الرئيسيةفلسطين تراث وحضارهمقالات
معلومات دقيقة عن قدس الشام وعاصمة فلسطين
الدكتورة المقدسية نائلة الوعري - مؤرخة شؤون القدس
الدكتورة المقدسية نائلة الوعري – مؤرخة شؤون القدس الضليعة، والكثير من الناس يعرفون القدس، والكثير من هؤلاء الذين يعرفونها، لا يعرفون قيتها السماوية ولا يدركون مقدار شرفها عند ربها العظيم ولا يعرفون أنها شقيقة المكرمة والمنورة ولا يعرفون علاقة فلسطين بالحجاز وهذه نصف المصيبة، وأما باقي المصيبة هي قعود من يعرفون هذه المدينة عن الدفاع عنها والسكوت الطويل والنوم نوم الموتى الذي الذين لا يستيقظون. لهذا نتشرف بالمشاركة. حيث تقول ”
حقائق تاريخية عن القدس المشرفة :
تعتبر مدينة القدس مدينة المسجد الأقصى المبارك من أهم الأماكن المقدسة التي ارتبط بها العرب والمسلمون على مر العصور. فالقدس عندهم رمز الأرض والوطن والقومية والدين، ومدينة الإسراء والمعراج، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومهد السيد المسيح، وجوهر قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني وتحتل القدس مكانة مركزية في قضية فلسطين لأهميتها الدينية والتاريخية عند العرب من مسلمين ومسيحيين، وعند المسلمين في جميع أنحاء العالم.
فالعرب هم أول من أسس المدينة حوالي 3000 ق. م، ومن اسمها العربي أوروسالم جاء اسمها الحالي جيروزاليم.
وجاء الفتح الإسلامي للقدس على يد الصحابة. وحرروها من الرومان. واستلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح المدينة من بطريرك القدس الدمشقي سفرونيوس.
ووقع العهدة العمرية للبطريرك وضمنها شرطاً بناءاً على طلبه وهو ألا يسكنها اليهود.
وحافظت على طابعها العربي الإسلامي حتى إبان احتلال الفرنجة لها الذي دام حوالي مئتي سنة. واستعادها صلاح الدين الأيوبي سنة 1187م. واستولى عليها العثمانيون في العام 1517م.
وأعاد سليمان القانوني بناء سور المدينة وطوله أربعة كيلومترات مربعة وارتفاعه اثنا عشر متراً وله ثمانية أبواب، ووصلت فيما بعد إلى 14 باباً.
وبنى المسلمون العديد من القباب والمآذن والأروقة والأبواب والسبل في صحن الصخرة المشرفة وبجوارها وفي ساحة الأقصى وحوله.
وبنوا في مختلف العهود الإسلامية مساجد بلغت 34 مسجداً معظمها داخل المدينة القديمة وعدداً كبيراً من الزوايا يؤمها الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية، كالزاوية النقشبندية للحجاج القادمين من أوزباكستان، وزاوية الهنود للحجاج القادمين من الهند، والزاوية القادرية للحجاج الوافدين من أفغانستان، ولكل زاوية أوقاف ومسجد وغرف نوم.
وأنشأ المسلمون مدارس لطلب العلم بلغت 56 مدرسة. وأصبحت المدينة غنية بالأبنية والنقوش والزخارف الإسلامية والقناديل النادرة.
أما الآثار المسيحية العربية، فهي آثار السيد المسيح والحواريين والشهداء، ولا مثيل لها في أي بقعة من بقاع العالم ومنها: كنيسة القيامة، وطريق الآلام، وما شيدت فيه من كنائس.
فالمدينة القديمة مملوءة بالمساجد والكنائس والمدارس والزوايا والمقابر. وأسندت حراسة كنيسة القيامة، وهي أعظم المقدسات المسيحية في العالم إلى أسرتين مسلمتين مقدسيتين ومعهما مفاتيح الكنيسة.
إن تاريخ المدينة يثبت أنها مدينة عربية إسلامية، أسسها العرب، ودمرها الرومان ثم شيدوها. وازدهرت في العهد الإسلامي. فهي بحكم التأسيس والبناء والتاريخ مدينة عربية إسلامية. وتاريخها لا ينفصل عن تاريخ فلسطين وعروبتها والأطماع الاستعمارية واليهودية في أهميتها الدينية والإستراتيجية والسياسية والتجارية منذ القدم.
حكم المسلمون القدس ثلاثة عشر قرناً. وكانت اللغة العربية، لغة القرآن الكريم هي السائدة حتى إبان الحكم العثماني. فالحضارة التي عرفتها القدس ترجع إلى فترة الحكم الإسلامي فيها.
كان سكان المدينة عرباً لساناً وحضارة. وكان رؤساء بلدية القدس خلال المئة سنة الأخيرة قبل احتلال اليهود للشطر الغربي من المدينة في عام 1948 عرباً منهم: حسين الحسيني، موسى كاظم الحسيني، راغب النشاشيبي، مصطفى الخالدي وحسين فخري الخالدي.
وظلت القدس عربية الغربية منها والشرقية، أي القدس القديمة والجديدة بعدد سكانها وملكيتها ورئاسة البلدية فيها وما يحيط بها من قرى إلى أن جاء قرار التقسيم رقم /181/ وحرب عام 1948 التي أشعلتها العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة.