الرئيسيةشعر وشعراء

نظرة على قصيدة لماذا أنت مأساتي لشاعر الأمة محمد ثابت ٠ بقلم الشاعر والإعلامي خالد المويهان

إلى الشاعر الذي نزف حرفه بصدق،
وتألقت قصائده على وتر الحزن النبيل،

في قصيدتك “لماذا أنتِ مأساتي؟” تجلّت عاطفة عميقة لا تخفي شعورها،
ولغة شاعرية تجمع بين المجاز والوضوح،
وكأننا أمام مشهد درامي يُروى بصدق المنكسر لا بصوت المنتصر.

غصت في أعماق الألم العاطفي، لا هروبًا، بل شجاعة في مواجهة حبٍّ رافض للاستسلام.
استفهاماتك، ونفيك الشعري، لم تكن مجرد تعبيرات أدبية،
بل كانت مرآة حقيقية لما لا يُقال… لما لا يُحتمل.

لقد صنعت من قصيدتك عملًا شعريًا صادقًا ومؤثرًا،
لا يكتفي بالبوح، بل يوثق مشاعرنا جميعًا…
في لحظات الخذلان والرفض.

دمت مبدعًا، ودام لك الشعر نبضًا وملاذًا

——-

الشاعر والإعلامي الكويتي
خالد المويهان
مدير مركز الشعر الإعلامي
——-

.. لِمَـاذَا أَنـْتِ مَـأْسَـاتِي ؟!/ لشاعر الأمة محمد ثابت
————–
السَّهْـمُ سَهْمُكِ وَالمَـأْسَـاةُ مَـأْسَـاتِي
مَـاذَا سََـأَكْـتُبُ عَـن جُـرْحِي وَأَنـَّاتِي ؟!
الـيَـوْمَ أَكْـتُبُ عَـن دَمْعِي وَأَوْرِدَتـِي
نـَهْـرُ الكَـآبـَةِ يـَجْـرِي فِي دُجَـى ذَاتِي
لاَ تـَسْـأَلِينِي فَمَـا لِلشِّعْـرِ فـَائِـدَةٌ
الشِّعْـرُ أَصْغَـرُ مِـن أَدْنـَى جِـرَاحَـاتِي
مَـاتَ السُّـؤالُ عَلَى أَشْـلاَءِ مُفْـرَدَتِي
وَأَطْفَـأَت مِـن رِيـَاحِ الحُـزْنِ مِشْكَـاتِي
لاَ تـَسْـأَلِينِي فَـإِنَّ السَّـيْفَ مُنْـغَـرِسٌ
فِي عُمْـقِ صَـدْرِي فَـتَبْكِي مِنْـهُ دَمْعَـاتِي
مَـن قَـالَ أَنَّ بـُحُـورَ الشِّعْـرِ تـُنْقِـذُنِي
مَـاتَ الخَلِيـلُ وَلَـفَّ الحُـزْنُ لَـوْحَـاتِي
وَكَسَّـرْت عَـرَبـَاتُ الـيَـأْسِ أَجْنِحَتِي
وَأَشْعَـلَ الـدَّهْـرُ نـِيـرَانـَاً بِـرِيشَـاتِي
لـَقَـد رَسَمْـتُكِ فِي شِعْـرِي مَـلاَئِكَـةً
فَكَـيْفَ أَصْبَحْتِ شَـيْطَـانـَاً بِجَـنَّـاتِي ؟!
الـيَـوْمَ أَكْفُـرُ بِالحُـبِّ الَّذِي عَصَفَتْ
رِيـحُ الشَّمَـالِ بـِهِ عَصْفَـاً بِشَمْعَـاتِي !!
سَـقَت رِيـَاحُ الهَـوَى قـَلْبِي وَأَوْرِدَتـِي
فـَاسْتَـنْفَـرَ الشَّـوْقُ يـَسْـرِي فِي مَجَـرَّاتِي
لاَ تـَرْكَبِي سُفُـنِي فِي البَحْـرِ مَعْـذِرَةً
سَأَرْفـُضُ الحُبَّ مِـن كَـفَّـيْكِ مَـوْلاَتِي
أَرْجُـوكِ لاَ تـَرْقـُصِي فِي بـَحْـرِ أَخْـيلَتِي
لَـن تـَسْكُنِي مَـرَّةً أُخْـرَى خَيَـالاَتِي
بـِأَحْـرُفِي أَنـْتِ قَـد أَصْبَحْتِ سَـيِّـدَةً
وَلَـن تـَعُـودِي نـُجُـومَـاً فِي مَـدَارَاتِي
سَـيَـرْفـُضُ الشِّعْـرُ أَن تـَبْقَى بِمَعْبَـدِهِ
أُنـْثَى كَـأَفْـعَى تـَبُـثُّ السُّـمَّ لِلآتِ
مَكَـانـُكِ الآنَ فِي الأَوْحَـالِ خَـائِـنَتِي
هَـل يـَطْـلُعُ الشَّـوْقُ فِي آفـَاقِ رَوْضَـاتِي
رِوَايـَةُ الغَـدْرِ قَـد أَتـْقَـنْتِ مَسْـرَحَهَـا
عَـلَـيْكِ يـَبْـصُقُ جُمْهُـورِي بِصَـالاَتِي
مَجْـنُـونُ لَـيْلَى يـَغَـارُ الـيَـوْمَ مِـن وَلَهِي
لَـمَّـا كَـتَـبْتِ بـِعَـيْـنَـيْـكِ انـْكِسَـارَاتِي
أَنـْتِ الَّتِي قَـد ذَبـَحْـتِ الشِّعْـرَ فِي وَرَقِي
وَقـَد قصت بـَعْـدَ كُـلِّ الحُبِّ مَـرْسَـاتِي
دَمِي بـِكَـفَّـيْكِ كَالشَّـلاَّلِ قـَاتـِلَتِي
وَسَـوْفَ تـَأْتـِيـكِ عِنْـدَ الـنَّوْمِ صَـرْخَـاتِي
لاَ أَطْـفَـأَ اللهُ شَمْـسَ الحُبِّ مِـن جَسَـدِي
وَلاَ أَنـَاخَت رِيـَاحَ الهَجْـرِ ِفِي ذَاتِي
مَـاذَا عَـنِ الحُبِّ يـَا مَـن كُـنْتِ مُلْهِمَتِي
قَـد كُـنْتِ ذَنـْبَـاً جَمِيـلاً فِي ضَـلاَلاَتِي
يـَبْقَى وَفـَائِي كَشَمْسِ اللهِ سَـاطِعَـةً
وَأَنـْتِ تـَبْقِـينَ صفْـرَاً فِي سِجِـلاَّتِي
يـَا مَـن كَـتَـبْتُ إِلَـيْهَـا فِي مُخَـيَّلَتِي
يـَبْقَـى السُّـؤالُ …؛لِمَـاذَا أَنـْتِ مَـأسَـاتِي ؟!

قصيدة لشاعر الأمة محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق