مقالات

زفرة أسى على غزة دنيا الأمل إسماعيل

                  زفرة أسى على غزة
دنيا الأمل إسماعيل
في غزة، لم تعد الحياة تشه الحياه، كل شيء على غير حقيقيته وأصله، الناس ليسوا هم الناس والعمل لم يعد قيمة في ذاته، الأعياد لا تدخل السرور على القلب، الأطفال كبروا بطريقة غير آمنة، لايعرفون الطفولة، أكثر مما يعرفون فنون الأذى، النساء إما ضحايا مغلوبات على أمرهنّ أو صانعات لتوترٍ يومي، الرجال عاطلون ليس عن العمل فقط ، بل عن المحبة والاحترام والرجولة… كل شيء هنا موجع بشكلٍ أو بآخر، الناس يعيشون عتمتهم بامتياز لا مثيل له، انقطاع الكهرباء عن معظم ساعات اليوم ، كبّل أرواحهم واستنفذ محبتهم لكل شيء جميل، شعورهم بالقهر بات أمر عادي، لن يغيره شيء، الألإراح الصغيرة سرعان ما تهرب من بين أيديهم فهي لا تنمو وتترعرع بروح وثابه، لاتجد سوى العتمة عتمة القلوب وعتمة البيوت وعتمة الواقع الذي لا يدل على انفراجة قريبة، أصبح كل شيء عزيزاً لقمة العيش والأمان والمحبة والثقة والكهرباء والماء، أما الحرية فتحولت إلى بعبع يحمل الموت تحت عباءته المخيفة. شعورنا الدائم بالتهديد وحتى وإن لم يهددنا أحد يجعلنا نعجز عن صون انسانيتنا وحماية أرواحنا من بشاعة التوقعات.
لا أحد لك يا غزة، الكل يرغب في اغتصابك مثل فتاة يتمية، لم تجد من يصد الطغاة عن عرضها . لا حرمة تحول دون الفجيعة، ولا شهامة تمنع انغمار الأمكنة بحزنها وألمها والناس بقهرهم . مشغول بهيلمانه، وجاهه أما البؤساء المحرومون حقاً، الفلسطينيون حقاً، فلم يتبق لهم سوى زفرة أسى ينفثونها ساعة يتذكرون إلى أي مصيرٍ ذاهبون.

مقالات ذات صلة

إغلاق