شعر وشعراء
يقول الشاعر العربي الشهير “الأعشى” أنه عندما كان في طريقه إلى اليمن ليصل إلى قيس بن معد يكرب
أظلم عليه الليل وأمطرت السماء مطراً غزيراً ، فأراد مكانا يلوذ به عن المطر ، فرأى من بعيد “خباء” وهو بيت من شعَر أو خيمة من بيوت الأعراب ،
وحينما وصل إليها ، وجد عندها شيخا كبيرا مشوه الخلقة بلحية بيضاء كثيفة ، فأدخله الشيخ الخيمة فقال له : إلى أين تقصد ؟
قال : أنا الأعشى ، ميمون بن قيس ، وأقصد اليمن إلى قيس بن معد يكرب
قال الشيخ : أنت الذي مدحته بقصيدة ؟
فقال الأعشى : نعم
قال الشيخ هل تريد أن تنشدنيها ؟
قال الأعشى :
رحلت سُمية غدوة أجمالها
غَضبى عليك فما تقول بدا لها
إلى آخر القصيدة ، فطلب منه الشيخ قصيدة أخرى
فقال له القصيدة الشهيرة :
ودع هريرة إن الركب مرتحل
وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
فاستوقفه الشيخ الكبير وقال : من سُمية و من هريرة ؟
قال الأعشى : لا أعلم ، ولكنها أسماء انطلقت في روعي فقلتها
قال له الشيخ : هل تعلم من سُمية و هريرة ؟
قال الأعشى : لا !
فنادى الرجل الكبير : أخرجي يا سُمية و يا هريرة
فخرجتا فكانتا فتاتين طولهما لايتعدى خمسة أشبار
فارتعد الأعشى خوفاً ، فقال : من أنت ؟
رد الشيخ : أنا هاجسك من الجنّ ومُلقي الشعر على لسانك ، أنا مسحل ابن أثاثه ، وهؤلاء بناتي هريره و سُمية !
#إبراهيم_الجريري