فلسطين تراث وحضاره

من كتاب اللجوء القسري للكاتب سير ابو الهيجاء

من كتاب اللجوء القسري للكاتب سير ابو الهيجاء

“في الك فرس في تل الفرس”

سكن في قرية الحدثة قضاء طبريا،حتى عام النكبة ثم هجر الى مدينة طمرة وبين هذا السكن ومسقط الرأس رواية حنين وشوق يختلط بذكريات اليمة في قلب الحاج عبد الرحمن الخطيب ابو الهيجاء(ابو محمود)” 75″ عاما يوم التقيته، فجلس على فراشه ومد رجليه وهو يقول: لا اريد أن احدث عن عنتريات او بطولات زائفة بل هي مرارة في القلب منذ ايار عام((1948) ) ، حيث كان نزوحنا من الحدثة، من بيوتنا التي دمرت عن بكرة ابيها، دمرت البيوت وسلبت الاراضي، وهذا يذكر بالخذلان الذي لحق بنا من قبل الزعامة في حينه والذي يجدر بنا ان نتذكره، فعندما دخل اليهود الى منطقتنا أوفدوا الينا من قال لنا: ” لا تقاتلوا فنحن سنصبح حكومة ” وكان والدي محمود ابو الهيجاء من وجهاء البلد فقال لرسولهم : “سنتشاور فيما بيننا ونرد عليكم” وكانت يومها للزعامة ثلاثة مقرات في الناصرة وبيسان والشام، فاتصلنا بهم وطلبنا نجدة فلم يجيبونا فيما قالت قيادة بيسان” لا تدافعوا عن القرية ولينضم الثوار من عندكم لقيادة بيسان”
وبدأ الناس بالخروج من القرية ودخلها اليهود دون عناء وسووا بيوتها بالارض .
ويضيف ابو محمود الزعامة العربية في حينه خذلت الناس فكانون يقولون اخرجوا سبعة ايام وستعودون وان سبعة جيوش عربية ستدخل لتحرير الوطن من الصهاينة لكن يا حيف كنا قد علمنا ان الجيوش العربية بقيادة “جلوب باشا” المعروف بسياسته الانجليزية وضاعت القرية وضاع الوطن.
ويتابع ابو محمود حديثة بعصبية جلية كانت ظاهرة على وجهه فيقول: لقد ضاع الوطن والارض وسلبت ارضنا من قبل العصابات الصهيونية ولم يكتف بذلك بل اصبحوا يساوموني على ارضي التي املك “كواشينها” اذكر ان يهودي ملقب بابي داوود ارسل في طلبي ذات يوم وقال: اعطيك ((3 )0)دونم بدل ارضك وتأخذ تعويضا ماليا عن الارض المتبقية فكان جوابي بـ”لا” فقال” روح يا عبد الرحمن في الك فرس في تل الفرس” ومعنى ذلك انك لن تحصل على شيء او بالمثل الشعبي بلط البحر فقلت له ” ليش انا جيت اطالبك بالتعويض انت تعرض علي وتساومني وانا أرفض”
ويتابع الحاج ابومحمود فيقول : ستبقى الحدثة عنوان شقائي وبؤسي ولن ياتي يوما اوقع به على شبر من أرضي وصمت الحاج وقد زاد وحهه احمرارا وكاني به يقول ما قاله الشاعر سميح القاسم في احد قصائده
أحكي للعالم احكيله عن بيت كسروا قنديله
عن فأس قتلت زنبقة وحريق اودى بجديلة
أحكي عن شاة لم تحلب وعن قهوة صبح لم تشرب
وعن عجنة أم لم تخبز عن سطح طيني اعشب
تجدر الاشارة ان الحاج ابو محمود انتقل الى جوار ربه ولم يوقع على شبر من ارضه وبقيت يداه طاهرتان لم تدنسا بصفقات الاغراء والخذلان

مقالات ذات صلة

إغلاق