالات القتل في بلدان ومناطق أخرى من العالم (وقديماً كان الغرق وسيلة لقتل الأطفال “INFANTICIDE“.
10) الانتحار وهو الشائع كثيراً بعد الشنق، وازدياد ذلك في فصل الصيف.
• ومن زاوية “الفيزيولوجيا المرضية” “PHYSIOPATHOLOGIE“
← السبّاح يصارع أولاً على سطح المياه بطريقة يائسة وأنه فقد الأمل بالنجاة من الغرق؟!.
← يحبس نفسه ويستنشق المياه من خلال تنفس غير مناسب وليس في أوانه.
← ثم ومن بعد صعود مرتين إلى ثلاث مرات إلى سطح المياه. ثم يغرق.
← عام 1889 العالم “BROUARDEL” أجرى تجارب على الكلب فاكتشف أن السياق القاتل تحت المياه يمر في ثلاثة مراحل وقتها دقيقة واحدة لكل منها:
a. “انقطاع التنفس منعكس “UNE APNÉE REFLEX“.
b. إعادة التنفس الذي لا يقاوم ولا يُردّ وينطلق من خلال “HYPERCAPNIE” (زيادة ثاني أوكسيد الكربون) وعلى شكل صعوبة في التنفس بطريقة فوضوية “DYSPNÉE ANARCHIQUE” وهذه الحالة التنفسية الغير طبيعية تسمح بإغراق وتدفق المياه إلى القصبات الهوائية وتفرعاتها وإلى السنخ
“INONDATION BRONCHO-ALVÉOLAIRE“
c. “APNEE AVEC COLLAPSUS CARDIO-VASCULAIRE et ARRET CARIAQUE” توقف عند التنفس، مع عجز دوراني للدم في الشرايين والأوردة (وهط) وتوقف القلب.
← تجدر الإشارة إلى أن المسعفين والمنقذين ينفردون إلى نوعين من الغرق:
a. الغرق ومن دون استنشاق للمياه (وحتى لكمية قليلة) يحدث عند عشرة بالمئة من هذا النموذج “تشنج للحنجرة” “LARYNGOSPASME” و”تشنّجللقصبات الهوائية” “BRONCHOSPASME“. (“المزمار = مثل الحبل النسيجي السميك الموجود في أعماق الفم ناحية اللوزتين والاسم العلمي له “LA GLOTTE“). تبقى مغلقة، وفي هذه الحالة فإن المسعفين أن يتأهبوا وخلال عدة دقائق لكي يكافحوا ويصارعوا ويستميتوا ضد حدوث “HYPOXEMIE” (انخفاض معدل الأوكسيجين في الدم).
b. الغرق مع استنشاق للمياه ففي هذه الحالة يحدث:
1- “HYPOXEMIE” (انخفاض معدل الأوكسيجين في المياه).
2- “SYNDROME HUMORAL et CARDIOVASCULAIRE” ويترجم ذلك من خلال تسرّب البلازما داخل السنخ الرئوية إن حصل الغرق في المياه المالحة (البحر) أو الحلوة والعذبة (الأنهار والبرك و..). وأيضاً وأيضاً بسبب تركيزة التلوثات وجزيئات مختلفة والتوتر (الضغط) الأسمولي “TENSION OSMOTIQUE” الكبير مقارنة بمثله في البلازما.
c. وذمة رئوية “ŒDÉME PULMONAIRE LÉSIONNEL“.
← ما دمنا نتحدث ولو اختصاراً عن الغرق والفيزيولوجيا المرضية أشير (أولاً) إلى أن انخفاض معدل الأوكسيجين في الدم وزيادة تركيز الدم (ثانياً) وال “HEMOCONCENTRATION“ وال“ACIDOSE METABOLIQUE” “الحماض الأيضي أو الاستقلابي”(ثالثاً) والتي تترجم كالتالي: ارتفاع في “PH” أكثر من “7,45” وارتفاع أولي في تركيز البيكربونات في الدم “HCO3“. وهذه التغييرات المضطربة الثلاثة تكون ثابتة عند الغريق عبر استنشاقه السوائل.
← ومدة ال“ANOXIE” والوذمة الدماغية “ŒDEME CEREBRALE” هم من يتكيفوا بالتنبؤ بالمصير الحيوي للغريق؟!..
← وماذا عن المضاعفات “COMPLICATIONS“ وأهمها:
-1- وذمة رئوية.
-2- “PNEUMOPATHIES INFECTIEUSES” اعتلال رئوي جرثومي (مُعدي..)، بسبب المياه الملوثة التي تمّ استنشاقها.
-3- انخماس الرئة “ATÉLECTASIE“.
-4- تليّف حاد للرئة “FIBROSE PULMONAIRE” يمكن أن يكون قاتل خلال عدة أسابيع.
-5- الغيبوبة المستمرة.
-6- اضطرابات نفسية.
-7- وغيرها.. وغيرها.
• كلمة عن تأثير المياه الباردة على جسم الإنسان.
نشير في هذه الحالة إلى أن الإنسان هو ما يُطلق عليه طبيّاً “HOMÉOTHERME” (ثابت الحرارة) بالمقابل جسم الإنسان حساس على البرد وتبريده يتم سريعاً. وللتذكير فإن
LA CONDUCTIVITÉ THERMIQUE “قابلية للتوصيل الحراري” للمياه هي ستة عشرة مرة أكبر من مثلها للهواء. ويعملوا على خسارة قوية للحرارة عبر “CONVECTION” (التصعّد = انتقال الحرارة بالحمل في اتجاه رأسي).
← إلى ذلك رجل يزن سبعين كيلوغرام وعارٍ من الملابس وموجود في مياه على درجة (18) “18°C“ فإنه يخسر حوالي ألفين من الكالوري في الساعة. وهذا “النزيف بالكالوري؟!” منهك للسباحين وللغرقى؟!.
← التساهل أو التفاوت المسموح به للغطس في المياه الباردة وبحسب دراسة أجراها “MOLNAR” عام 1946 شملت أعداد من الأرشيف عام 1942 و1945 كالتالي وكعناوين سريعة دون الخوض في التفاصيل:
a) معدل الوفيات هو مئة بالمئة بعد ساعة في مياه على صفر درجة “0°C“.
b) معدل الوفيات خمسين بالمئة بعد ثلاث ساعات في المياه درجتها عشرة “0°C1″.
c) وفي كل هذه الحالات لأشخاص يغطسون في المياه مزودين بأحزمة النجدة لكن من دون ألبسة حماية خاصة.
← نشير إلى أن السماكة تحت الجلد للأنسجة الدهنية هو عامل رئيسي في مقاومة البرد.
← LA CLASSIFICATION de BORDEAUX “تصنيفات بوردو” تصنّف أربعة درجات من الخطورة للمظاهر السريرية عند الغرق الأولي وهي:
(1) “L’AQUA-STRESS” في هذه الحالة الغريق يكون واعي ولا يُسجّل عنده ضيق أو انحطاط للتنفس “DETRESSÉ RESPIRATOIRE“. والغريق بردان يكزّ على أسنانه، يستفرغ، ومنهك.
(2) في هذه المرحلة نجد عند الغريق “PETITE HYPOXIE” “انخفاض صغير في الأوكسيجين للأنسجة و…)، وهو واعي وعنده انحطاط تنفسي خفيف ويسجّل عنده حالة “POLYPNÉTIQUE“ أي حركات تنفس تكون سريعة جداً، ولونه أزرق “CYANOSE” متلبّك، مع هيجان، ومضطرب.
(3) نصل إلى الانخفاض الكبير للأوكسيجين في جسمه “LA GRANDE HYPOXIE” ويكون الغريق غير واعي “INCONSCIENT“. وانحطاط تنفسي وشكله الخارجي فيه ازرقاق “CYANOSE” والمجاري الهوائية معرقلة وعدم انتظام لضربات القلب “ARYTHMIE” ونصل إلى مرحلة “COLLAPSUS“.
(4) الغريق في هذه المرحلة عنده توقّف للقلب وللتنفس.
• ماذا نشاهد على جثة الغريق
← لون الوجه أزرق العيون يُطلق عليها “” “توترية، ارتجاجية” والقرنية تكون شفافة وال”LIVIDITÉ” تكون واضحة جداً. والجلد نلاحظ عليه “قشعريرة” مثل جلد الدجاج وذلك بسبب تصلّب وقساوة للعضلات “MUSCLES HORRIPILATEURS“.
← وضعية الأحشاء تكون مبلّلة “MOUILLE“.
← الرئتين يكبر حجمهم ويكونوا “HYPERHYDROAÉRIQUES“ مع ازدياد كثير للمياه والهواء فيهم، ولدى تشريح الجثة وإزالة عظام القفص الصدري. تكون الرئة اليمنى واليسرى منتفختين خارج هذه العظام في المنطقة الصدرية “PLASTRON STERNO COSTAL” وحوافي الرئة “BORDS” تكون “MOUSSES” فيها رغوة.
← بالمقابل في المياه العذبة الرئتين طبيعيتين (انقلها فقط للأمانة العلمية بحسب بعض المصادر).
← الدم يكون مائع غير متجمد ولا يلتصق على الأسطح.
← (إخراج اللسان) “PROTRUSION de LA LANGUE“
← دم داخل القلب يكون مايع (سائل) “FLUIDITE du SANGCARDIAQUE” بحسب ما أشار إلى ذلك “JEAN MONOD وزملاءه” عام 1992.
← الكبد حمراء غامق، ثقيلة ومشدودة في قشرتها وعندما نقطع الكبد يسيل الدم بغزارة من الجيوب المنتفخة “SINUS“.
← الكلية اليمنى واليسرى نجد فيهم احتقان كثير “CONGESTIFS“.
← وجود الماء داخل المعدة غير دائم.. لكنه موجود في بعض الحالات.
← مياه في الأمعاء “EPANCHEMENTS PLEURAUX et PERICARDIQUE” مياه داخل غلاف الرئتين و”غلاف القلب” “PERICARDE” بحسب ما أشار إلى ذلك الباحثين التالية أسماءهم نذكرهم أولاً احتراماً لعلمهم ولجهودهم ونشاطهم العلمي والبحثي و..وثانياً للأمانة العلمية “MORLID” عام 1995و”TERAZAWA” و”HAGA” “عام 1996″ و”YORULMAZ” وزملاءه 2003.
• العلامات التي تظهر على جثة الغريق تختلف مدة وبحسب الفصول وباختصار شديد كالتالي:
← (1) أنامل أصابع اليد لونها أبيض “PULPE des DOIGTS” تظهر هذه العلامة خلال :a 3 ساعات في فصل الصيف bيومين في فصل الشتاء.
← (2) يد الغريق تشبه يد التي تغسل الملابس ناحية راحة اليد
“MAINS de BLANCHISSEUSE (PAUMES BLANCHIOS“
a. 4 ساعات في فصل الصيف.
b. يومين في فصل الشتاء.
← (3) تيبّس (تصلّب) الجثة “LA RIGIDITE CADAVRIQUE“
a. تظهر خلال 6 ساعات في فصل الصيف.
b. مقابل 3 – 5 أيام في أيام الشتاء.
← (4) ظاهر يد الغريق بيضاء اللون
“BLANCHIMENT des LA FACE DORSALE des MAINS“
a. تكون واضحة جداً من يوم إلى يومين صيفاً.
b. وتتأخر حتى 8-12 يوم شتاءاً.
← (5) تجعّد الجلد “LA PEAU SE RIDE” وانتفاخ وتورّم وبقع حمراء في الوجه
a. نشاهدها خلال يومين صيفاً.
b. وأسبوعين في فصل الشتاء.
← (6) طبقة الجلد ترتفع (بتبقّع) “L’EPIDERME SE SOULEVE“
a. تموضعها على الجثة خلال 3 أيام صيفاً.
b. مقابل 3 أسابيع في فصل الشتاء.
← (7) طبقة الجلد “EPIDERME” تكون سميكة وتتجعّد وتنفصل.
a. في 3 أيام في الصيف.
b. لكن ننتظر 3 أسابيع في فصل الشتاء.
← (8) الوجه لونه أحمر وأسمر، في حين الحواجب والشفاه تكون خضراء اللون. وعظمة وسط القفص الصدري “STERNUM” لونها أحمر وأخضر. ونجد أيضاً ارتفاع لبشرة الأيدي، الأرجل، وتورّم ولون أسود للوجه وكل هذه العلامات نلاحظها على الجثة:
a) خلال أسبوعين صيفاً.
b) وشهرين شتاءاً.
← (9) نصل إلى مرحلة التصّوين الجزئي للخدود والذقن والثدي (والمغبني) “AÎNES” (منطقة تقع عند طيّة الفخذين والجهة الأمامية للفخذين). نجدها خلال:
a) 2 – 4 أسابيع في فصل الصيف.
b) وثلاثة أشهر ونصف الشهر في فصل الشتاء.
← (10) سقوط الأظافر: نلاحظهم على الجثة خلال:
a. 2 – 4 أسابيع في فصل الصيف.
b. ثلاثة أشهر ونصف الشهر في فصل الشتاء.
← (11) نصل في هذه المرحلة المتقدمة من جثة الغريق ونجد تصّوبن شبه كامل للوجه، الرقبة، الجهة الأمامية للفخذين.
← وبداية “ترصيع (حصى) للفخذين”
“DEBUT DINCRUSTATION CALCAIRES AUX CUISSES“
← وأيضاً وأيضاً نجد انفصال (انسلاخ) والقضاء على فروة الرأس
“DECOLLEMENT et DESTRUCTION du CUIR CHEVELU“
← تكون واضحة على جثة الغريق خلال:
a) 4 – 5 أسابيع في فصل الصيف.
b) مقابل أربعة أشهر ونصف خلال فصل الشتاء.
• ماذا نجد في الصور الشعاعية للغريق؟!!
← نجد عدة علامات تظهر على الصور الشعاعية توثّق حالة الغرق والاستفادة من السكانر وغيرها وباختصار شديد جداً:
(1) تبرهن وجود سائل (مياه) داخل الجيوب الأنفية للوجه “SINUS” كدليل على استنشاق للمياه وسوائل أخرى وبطريقة حادة جداً “AIGUE” وهي علامة مهمة جداً جداً ولها أهميتها من الناحية: 1) القانونية. 2) العلمية. 3) الطبية الشرعية. 4) التصوير الشعاعي. 5) و…كدليل على الغرق الحيوي “NOYADE VITALE“.
(2) وتكشف الصور الشعاعية (السكانر) على وجود مياه في المريء.
(3) وأيضاً وأيضاً على وجود المياه في الرغامة “TRACHEÉ” والقصبات الهوائية وتفرعاتها “THORACOBRANCHIQUE“.
(4) وجود مياه داخل غشاء الرئة “EPANCHEMENT PLEURALE” نجدها عند الغريق الذي يبقى عدة أيام داخل المياه.
(5) مياه داخل المعدة.
(6) امتلاء للقصبات الهوائية بالمياه “ENCOMBREMENT BRONCHIQUE” وهي علامة مهمة جداً لتشخيص الغرق.
(7) ونجد أيضاً “CRAZY PAVING” بمعنى “الرصيف المجنون” وهي نوع من “البلاط” الرصيف الخارجي مصنوع من أحجار ذات أشكال غير منتظمة موضوعة في نمط عشوائي.
(8) تكشف الصور الشعاعية تضخّم للوريد الأجوف السفلي
“VEINE CAVE INFERIEURE” “V.C.I” وهي علامة غير مباشرة للغرق.
(9) وتظهر الصور الشعاعية وجود مياه وهواء في الجيوب والوجه.
(10) وغيرها.. (11) وغيرها..
• ماذا يكشف الفحص النسيجي عند الغريق؟ّ! “HISTOLOGIE“
← وللفحص النسيجي أهمية كبرى ومفصلية لدى الغريق من أجل إعطاء التشخيص الموثوق والمؤكد. وذلك من خلال أخذ العيّنات من الرئة وغيرها. إذ نلاحظ ومن خلال الميكروسكوب الملاحظات الثمينة والمهمة والمفصلية التالية:
(1) زيادة في أحجام السنخ الرئوية “ALVÉOLE PULMONAIRE” بحيث نشاهد “EMPHYSEMA AQUOSUM” مع رقّة وحتى تمزق للحاجز السنخي “SEPTA ALVEOLLAIRE” بحسب ما أشار إلى ذلك (“BETZ” وزملاءه عام 1993) و(“FORNES” وزملاءه عام 1998). و(“KOHLHASE” وزملاءه و”MAXEINER” عام 2003).
(2) لكن وترليون لكن نجد هذه العلامات في حالة مرض رئوي انسدادي مزمن يُطلق عليه “النفّاخ الحادّ” “EMPHYSEME AIGUE” (نجده عند المدمنين على الدخان وأمراض أخرى…)
(3) ونجدها أيضاً في حالات الخنق وغيرها. لدى انسداد للمجاري الهوائية العليا.
(4) هناك تباين يمكن ملاحظته عند مشاهدة الأوعية الدموية الرئوية “CAPILLAIRES PULMONAIRES” عبر الميكروسكوب يكونوا مسحوقين (مهروسين) “ECRASES” عند الغريق في المياه العذبة (الأنهار…) في حين نجدهن متسعين “DILATÉS” عند الانسداد الحاد للمجاري الهوائية في حالات الخنق وغيره. هنا أهمية الاستفادة من التلوينات في علم الأنسجة. ومنها تلوينات “GOMORIوCOLORATION de type SWEET” فالحذر وارد وبقوة للتمييز بين هذه الحالات بحسب ما أشار إلى ذلك “MADEA” عام 1994.
(5) وجود مواد غريبة (بقايا نباتات..) في أسفل المجاري التنفسية هي بالطبع علامة “PATHOGNOMONIQUE” (مميز وكاشف للمرض أو لهذه الحالة أو تلك.).
(6) يحصل عند الغريق غسيل حقيقي للسنخ “LAVAGE ALVEOLLAIRE“
(7) والبلاعم “MACROPHAGES” يتم تفريغهم بغزارة من السنخ الرئوية باتجاه الدم.
(8) البحث عن البلاعم “الماكروفاج” المصبوغة عند المدخنين
“PIGMENTE de FUMEUR” في الدم وبخاصة عند أخذ العيّنات من دم “القلب الأيسر” يمكننا أن نعتبره مؤشر مهم عند الغريق في المياه العذبة (الأنهار وغيرها) “EAU-DOUCE“.
← ملاحظة: (1) القلب الأيسر شرياني (من الناحية التشريحية)
(2) والقلب الأيمن وريدي.
← ملاحظة أخرى “البلاعم” “MACROPHAGES” هي نوع من خلايا الدم البيضاء لها دور رئيسي في الجهاز المناعي، وظيفتها الأساسية هي ابتلاع وهضم الجزيئات الغريبة والبكتيريا والفيروسات بالإضافة إلى الخلايا الميتة والحطام الخلوي. وتعرف علمياً أيضاً “بالبلعمة” “PHAGOCYTOSIS“.
• تعريف المشطورات “DIATOMÉES“
← المشطورات هي نوع من الطحالب “ALGUES” عندها قشرة من “الصوان” “SILICE” وموجودين في الطبيعة. ويوجد أجناس ونماذج عديدة من المشطورات يمكنّنا التعرّف عليها، وينتشروا بحسب معايير داخل الوسط والبيئة حيث هم وبخاصة للمواصفات الكيميائية و”PH” وسرعة جريان المياه وغيرها.
← وجودها يتغير أيضاً في “الموطن” والمكان حيث هي، بحسب الوقت كما أشار إلى ذلك “LUDES” وزملاءه عام 1999.
← سأذكر لبعض النماذج من المشطورات:
(1) “DIATOMÉES PLANCTONIQUES” “مشطورات العوالق” وهي كائنات حيّة معلّقة في الماء.
(2) “DIATOMÉES PERIPHYTIQUES” “المشطورات المحيطية” الذين يعيشون معلقين مع تكوينات وتركيبات أخرى.
(3) وأيضاً من يعيش في الهواء وفي التكوينات والهياكل البارزة والظاهرة والتي تطفو، وعلى الصخور الرطبة.
(4) بعض المشطورات صغيرة الحجم وقادرين عند دخولهم للجسم قبل الوفاة “ANTE-MORTEM” في مياه الغرقى داخل الرئتين ويجتازوا الغشاء السنخي للشعيرات الدموية الرفيعة جداً جداً
“MEMBRANE ALVEOLO-CAPILLAIRE“ ويتواجدون في الدورة الدموية كما أشار إلى ذلك “LUNETTA” وزملاءه عام 1998. ومع حركية وفعالية هذه الدورة الدموية والجهاز القلبي والشرياني والوريدي المستمرة ويعملون بانتظام. يتم شحن وإرسال هذه المشطورات إلى الأعضاء الغنية بالشرايين والأوردة كما أشار إلى ذلك الباحثين “LORIN” و”GRAMDMAISON” و”PARAIRE” عام 2003.
← ويمكننا في بعض الأحيان أن نحدّد المصدر الجغرافي المائي لهذه المشطورات عندما نجدها في العيّنات المأخوذة من جثة الغريق بمعنى الغريق قد غرق في البحر “X” وقذفه البحر بعد فترة إلى البحر “Y“.. لكن هناك تعقيدات لوجستية مائية لها معاييرها وبتوجّع الرأس.
← ماذا عن المشطورات “DIATOMEOS” والمعايير الإيجابية المثبّتة (+).
البحث يدور كمّاً ونوعاً للتوافق والتطابق بين المشطورات.
(1) البحث النّوعي “QUALITATIVE“
بين السائل الموجود في جسم الغريق والمشطورات الموجودة من العيّنات المأخوذة من الجثة.
(2) البحث الكمّي “QUANTITATIVE“
برهنه عبر الميكروسكوب الإلكتروني لوجود عشرين من المشطورات في خزعة “BIOPSIE” من الرئة بوزن عشرة غرامات يعني مئة ميكرو ليتر من “SEDIMENT” (الرواسب).
← برهنه خمسة من المشطورات في الأنسجة الأخرى يعني مئة ميكرو ليتر من “SEDIMENT” (الرواسب).
• ماذا عن قياس “السترنتيوم” “STRONTIUM” في العينات المأخوذة من الجثة.
← السترنتيوم موجود في الطبيعة، ومياه الحنفية والمياه العذبة والأسطح وغيرها.
← وبتركيز مهم جداً جداً في مياه البحر.
← وأيضاً وأيضاً بالمقابل فهو موجود في السوائل البيولوجية للجسم كالدم. وفي عضلة القلب “MYOCARDE” عند غرق الضحية في مياه البحر تكون “PRECIEUSE” (ذات قيمة)وكمؤشر على الغرق الحيوي بحسب الباحثين: “ABDALLAH وزملاءه ” عام 1985. و “AZPARREN وزملاءه” عام 2000 و”عام 2003″ و”FORNES وزملاءه” عام 1998 و”PIETTE وزملاءه” عام 1989.
• ملاحظة مهمة جداً جداً
← قد نجد في بعض حالات من الغرق، جروح وكسور وربما بتر (حديث..) وصدمات وضربات متنوعة على جثة الغريق.. في هذه الحالة يجب أن نحذف أولاً وثانياً وثانياً وأربعة عشر أن تكون الجثة:
(1) علقت بين الصخور؟ لفترة خلال مسّيرها المائي بعد أن تطفو على سطح الماء.
(2) أن تكون قد تعرّضت وهي في المياه لضربة قوية من “لانش” أو مركب، أو سفينة أو عبارة أو أي وسيلة نقل مائية، ورياضات مائية وهي عديدة. وكانوا مسرعين جداً اصطدموا بهذه الجثة أو تلك؟!…
(3) قد تكون الأسماك الكبيرة مثل سمك القرش وأخواته.. نتشوا جزء من الجثة ولسبب من الأسباب فلت من فكّي هذه الأنواع المخيفة من الأسماك..
(4) قد يكون صيادي الأسماك والكائنات البحرية المتنوعة وهم على متن سفن عملاقة رموا شباكهم في البحر واختلطت جثة الغريق بأسماك متنوعة وحصل انفصال لأجزاء من الجثة لحظة تحريك هذه الأسماك الكبيرة من فصيلة القرش وغيرها.. جسمها أو فكيها أو.. أو.. أثّرت سلباً على جثة الغريق الشبه متحلّلة تقريباً بعدما بقيت في رحلتها المائية لأيام أو أسابيع.
(5) أو الصيادين وهم على متن سفنهم لم يعودوا يميّزون بوضوح الأسماك من الجثث البشرية العالقين في شباكهم والوقت ليلاً أو فجراً والإضاءة معدومة أو غير كافية وتعاملوا مع محتوى الشباك بوسائل حادة لأدوات ثقيلة لحظة سحبها إلى هذه السفن وتركت بصماتها من كسور وبتر و.. على جثة الغريق.
(6) ربما محتويات الطائرات ونفاياتها التي ترمى في البحار والمحيطات تسقط على جثث الغرقى وتحدث لها تشوّهات وكسور وبتر و.. أكرّر الحذر وارد وبقوة؟!
(7) أو.. أو.. .
(ونكرّر بعضها للأهمية القصوى).
← نجد إصابات وآثار على الجثة خارجية المنشأ “LÉSIONS D’ORIEINE EXOGÉNE” يحصل بعد الوفاة أن تنزل الجثة تدريجياً باتجاه قعر مجرى الماء. وتحملها المياه وتصل إلى القعر ومن ثم تصعد الجثة بشكل عام ومجرى المياه ضعيف جداً وأيضاً لا تتحرك. وتنقلها من هذا المكان وجرها وسحبها يتسبّب ذلك في إصابات احتكاك “LÉSIONS de FROTTEMENT“.
← ونصل أحياناً إلى أن جثة الغريق لا تسير في المياه للأسباب التالية:
(1) انحباس الهواء في الملابس “AIR TRAPPING“.
(2) عند الذين عندهم نفّاخ رئوي قوي.
(3) وبسبب البدانة “OBESITÉ“.
• الجثة يمكنها أن تطفو على سطح المياه بوضعيتين:
(1) وضعية ثني “FLEXION” الظهر نحو الأعلىمع تسجيل إصابات الاحتكاك نجدهم على: -1- الجبهة -2- الأيدي -3- الركبة -4- الأذن.
← ولهذه الأسباب الارتفاع “في الضغط الهيدروستاتيك” “LA PRESSION HYDROSTATIQUE” على مستوى الدماغ يتسبّب في الأسنان لونها زهر “DENTS ROSES” من خلال “EXUDATION” (نضح أو تحلّب = ويعني خروج سائل من جسم الكائن الحي…) للهيموغلوبين على مستوى الأنابيب والقنوات الصغيرة في الأسنان “TUBULES D’ENTINAIRES” بحسب ما أشار إلى ذلك BRONDUN وsimonsen عام 1987.
← فالطبيب الشرعي الذي عامل ال “DEVOIRE” تبعه مليح.. يعرف خلال المعاينة أن يحذف هكذا احتمالات وذلك بعد التأكّد من نتائج عيّنات المشطورات المأخوذة من الجثة. ليُبنى على الشيء وهذا عين الصواب. ومن باب المسؤولية الطبيةوهنا في ركنها الطبي الشرعي.
← هذا وباختصار شديد إلى حدّ العصر ما أردت أن أكتبه وكعناوين سريعة ومعلومات لا بُدّ منها من كافة الزوايا في الطب الشرعي من خلال المعاينة والعيّنات التي تؤخذ من الجثة وخلال تشريح الجثة في معهد الطب الشرعي، والتحرّي عن “المشطورات” “DIATOMEES“، والسترونتيوم، وقراءة في التصوير الشعاعي لجثث الغرقى… وللفحص النسيجي “HISTOLOGIE” حصة الأسد في العيّنات الخاصة التي تؤخذ من جثث الغرقى…
الدكتور محمد خليل رضا
(1) أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
(2) أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
(3) أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
(4) أخصائي في “علم الجرائم” “CRIMINOLOGIE“
(5) أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE“
(6) أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE“
(7) أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE“
(8) أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE“
(9) أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE“
(10) أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“.
(11) أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE“.
(12) أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE“
(13) “أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE“
(14) أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE“.
(15) أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE“
(16) أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE“
(17) مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
(18) مشارك في العديد من المؤتمرات الطبيةالدولية.
(19) كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
(20) رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
(21) حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A“.
(22) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
(23) عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(24) عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE“
(25) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE“
(26) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE“
(27) عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE“
(28) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“
(29) المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(30) واختصاصات أخرى متنوّعة…
(31) “وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(32) “وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء“آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(33) “علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(34) خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE“
لبنان – بيروت
ختامًا، تتجلى أهمية الطب الشرعي ليس فقط في كشف سبب الوفاة، بل في سَبر أغوارها، وتفكيك رموزها، وفهم ما جرى بدقة علمية.
شكرًا للدكتور محمد خليل رضا على هذا الجهد العلمي الذي يُضيء لنا مناطق مظلمة في حوادث الغرق، ويمنح المتخصصين والدراسين أدوات فهم وتحليل عميقة