الرئيسيةشعر وشعراء
نخوة الأجداد – للشاعر كامل النورسي

يا نَـخـوةَ الأَجـداد في أَرض الـيـمـنٔ
يـا درةَ الـتــاريــخ مُــذْ كـان الـزمـن
فـيـك الـرجـال على الزمـان عرفتهم
أَهـل الـرجــولــة مِـن ذؤابـة ذي يَـزن
قَـد واجَــهَ الـدنـيـــا بـكـل عـزيـمــةٍ
حتى يصون العِرضََ في ارض الوطنِ
مـا هـالَــه الـمَــوت الـزؤام للـحـظــةٍ
كالليث يَصـمـد في مواجهة المِـحَـنٔ
يـمـضي مع الأقـصىٰ الجريح بـهـمـة
لَـم يَـتْـرك الإسـراء يـحـيــا والـحـزن
هٰـذا هـو الـيـمـن الـسعـيـد ظـهـيرنا
وذؤابــة الأقـوام قـطـعًـا لــم يَــهُــنْ
فـيــه الـحـضـارة والـريـادة والـفِــذا
والـسَّـمـنُ والـعـسـل المُصفىٰ واللـبن
هٰـذا هـو الـيـمـنُ الـسـعـيـد بمَـجـده
قد هَـبَّ كالإعـصـار يَـقـتلـع الـوَهَـنْ
ويُـجــالــد الأعـــداء في عـزم الأُلىٰ
صلب العزيمة في المواقف لَم يـلِـنْ
طــوبى لِـكـل مُـجـاهــد رفَــع اللـوا
حمل السلاح بـوجـه أنـصـارِ الـوَثَـنْ
يـا غـزةُ الـمـجــد الـتـلـيـد فـخـارنـا
يا هِـمَّـة تُحيي الرجولةَ في الوطَـن
فعلى اغـتيالك قـد تجـمَّـعِت الـعـدا
والعُـرْبُ قد قلبت لنا ظهر الـمِِـجَـن
يـا مِـحـورَ الكـونِ الـرحيـب أَمـانـة :
ماذا صنعتِ ؟! وأنت رمْلٌ لا وَجَن*
فـرجـالـك الابـرار في سـاح الوغىٰ
ما نـالـهـم نَـصَبٌ ولا عرفـوا الوَسَـنْ
وشـيـوخ حُكام العـروبـة قـد غَوَت
واسْـتمـرؤا الإذلالَ في أَرض العَطَنْ
تَـحـيـا بِـحـضـن الـغـاصـبـين بِـذلَّـةٍ
بـلـيــالِ حــمـــراءٍ عـلى كـأس وَدَنْ
قد سـانـدوا الأعـداء في طـغيانهـم
عاشوا حياة الذل في رجس العَـفـنْ
يَـبـكي يـسـوعُ الـنـاصِـرِيُّ قَـبــيـلَـهُ
ومَنـاظرَ الأَطفال تُذبـح في الـكَـفَـنْ
فـسـبـيـل عـيـسى رحـمــةٌ ومـودَّةٌ
ما كان يـمـشي بالنَّـمـيـمـة والفِـتَـنْ
وتُـطِـلُ مـريـمُ والأسىٰ في وجهِـها
في عيد مـيـلاد المسيح الـمُـؤتَـمَـن
تـبـكي على كِـتْـف الصـليب صبيّةٌ
تبكي علىٰ الاخـلاق في هٰـذا الزمَنْ
مـات الـضـمـير وأشـعـلوا جـثمانه
وتـقــلَّــبَ الأَوغــادُ في ذل الـرسَـنْ
وجـنـوب لبـنـان العَـصيِّ ظـهـيرنا
بغـداد تََـهـتِـف عاليًا عـاش الَـيَـمـن
* : مكان صلب ذو حجارة .