الرئيسية
( قراءة أدبية ) لقصيدة لا تقل لي لشاعر الأمة محمد ثابت بقلم الأديب الكويتي: خالد المويهان
شاعر الأمة محمد ثابت

( قراءة أدبية ) لقصيدة لا تقل لي لشاعر الأمة محمد ثابت
بقلم الأديب الكويتي: خالد المويهان
—-
اسم النص: لا تقل لي
اسم الشاعر: محمد ثابت
بقلم الأديب الكويتي: خالد المويهان
( قراءة أدبية )
قصيدة “لا تقل لي” للشاعر محمد ثابت، تنبض بإحساس رقيق وعميق بالحياة العاطفية والوجدانية، وتطرح تجربة الحب كرحلة متكاملة بين اللقاء والفقد، بين الفرح والحنين، بين الأمل والانكسار. الشاعر يبدأ النص بأسلوب تساؤلي عاطفي، حيث يسأل: “كيف كان الحب؟ أو كيف انتهينا؟”، لتكون هذه البداية مفتاحًا للقارئ لدخول عالمه الشعوري والوجداني، عالم يتسم بالصدق الداخلي والشفافية العاطفية. هذه التساؤلات ليست مجرد استفسار عن الماضي، بل هي محاولة لفهم مسار العلاقات الإنسانية وكيف تتشكل الذكريات وتتحول إلى مشاعر حيّة تتقاطع مع اللحظة الحاضرة.
القصيدة تعتمد على صور حسّية دقيقة وغنية. ذكر “عبير الورد” و”العطر الذي يقترب إلينا” ليس مجرد وصف جمالي، بل يمثل الذكريات التي تحيا داخلنا وتطبع لحظات الحب على حواسنا، فتصبح الذاكرة نفسها تجربة ملموسة. الليل والجسر في النص لهما بعد رمزي؛ الليل يعكس السكون والانتظار والحيرة، بينما الجسر يمثل مرحلة الانتقال والتحول، إذ يربط بين الماضي والحاضر، بين الفقد واللقاء، بين الأمان والبحث عن الذات.
يتضح في النص حضور الموسيقى والفن، مع ذكر كوكب كُلثوم وفيروز، وهما رمزان للحنين والجمال المطلق. هذا الاندماج بين الشعر والموسيقى يخلق تواشجًا داخليًا يحاكي طبيعة الحب نفسه؛ فهو ليس شعورًا ثابتًا، بل موجة تتأرجح بين النشوة واللوعة، بين الفرح والصمت، بين الصخب والهدوء. الموسيقى هنا ليست مجرد مرجع ثقافي، بل هي امتداد للغة المشاعر، لغة لا تحتاج إلى تفسير، بل تُحس.
الشاعر يمزج بين الانفعال العاطفي واليقين الروحي، فهو يربط بين الأمنيات والخُلُد والأيام، فيصوغ منها لحظة تأملية تمنح النفس راحة وطمأنينة، رغم كل التغيرات التي طرأت على العلاقة. كما يظهر في النص نوع من التسليم الهادئ للطبيعة المتقلبة للحياة العاطفية؛ فالختام “أمس انتهينا” ليس عبارة مأساوية، بل هو إدراك لحقيقة الحب وتجربة الوداع بطريقة متوازنة، حيث القبول والصفاء النفسي يكونان جزءًا من رحلة النمو العاطفي.
في المجمل، قصيدة “لا تقل لي” ليست مجرد نص شعري عن الحب والغرام، بل هي تجربة وجدانية متكاملة، تنقل القارئ بين أبعاد الذكرى والحاضر، بين الشوق والرضا، بين الانفعال والسكينة الداخلية. إنها دعوة للتأمل في الحب كرحلة إنسانية غنية، حيث تُستمد المعاني من التفاصيل الصغيرة، من الروائح والأصوات، من الليل والصباح، ومن الهمس والموسيقى، لتترك أثرًا دائمًا في النفس والوجدان
بقلم الأديب الكويتي: خالد المويهان
—_———
لا تقل لي٠ قصيدة لشاعر الأمة
محمد ثابت
——
لا تقل لي
كيف كان الحبُّ
أو كيف انتهينا
كيف شاء اللهُ شئنا
ومشينا
ننثرُ الأحلامَ
في ليل التلاقي
ما علينا
حيثُ نامً الليلُ
نمنا وصحونا
يا عبيرَ الوردِ
قلّي أينَ أينَ
ذلك العطرُ الذي
يدنو إلينا
نملأُ الدنيا نعيماً
إن مشينا
نعبرُ الجسرَ الذي
أودى بنا
في رحلةِ الحبِّ المعنَّى
نستقي
من أمنياتِ الرِّوحِ ريِّا
يا نديمي
قمْ إلى خلدِ الأماني
في يقينٍ وهوينا
خذْ من الأيامِ لحناً لكلينا
إن صحونا ننتشي
كُلثومُ تشدو
(أَعْطِنِي حُرِّيَّتِي أَطْلِقْ يَدَيَّا )
ولفيروزَ بكاءٌ
حينَ نمسي
في صدى
(أمس انتهينا)
——–
قصيدة لشاعر الأمة/ محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر


