الرئيسيةشعر وشعراء
إنِّي أَرَاكِ كَمَا أرَى مَأْسَاتِي/ قصيدة لشاعر الأمة محمد ثابت
يَا مَنْ تُعَرْبِدُ فِي مَشَارِفِ ذَاتِي
الشِّعْرُ دَرْبِي والشُّعُوْرُ حَيَاتِي
وَالْغِشُّ يَمْضِي فِي طَرِيقِ ضَلَالَةٍ
والْحَقُّ مَا نَطَقَتْ بِهِ رِيشَاتِي
أَوَتَحْسَبِيْنَ الْحُبَّ لَهْوًا بِالْفَتَى
مَا زِلْتِ فِي جَبَلِي كَنِصْفِ حَصَاةِ
تَتَلَاعَبِيْنَ وفِي الرِّوَايَةِ عُقْدَةٌ
وَالْحَلُّ عِنْدِي فِي خُشُوْعِ صَلَاتِي
لُمِّي الْغَرَامَ أَمَا لِعِشْقِكِ مُنْتَهَى
وَلْتَرْحَلِي فِي ظُلْمَةِ الظُّلُمَاتِ
الْحُبُّ يَغْفِرُ كُلَّ شِيءٍ قَدْ مَضَى
لَكِنَّ ذَنْبَكِ لَيْسَ فِيْهِ نَجَاتِي
تَهْوِيْنَ فِي قَاعِ الْمُحِيْطِ فَرِيْسَةً
بَيْنَ الطَّحَالِبِ لَمْ تَعِشْ مَوْلَاتِي
فَلْتَذْهَبِي بَيْنَ الرِّعَاعِ تَمَايَلِي
وَتَمَتَّعِي بِالْوَيْلِ مِنْ لَعَنَاتِي
مَنْ ذَا سَيَتْرُكُ فِي الْجِبَالِ عَلَامَةً
إلَّا كَحَرْفِي أَوْ صَدَى أَبْيَاتِي
الْيَوْمَ أَكْتُبُ بِالْقَصِيْدِ حِكَايَتِي
وَغَدًا سَتُنْقَشُ فِي سَمَا نَجْمَاتِي
وَعَلَى الْكَذُوْبِ تَدُورُ دَائِرَةُ الْهَوَى
والصِّدْقُ يَحْيَا فِي فَضَا رَايَاتِي
أَوَتَكْذِيْبِنَ وَكُلُّ كِذْبَكِ فِي يَدِي
إنِّي أَرَاكِ كَمَا أرَى مَأْسَاتِي
لَا تَلْعَبِي بَيْنَ النِّجُوْمِ بِخُدْعَةٍ
إنَّ النُّجُوْمَ تَعِيشُ فِي دَمْعَاتِي
أَمَّا الْخَؤوْنُ يَسِيْرُ بَيْنَ جَمَاجِمِ
وَأَنَا الشَّهِيْدُ أَعِيْشُ رُغْم مَمَاتِي
——–
لشاعر الأمة محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر