في عام 2007، اكتشف علماء الآثار في مدينة شهر سوخته القديمة في إيران، والتي يشار إليها غالبًا باسم “المدينة المحروقة”، اكتشافًا رائعًا. ومن بين البقايا المكتشفة امرأة يبلغ طولها مترين، ويُقدر عمرها بين 28 و35 عامًا وقت وفاتها، وكانت عينها الاصطناعية سليمة في محجر عينها اليسرى. ويُعترف بهذا الاكتشاف الرائع باعتباره أقدم عين اصطناعية معروفة في العالم، ويعود تاريخها إلى 2900-2800 قبل الميلاد.
كانت العين الاصطناعية التي وجدت في محجر عينها اليسرى مصنوعة من مادة خفيفة، ربما عجينة البيتومين، مع أنماط وخطوط معقدة محفورة فيها لمحاكاة القزحية. وكانت هناك ثقوب دقيقة على جانبي العين، مما يشير إلى أنها كانت مثبتة في مكانها بخيط، مما يسمح لها بالبقاء بشكل آمن داخل محجر العين.
توفر هذه القطعة الأثرية الفريدة رؤى مثيرة للاهتمام حول الممارسات الطبية والحرف اليدوية المبكرة، فضلاً عن السياق المجتمعي والثقافي للعصور القديمة. إن حقيقة أن هذه العين الاصطناعية تم تصنيعها وتأمينها بعناية تشير إلى مستوى معين من المعرفة الطبية والميل الثقافي نحو تعديل الجسم أو تحسينه.
#إبراهيم_الجريري
