“آه يا إلهي… لماذا أنت هكذا؟ هذا الأمر لن أستطيع فعله!”
“يا ساروغَام… كم من مرة قمنا بأشياء مشابهة في الماضي؟ هذا السبت، سيذهب جميع الأبناء في رحلة، ولن نبقى هنا سوى نحن الاثنين. قد لا تأتي فرصة كهذه مرة أخرى!”
“لن أستطيع ذلك… في هذا العمر، لكل إنسان طاقته وحدوده…”
“يا ساروغَام… لن يعلم أحد بالأمر… إنها مجرد رغبة صغيرة لي، فقط لا تقولي أنك لا تستطيعين!”
“الأبناء… وأزواجهم… وأبناؤهم… إذا علموا بذلك… يا إلهي، لا أستطيع حتى تخيل الأمر!”
“لن يعلموا شيئًا. سنعود قبل أن يرجعوا. على أي حال، يبدو أنك لم تعدي مهتمة بهذه الأمور. في الماضي كنتِ أنت من تأخذين المبادرة دائمًا!”
“يا رجل… ذلك كان في أيام الشباب، حين كان الدم يغلي في العروق. أما الآن، فالدم قد جفّ، والبول صار بارداً! ثم يا هذا، عمرك الآن سبعون، وأنا خمسة وستون. إذا لم أستطع، فلن أستطيع!”
“لا تكوني عنيدة يا ساروغَام… ذلك توماس من الجهة الشرقية أكبر مني بعامين ونصف، وإن كان بإمكانه فعلها، فلماذا لا أستطيع أنا؟”
“إنك تقارن نفسك بالشخص الخطأ. ذلك الرجل ينزل إلى الحقل مع شروق الشمس ولا يعود إلا مع الغروب. يأكل لحوم البقر والدجاج بانتظام، ولديه القوة والصحة للقيام بكل ذلك.”
“وهل لديّ أنا مشكلة صحية؟ فقط قولي إذا كنتِ قادرة أم لا، هذا كل ما أطلبه!”
“قلت لك إنني لا أستطيع، وهذا هو قراري!”
وفي تلك اللحظة، دخلت الابنة الصغرى تُولَسِي إلى الغرفة.
“أمي، لماذا تقولين إنك لا تستطيعين؟ ما سبب هذا الجدال؟”
قالت ساروغَام: “في هذا العمر، عندما يكون المرء على وشك أن يمدّ قدمه إلى القبر، تأتي لأبيك هذه الرغبات الغريبة!”
سألت تُولَسِي بملل: “وما الأمر يا أبي؟”
قال الأب: “ابنتي، بينما كنت أتفقد هذه الحقيبة اليوم وجدت أن رخصة القيادة ستنتهي صلاحيتها بعد خمسة أيام. لذلك قلت لوالدتك، يوم السبت، نأخذ الدراجة النارية ونتجول قليلاً، نزور المعبد، ونتناول الطعام من الخارج. لكنها رفضت، قائلة إن ركوب الدراجة النارية سيكون أمراً مخزياً لكم.”
“يا أمي! لماذا تقولين لا لكل شيء؟ أنتما فقط كونا شجاعين واذهبا!”
“أحسنتِ القول يا ابنتي. لنرَ ما الوثائق الأخرى التي اقتربت صلاحيتها من الانتهاء.”
ضحكت ساروغَام وقالت وهي تدخل المنزل: “كل ما اقتربت صلاحيته الآن هو نحن… وأنت ستنهي ذلك أيضاً قبل موعده!”
أما هو، فبدأ يفتش داخل حقيبته السوداء التي كانت ترافقه طوال حياته، بحثاً عما قد يعثر عليه، متشبثاً بأمل أن يجد شيئاً آخر…
ترجمها : الأخ عبد الحفيظ الندوي