مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصه من قريتي .

بقلم: جمال محمد. شدافنة

من بضع بيوت من الطين والحجاره حول المسجد القديم بدأت الحكايه
بمحاذاه المسجد مبنى قديم يحوي معصره بدائيه واثارا قديمه تحكي قصه النواه اللتي تشكلت منها القريه فيما بعد
بقدر الله سكن اجدادنا الاوائل في تلك البيوت الطينيه بساحاتها المليئه بالاحجار وازقتها الضيقه .
من انحاء فلسطين وخارجها تجمع الاجداد ومنهم تشكلت كل العائلات .
لم تكن الحياه سهله ومنعمه تشققت ايديهم وتقوست ظهورهم وتصببت جباههم عرقا من العمل في حقولهم او حقول الاقطاعيين من المدينه المجاوره او في المستوطنات القريبه عند سكانها اللذين جائوا من الشتات ليشردوا جزءا شعب فلسطين الى الشتات
تلك حكايه طويله فيها ما فيها ربما نكتب عنها فيما بعد .
من هنا مروا وكأني اسمع اصوات العربات والاحصنه تسير على الطرق الترابيه .
من البئر الجنوبيه للقريه احضروا الماء
النساء يحملن الجرار او على دواب لنقله الى البيوت والنشال يقف على حافه البئر يسحب الدلاء الممتلئه وقد ترك الحبل اثارا على يديه .
من هذه الاجواء بدأ يتفتح عقل (محمود) وترتسم ملامح حياته.
ولا زال طعم حبات الصبار الناضجه محفورا في ذاكرته حينما كانت امه تمرغها بالتراب لتزيل عنها الاشواك وتطعمه اياها بيديها الحانيتين .
نظر الولد لاغصان الى اشجار الزيتون القديمه ليختار ما يناسب صنع مقلاعه لصيد العصافير او يشارك اقرانه بلعبه ( الكعاكير ) او اللعب بكره بلاستيكيه في كروم الزيتون او صنع عربات خشبيه والتجول بها في حارات القريه انظروا الى الاولاد بملابسهم الرثه يركضون ويدفعون عجلات ربطت باساخ حديديه فيما يسمى (بالدحرجيات) او العابا اخرى .
والبنات يلعبن ( الحيزه ) ويقفزن بين مربعاتها المرسومه على الارض .
او يصنعن لعبا على شكل بنات يسرحن شعورهن وكانت تلك الالعاب اقرب فطرتهن وانوثتهن .
ومرت السنين ومحمود الصغير يكبر معها واصبح مضطرا الى العمل في العطل ليخفف عن والديه وهو يرى عليهم اثار التعب والشقاء .
كان (محمود ) ولدا متوقد الذكاء طموحا حلم ان يصنع النقله له ولعائلته الى حياه افضل .
فأدرك ان العلم هو الطريق لصنع هذه النقله .
فتفوق على اقرانه منذ المراحل الاولى للدراسه
لم يكن في باله ان ابنه الجيران ( فاطمه ) معجبه به وتتحين الفرص للفت انتباهه فاحيانا تاتي اليهم بحجه استعاره غرض لامها واحيانا اخرى تتبسم اليه وتفك جدائلها وتربطها مره اخرى لتظهر انوثتها المبكره .
وهو لا يعيرها اي اهتمام فقد كان منغلقا على نفسه الى حد ما .
وفي احد الايام كسرت حاجز الصمت بينها وبينه وطلبت اليه ان يساعدها في حل مسأله حسابيه عجزت عن حلها فحلها بسهوله ويسر
فتبسمت اليه قائله : شكرا لك فتبسم لها هذه المره واحس انها حركت بداخله شيئا .
واصبحت صورتها لا تفارق خياله ومنذ هذه اللحظه علم انها بدايه قصه حب عذريه فتحركت عنده هوايه الكتابه المدفونه في داخله وكانها جوهره كانت مدفونه في التراب حركتها مشاعر الحب فظهرت تلمع على وجه الارض .
ومرت السنين وكبرت القريه وتحضرت وتطور محمود فاطمه معها واكملوا تعليمهم الثانوي والجامعي وكتب محمود قصه حبه على دفاتر الايام .
وتحققت النقله اللتي حلم بها منذ الصغر
وتذكر ذالك اليوم اللتي كانت فاطمه الصغيره تاتي اليهم والتقت عيناهما مره اخرى فقال لها : اتذكرين تلك الايام اللتي كنت تأتين الينا ؟؟
انا ساتي اليكم خاطبا هذه المره فهل تقبلين ان نكمل مسيره الحياه معا فأومأت اليه بالموافقه بحياء اظهر جمالها .
وتزوج الحبيبان واقيمت في القريه الافراح والليالي الملاح وتزينت القريه وتلألأت وصبغت النساء ايديهن بالحناء وتعطرت .
وتحلق الرجال حول (محمود) يرقصون وقيمون حلقات الدبكه وعم الفرح الاجواء وزف العريس الى بيته الجديد
وامسك بيده عروسته وتحقق الحلم وعاد بالذاكره الى ذالك اليوم اللذي ساعدها في حل الوظيفه وتلك اللحظه اللتي ومضت شعله الحب في قلبه وانارت طريقه ولسان حاله يقول
ستستمر الحكايات في القريه وتتقلب الاجيال ويحققون الامال فالزمن لا يتوقف عند احد وتستمر الحكايه الى ان تتتهي الروايه ويغلق الكتاب ويطوى حلم الحياه النضير .
عذرا على الاطاله احبتي في الله .
مقاله مشتركه مع اخي التوام خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق