شعر وشعراء

رسول الهدى حسن إبراهيم حسن الافندي

رسول الهدى
حسن إبراهيم حسن الأفندي
يا رسول الهدى رسول الرشاد … وحبيبا أزكى غرام فؤادي
أنت نورٌ وأنت مرسل ربٍ … رافعٍ للسماء دون عماد
لم أزل منذ نشأتي أتغنى … بغرامٍ في سهده إسعادي
أنت محمودٌ في السماء ونور … وعلى الأرض رحمة للعباد
كل عشق وفي رحابك يحلو … والقوافي تطيب للإنشاد
كل معنى إذا نظمت قريضي … إن سما , لم يكن رديف مرادي
فمقام الحبيب قدر كبير … ليس يحصيه كاتب بمداد
كيف لا والهدى كتاب حكيم … جاء في متنه مديحُ الهادي
أقسم الله بالنبي وعُمرٍ … ما ترى بعدها يكون رفادي
فأنا يا رسول فدم ضعيف … إنما حاول القريض المنادي
فعسى نال من شفاعة يوم … فيه ما فيه من ضروب القتاد
يوم هولٍ والناس فيه سكارى … من عذاب منوّع الإعداد
ربِ ما شئت كان كان علينا … بكتاب حوى رضاي , عنادي
فتقبل شفاعة من حبيب … ظل فينا أغلى من الأكباد
شرعه الحق في سماحة دين … لم يساير ضغائن الأحقاد
جمع الخلق بالرسالة يهدي … فتساوي عبد مع الأسياد
وتساوى في العدل شاة وذيب … وتآخى الجميع في إسعاد
آثر الكل خيره لأخيه … أبيض اللون أو شديد السواد
هكذا علّم الحبيب رجالا … فاستقاموا ومالهم من فساد
بصلاح من قائد وحكيم … وسديد الآراء يوم تنادِ
لم يَمِل عن هوى لفكر خسيس … سمْح نفس مسامح من يعادي
جاء والناس في ظلام وجهل … فبنى عزاً من رفيع عماد
دولة ما لها نظير وند … بضياء عم القرى والبوادي
ومنار لمن تحمّل عبئا … ديدن العدل راسخ الأوتاد
جاء للكون رحمة وصلاحا … زلزل القصر في قصي بلاد
خمدت للمجوس نارٌ لشرك … وعلا صوتٌ بالأذان ينادي
يوم ميلاده أضاءت نجوم … فرحا تحتفي بذا الميلاد
علّم الصحب من سماحة قلب … شرعه الحق في عظيم وداد
نشل الناس من نجاسة شرك … طهره للقلوب والأجساد
فكفانا فخرا بأنا بطهر … قد علونا مراتب الأنداد
*********
يا رسول الهدى مشاعرُ شتى … في زمان الخمول , مرقى كساد
لم يعد للفقير فينا مكان … شغلتنا حصيلة من حصاد
نعشق المال والمباهج تُغري … لم نعد بعدها قوي الزناد
لم نقاوم لميلنا ونفوس … مثلما كان سابقو الأجداد
من أقاموها دولة ليس فيها … للزكاة الحلال من رواد
أينما صبّت الهواطل جادت … بثمارٍ إلى حمى بغداد
يا بلاد الرشيد جئتك دمعي … سائلا والفؤاد في إرعاد
ما لقومي تهاونوا في كثير … تركوا سُنة الرسول الهادي
لو أعادوا لسيرة من كمال … وجمال ونعمة باعتداد
لأعَدْنا ذواتنا ووجدنا … من نعيم الدارين أهنأ زاد
واحتوانا من الإله رضاء … وامتطينا ظهور تلك الجياد
ونما قومي من جديدٍ بصوت … كبّر الله دونما إلحاد
مالنا كم نخاف عبدا ضعيفا … ونسينا ه خالقا للعباد
إنما جئت يا رسول لأحكي … وأبث الجوى وحزن فؤادي
كان ما كان من شريعة عدل … حملت للورى صنوف وداد
عاش من عاش في أمان وأمن … وانتهينا من بعدها لرقاد
فمتى يصحو شرقنا من سبات … ومتى عاد غابر الأمجاد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق