الرئيسيةشعر وشعراء
الفضائل / قصيدة بقلم الدكتور محمد طلال بدران

فضائلُ الإنسانِ خيرُ ذخيرةٍ
تمضي وتبقى ما لها إفناءُ
هي زينةٌ في الناسِ ليسَ كمثلِها
مجدٌ، وبِرٌّ، في الورى وعطاءُ
كم رفعتِ الأقوامَ وهي حماتُهُم
إن ضاعَ حقٌّ، فالفضائلُ جاءوا
لا يُرتجى للناسِ أمنٌ دائمٌ
إلّا إذا في دربِها الآناءُ
الصدقُ تاجٌ للنفوسِ ورفعةٌ
والكذبُ ذلٌّ قاتلٌ وشقاءُ
والعفوُ عن مَن ظالمٍ من عادةٍ
فيها الرجاءُ ورحمةٌ وهناءُ
واحفظْ لسانَك، لا تُمَكِّنْ نُطقَهُ
إلّا لخيرٍ، إنّهُ الإمضاءُ
من كانَ في دربِ الفضائلِ ماضياً
فهو الكريمُ، وسعيُه إعلاءُ
والعلمُ نورٌ للقلوبِ وسُلَّمٌ
ترقى به الأرواحُ والأنحاءُ
والحلمُ إن زادَ امرؤٌ في وقعهِ
كانَ الحليمُ لهيبةٍ غنّاءُ
والعدلُ إن سادَ البلادَ عمّها
خيرٌ، وزالَ الجورُ والإيذاءُ
والحُبُّ في اللهِ الكريمِ عبادةٌ
يزكو بها في النفسِ النقاءُ
والبرُّ في الآباءِ دَينٌ واجبٌ
من ضيّعَهُ فالمُبتغى سفَهاءُ
والنفسُ إن طهُرتْ سمتْ بالتقى
وتسامقتْ في دربِها العلياءُ
فانهضْ بزَادِ الفضلِ تُزهِرْ رايةً
فيها النجاةُ وفوزُك الهناءُ
فاللهمَّ زيِّنّا بحُسنِ خِصالِنا
واجعلْ لنا في الخيرِ ما تشاءُ
واهدِ الشبابَ إذا غَوَوا بفِتنَةٍ
أن يرجِعوا، فالقلبُ فيه رجاءُ
واكتبْ لنا دربَ الفضائلِ سلّماً
نمضي به، إن ضلّ عنهُ الوفاءُ
فالمرءُ من طِيبِ الخِصالِ مكانُهُ
لا ما حَوَاهُ المالُ أو الأهواءُ
07.شوال.1446 هـ
05.04.2025 م