مكتبة الأدب العربي و العالمي
علاء_والعفريت الجزء الرابع
لما علم الرجل بموت ابنه لم يجزع واقترب من زوجته وقال الله ما اعطى ولله ما اخذ فانهارت المسكينه بالبكاء وقالت انا لله وانا اليه راجعون هذا امر الله ونحن راضون بما قسمه الله لنا
كاد الجنى ان يحترق غيظا ماذا افعل مع هذا الرجل ؟
وفى يوم دخل عليهم فى مجلسهم ثلاثه من الاخوه يتنازعون على قطعة أرض تركها لهم والدهم ولكل واحد منهم رأى فى تقسيمها
قال الاول :انا اريد نصيبى قطعه من الارض ازرعها واعيش من خيرها وانى رجل لى زوجه واولاد فهذه الارض ضمانى الوحيد من العوز
قال الثانى :اريد ان ابيع نصيبى واعمل بالتجارة ولا اقوى على الزراعه وانى بلا زوجه ولا اولاد ليعينونى فى زراعتها
قال الثالث:اريد ان تظل ارض والدى معنا نحن الثلاثة ونقسم ريعها بالحق حقاً انا اصغرهم وعندى زوجه وولد ولكنى اريد الا نفترق ، فما رأيك ايها الرجل الطيب ؟
قال الصياد والله ان رأى اخوكم الاصغر لصائب ولكنى لا استطيع اجباركم على شيئ ولكن اسمحوا لى بسؤال هل اوصاكم ابيكم بشيئ ؟
سكت الاول والثاني وتكلم اصغرهم وقال:نعم يا سيدي ان ابانا رحمه الله طلب منا الا نفترق ونظل سويا ولكنه لم يلزمنا بهذا كانت نصيحه فقط لخوفه علينا ان تفرقنا تذهب ريحنا ويضيع الوصال بيننا،
تكلم الجنى بخبث وقال انه من حق كل واحد منكم ان يفعل بنصيبه ما يشاء وليس من الضروري الانصات لنصيحة الوالد نظر اليه نظرة معناها انه يفهم مقصده فى الايقاع بين الاخوه
فقال الصياد :جئتم لاخذ رأيى فهل سترضون حكمى ؟
نظر الاخوه الى بعضهم واشاروا برأسهم ان نعم سنرضى بحكمك
قال انتم اخوه واراد ابوكم ان تظلوا مترابطين ولا يدخل الحقد بينكم وان والله لرأى ابيكم هو الصواب ان اخذ كل واحد منكم نصيبه سيرحل ولا يجد من يآذره ويسانده سواء فى الزراعه او التجاره فانصحكم بتنفيذ رغبة ابيكم وان تصبروا على هذا كى تبروه وتريحوه فى مرقده
ولا تكونوا مثل اخوة يوسف عندما دخل الحقد بينهم فهم فى اخر الامر ندموا على فعلتهم ولا اريد لكم ان تسلكوا نفس المسلك لان فيه ضياعكم ولكنى سامهلكم وقتاً لتفكروا جيدا قبل الرد على هذا الاقتراح فإن لم يروق لكم هذا الرأى وظللتم على عنادكم فلا ارى الا ان تبيعوا الارض وتاخذوا نصيبكم اموال يتصرف فيها كل واحد منكم كيفما يشاء
وفى هذا فرقه بينكم وضياع ارضكم وهو ما يحزن ابيكم
ولكن قبل الرد اذهبوا الان ولنا موعد آخر بعد ثلاثة ايام
فانصرفوا عنه بعدما وافقوا على التفكير فى الامر
بعد انقضاء المهله رجعوا للرجل وقالوا انهم موافقون على استمرار الشراكه بينهم فسألهم الرجل عن سبب موافقتم
قال الاول : لم يرحبوا اولادى بفكرة زراعة الارض معى وقالوا انهم يريدون المال وان اقسمه عليهم ليكون لكل منهم تجارته وسيرحلون عنى فحزنت على تفتتهم وتفككهم وتذكرت لماذا اوصانا ابينا بعدم الفرقه حين قالوا لا تحزن يا ابى هذا ما تفعله مع اخوتك .
قال الثانى :مرضت وانا وحدى حتى كنت لا اقوى على الحراك من فراشى، فلم اجد معى الا اخوتى هم من اعتنوا بى حتى شفيت فتذكرت نصيحة ابى رحمه الله بانه لاينفعنا لا الترابط فيما بيننا .
وقال الثالث :اما انا فدخل علىّ لص ليسرقنى لولا ان اعترض اخى طريقه وضربه حتى كادت تذهق روحه وانا رجل ذو قلب عليل ولا اقوى على هذا الانفعال
قال الصياد والله ان نعم الرأى رأى والدكم وبارك لهم على انتهاء خلافهم وذهبوا راضين شاكرين له وحامدين الله ،
عزم الجنّ على افصاح ما بداخله للرجل ليأسه من اغواءه فقال ايها الرجل الطيب لقد هزمتنى
استغرب الصياد من هذا الكلام وقال كيف لى ان افعل هذا
اظهر الجنى للرجل هيئته وكيف انه جاءه منذ شهور للإيقاع به بعدما نصح التاجر وابعد امرأته عن قبضة الدجال وانه ادرك بمصاحبته له فى تلك الفترة انه رجل صادق مع الله ، وانه هو من قتل ولده وبالرغم من ذلك لم يقدر على اضعافه واسقاطه فى دائره العصيان
غضب الرجل وشعر بحزن شديد وقال حسبنا الله ونعم الوكيل اذهب ايها الجنّى من حيث اتيت عليك لعنة من الله وانى خصيمك يوم الدين
فانصرف عنه الجنّى وهو خائف فهو يعلم جيداً انه لا سلطان له على المؤمنين
دخل الصياد وحوريته فى نوبه من البكاء الشديد عندما قص عليها امر الجنى وما فعله بهما وحمدا الله على كل حال