منوعات

في قلب غرب إفريقيا، وتحديدًا فوق مياه بحيرة نوكوي

في قلب غرب إفريقيا، وتحديدًا فوق مياه بحيرة نوكوي في بنين، تقع واحدة من أكثر القرى سحرًا وتميّزًا في العالم: غانفيه، القرية العائمة التي يسكنها اليوم أكثر من 20,000 نسمة، لا يعيشون قرب الماء فحسب، بل يعيشون عليه حرفيًا!

كل شيء في غانفيه ينبض بالحياة على سطح البحيرة: منازل خشبية مرتفعة على أعمدة، مدارس تعلّم الأطفال فوق الأمواج، أسواق مزدحمة تُنقل إليها البضائع عبر الزوارق، وحتى المعابد والمراكز المجتمعية، كلها تقف شامخة وسط المياه، في تناغم مبهر بين الإنسان والطبيعة.

لكن القصة الأروع تكمن في أصل هذه القرية…
في القرن السابع عشر، وأثناء ازدهار تجارة الر*قيق في المنطقة، كان شعب التوفينو يواجه خطر الأ*سر على يد مملكة داهومي، التي كانت تبيع البشر للتجار الأوروبيين. ولأن معتقدات محاربي داهومي الدينية تمنعهم من خوض المياه لمهاجمة القرى فوق البحيرات، قرر التوفينو القيام بما لم يسبقهم إليه أحد: بنوا حياتهم بالكامل فوق الماء، ليفروا من العبو*دية ويصنعوا لأنفسهم ملاذًا لا تطاله القيود.

وهكذا، ولدت غانفيه – اسمها يعني “نحن بقينا هنا بسلام” – كرمز للمقاومة والحرية، وتحولت بمرور الوقت إلى مجتمع نابض بالحياة، يعيش أفراده على صيد الأسماك كدخل رئيسي، ويتنقلون في قوارب خشبية صغيرة كما لو كانت سيارات المدينة.

غانفيه ليست مجرد قرية، بل أسطورة حية، و”متحف مفتوح” لثقافة إفريقية عريقة قاومت العبو*دية وتصالحت مع الطبيعة، لتصبح أيقونة من أيقونات العالم التي لا تُنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق