ثقافه وفكر حر

مسجد مالك بن أنس تونس قرطاج

يعتبر مسجد مالك بن أنس من أحدث وأكبر وأهم المساجد في تونس، يقع في ضاحية قرطاج شمالي العاصمة ويتكون جامع العابدين من بيت الصلاة مساحتها 1500 متر مربع وصحن مسيج برواق مساحته 1500 متر مربع أيضاً، يفتح على أبواب ضخمة قائمة في كل جهة، 48 باباً من الخشب الرفيع المنقوش، وتحيط به من كل الجهات حدائق، فضلاً عن صحن خارجي مساحته 2500 متر مربع، ويبلغ ارتفاع مئذنة الجامع 75 متراً يمكن مشاهدتها على مدى 10 كلم من جميع الجهات.

استغرق بناؤه ثلاث سنوات، حيث انطلق تشييده يوم 16 نوفمبر 2000، وافتتح ليلة 17 رمضان عام 1424 الحادي عشر من نوفمبر 2003.

وكان الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي قرر عام 1999 بناء الجامع الكبير بمدينة قرطاج قبالة الكنيسة الأثرية، وتابع بنفسه مختلف مراحل إنجاز المعلم الديني الضخم الذي تواصلت أشغاله لسنتين على مساحة ثلاثة هكتارات، وقرر بن علي إطلاق اسم العابدين على الجامع الذي تم تغيير اسمه بعد الثورة من جامع العابدين إلى جامع مالك بن أنس.

زخارف ومربعات

ومبنى الجامع مستطيل الشكل يتكون من مدخل رئيسي بالجانب الشمالي تتوسطه المنارة وتنتصب عند زواياه الأربع أبراج مربعة الشكل وهو تخطيط مستمد من بعض القلاع البيزنطية التي تأثرت بها الجوامع في العهد الإسلامي عندما كانت لها وظيفة عسكرية.

ويتميز تخطيط الجامع بتواجد المئذنة وقبة البهو وقبة المحراب في الخط المحوري نفسه المشير إلى اتجاه القبلة وأسواره ليست بالشاهقة مما يوحي بانفتاحه على محيطه الخارجي.

سقيفة شاسعة

ويفضي المدخل الرئيسي إلى سقيفة شاسعة تشتمل على ثلاث قاعات مفروشة بالرخام الأبيض وقد زخرفت الأرضية بضفائر من الرخام الأخضر تتناوب فيه المستطيلات والنجوم المثمنة وتحيط بالجدران لوحات خزفية مؤطرة جميعها بمربعات وزخارفها على الشكل المعروف في المصطلح التقليدي التونسي بـ «عفسة الصيد» (أي وقع ساق الأسد) وتحتوي على زخارف نباتية وهندسية.

مميزات جمالية

وللسقيفة أبواب من الزجاج المؤطر باللوح تطل على الصحن وتوفر إضاءة كافية للمرفق وقد كسيت جميع أبواب الواجهة الرئيسية للجامع بالنحاس وهو النمط الذي استعمل أيضاً في مداخل بعض مدارس مدينة تونس.

ومن روائع بيت الصلاة منبرها الخشبي ويعد إحدى عشرة درجة ويتكون من 40 لوحة مستطيلة الشكل تشتمل على زخارف نباتية وهندسية مستوحاة من الرصيد الزخرفي الأفريقي مازجت بين التأثيرات الأغلبية والصنهاجية من ناحية والأندلسية من ناحية أخرى.

طراز عثماني

ويتميز المحراب بتناسق أحجامه وتنوع مشاربه ومؤثراته المعمارية وقد استمد أغلب عناصره من الطراز العثماني وتحلي طاقية المحراب نقوش جصية بينما يكون القسم الأسفل من المرمر. وتتصدر وسط المحراب كتابة نسخية من الجص تحمل عبارة «لا اله إلا الله محمد رسول الله» وتحيط بها زخارف هندسية مبسطة ويظهر هذا الأسلوب الزخرفي لأول مرة في الجوامع التونسية.

ويشتمل الجامع على ثلاث مواض اثنتان للرجال وثالثة للنساء وتتميز المواضي باعتمادها تقنيات متطورة بحيث لا ينساب الماء من الحنفيات إلا عند وضع اليدين تحتها ويتوقف عند سحبهما.

ركائز حديدية

أقيمت أسس الجامع على ركائز حديدية توفر للمعلم الاستقرار وشيد هيكله بالأسمنت المسلح وتمت تغطيته بالرخام أو بالحجارة المصقولة المثبتة بوصلات من الفولاذ بينما تم تكييف الجامع بالهواء الساخن والهواء البارد حسب ما تدعو إليه الحاجة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق