مقالات

كتب المفكر الفلسطيني غازي الصوران

مع هزيمة حزيران 1967 تعمق دور المثقف الوطني الفلسطيني في إطار فصائل المقاومة، وكان لفتح دوراً هاماً في تعزيز فكرة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن التفاعل السياسي والتنظيمي مع البعد القومي العربي، تحت شعار “عدم التدخل في شؤون الدول العربية”.
وفي هذه المرحلة تنامى دور المثقف الفلسطيني وإبداعه، ولكن مع تطور مظاهر التفرد والهبوط في الثورة الفلسطينية ظهر بصورة تدريجية الدور التبريري الانتهازي في أوساط المثقف الفلسطيني دفاعاً عن القيادة الفردية المتنفذة ومصالحها، وهو دور كبر وتوسع مع كل محطة من محطات التراجع، خاصة ما شاهدناه بعد توقيع ” اوسلو” وقيام سلطة الحكم الاداري الذاتي عام 1994 ، وبداية تأجيج الصراع التنافسي الضار على المصالح الفئوية بين فتح وحماس ( انعكاسا لبرنامج ومخطط التنظيم الدولي للاخوان المسلمين ) ومن ثم توزع القسم الاكبر من المثقفين الفلسطينيين بين تياري فتح وحماس وفي خدمة طروحاتهما من منطلق تبريري مصلحي في معظمه ، الأمر الذي كرس تعميق الصراع وصولا الى الانقسام الكارثي الذي لم يفكك السلطة و” النظام السياسي ” الفلسطيني الى سلطتين ونظامين هشين فحسب ، بل ايضا أدى الى تفكيك الهوية والافكار الوطنية التوحيدية الفلسطينية في ظل استمرار عجز اليسار والقوى الديمقراطية عن مواجهة هذه الاوضاع الانقسامية الكارثية إلى اليوم.

مقالات ذات صلة

إغلاق