خواطر

الحب يقتل الحزن / اسماء إلياس

موقع hamsaat. Co

أضفت لي عمراً على عمري. حديث قصير جرى بين شخصين في مدة أقصاها ساعتين.
كان يجري مكالمة مع رئيسه في العمل وبينما هو غارق في حديثه، لفتت نظره فتاة كانت تجلس برفقة بعض الأصدقاء، كانوا يتحدثون في أمور عديدة، لكن ما لفت نظره أن تلك الفتاة كانت مميزة عن باقي الفتيات اللاتي كن يجلسن معها في مقهى على شاطئ بحر عكا.
أنهى وسام مكالمته وبقي مكانه جالساً يحدق بتلك الفتاة التي لم يرَ مثل جمالها جمالاً، ولا مثل اناقتها التي تدل على ذوقها الراقي، احتار ماذا يفعل وهو المعروف عنه بطلاقة لسانه.
لكن عند رؤيته لتلك الفتاة صعقه جمالها طلاوة حديثها، احترام الاصدقاء لها، تأكد له بتلك اللحظة بأنه إذا لم يقم من مكانه، ويتقدم نحوها شاقاً تلك الصفوف التي كانت تفصله عن حبيبته، سيخسر بلا شك فرصة لن تعوض أبداً.
نهض من مكانه وهو مصمم بأن يقترب من فتاته ويخبرها بأنه عازم على مفاتحتها بموضوع مهم.
لكن بتلك اللحظة التي قرر فيها وسام التوجه نحو حبيبته وجدها تنهض بنفس الوقت مودعة أصدقائها لأن موعد العودة للعمل قد أزف. لم يضيع تلك الفرصة فهو قد صمم بأن يتحدث معها حتى لو دقيقة، توجه بسرعة نحوها مختلقاً ألف عذر حتى يسمع صوتها، حتى يعرف من هي من البشر، فقد كان خوفه ان تذهب من أمام ناظريه دون أن يعرف أسمها أو عنوانها.
لكن الحظ حالفه فقد جاءها اتصال من والدتها. ففهم من خلال مكالمتها بأن أمها تطلب منها العودة باكراً من العمل لأن ضيوفاً سوف يحلون عليهم لكي يهنئونها بالمركز الوظيفي الذي ارتقت إليه.
انتظر وسام حتى أنهت نهاية مكالمتها التي استغرقت خمس دقائق حسبهم دهراً. تقدم نحوها عرفها على نفسه ودرجة الوظيفة التي يشغلها.
– اسمي وسام وأعمل مديراً لشركة اتصالات. أردت التعرف عليك إذا لم يكن لديك مانع.
– أهلا وسهلاً أنا اسمي نهاية اعمل مديرة لإحدى فروع البنك.
– تشرفت بك، اسمحي لي أن اقول لك لقد بهرني جمالك، شخصيتك الجذابة علاقتك مع الآخرين أنت إنسانة مميزة ويسرني جداً التعرف عليك.
– اسمح لي لدي الآن عمل أخاف أن اتأخر نتحدث بوقتِ لاحق. ما رأيك؟
تبادلا أرقام الهواتف ومضى كل واحد منهم لطريقه على امل اللقاء مجدداً.
لكن هذا اللقاء كان يؤجل كل مرة، حتى شعر وسام بأن الأمل بلقاء حبيبته ضعيف جداً. فأصابه اكتئاب شديد ولازم البيت وأهمل عمله. عندما علم رئيسه بأن وضعه هو مجرد أزمة عاطفية حاول مساعدته فهو قد أحبه لتفانيه بالعمل، وهو الموظف النشيط الذي يعمل بلا كلل أو ملل. فقد قرر مساعدته على الأقل يرد له معروفاً يوم أصابته وعكة صحية فقد لازمه مثل ظله حتى تعافى وخرج منها سالماً معافياً.
ما أجمل الصدف حين تخدمنا أحياناً فقد كانت نهاية قريبة رئيسه فايز وهي ابنة عمته التي يعتبرها عمته المفضلة، التي ربته هو وأخوته بعد أن توفيا والدهما بحادث طرق.
تحدث فايز مع نهاية التي كانت بتلك الفترة التي غابت عنه ولم تتصل به حتى أنها نسيته تماماً بعد أن توفى والدها السيد جمال بحادث عمل.
عندما استمعت نهاية لكلام ابن خالها تذكرت وسام هذا الاسم ليس بغريب عنها، فتشت بهاتفها المحمول وجدت اسمه، عندها تذكرت بأنها وعدته بلقاء وحديث.
لكن الظروف التي حصلت لها جعلتها تنسى ذلك الموعد.
وهكذا تجدد اللقاء بينهما تحدثا وكان هذا الحديث بداية لحياة جديدة خططا من أجلها وتم النصيب فتزوجا وعاشا بسعادة وتفاهم إلى يومنا هذا.
لم ينسَ أحدهما الآخر لأن الحب الذي ربط بينهما هو حب صادق لا تلغيه المسافات ولا الظروف، الحب من اسمى المشاعر، أحبوا بعضكم بعضاً، كما قال السيد المسيح…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق