مكتبة الأدب العربي و العالمي

الجندي_والقفار_المجهول الجزء الاول

في يوم من الأيام كان هناك جندي ودع كل أصدقائه وزملائه فقد تمكن أخيرا من أخذ إجازته، وبفرح وسرور واشتياق كان عائداً لموطنه وبينما كان بالطريق أنهى كل الأموال التي كانت معه ولم يتمكن من شراء أي طعام لنفسه ولا لحصانه الذي بات جائعا عطشا مثله

وبينما كان مارا على مكان يخلو من البشر رأى قلعة في أجل وأبهى صورة ممكنة، تقدم الجندي نحوها، اتجه أولا ناحية الإسطبل وقام بوضع الطعام الحصانه وبعدما اطمئن عليه دخل القصر.

وإذا به يتجول بطرقاته بحثا عن أي أحد، مر على غرفة بها طاولة كبية للغاية تضم أشهى أنواع الطعام والحلويات، ونظرا لشدة جوعه لم يتمكن من كبح مشاعر احتياجه الشديدة لتناول الطعام، ولم يرى أحدا ليستأذن منه فجلس على الطاولة وشرع في تناول ما لذ وطاب، أكل حتى امتلأ وشرب حتى ارتوى

وبينما كان جالسا لم يبارح مكانه إذا بدب عملاق يقترب إتجاهه شعر الجندي حينها بالخوف الشديد وكيف له أن يقاتل دب عملاق مثله ولتوه أكل كميات هائلة من الطعام اللذيذ الشهي وملأ بطنه لآخرها؟

ولكن الدب فاجأه قائلا: إنني لست دبا كما تعتقد
قال الجندي بذهول: ولكني أراك من مكاني هذا دبا
قال الدب: إنني فتاة جميلة للغاية وأميرة على كل هذه البلاد ولكنني للأسف أميرة مسحورة أيمكنني أن أطلب منك شيئا بسيطا”.

تردد الجندي من خوفه من هيئة الدب الضخمة وبالكاد أومأ برأسه
قال الدب: أريدك أن تبقى معي الليلة بالقصر
انتفض الجندي من مقعده قائلا: لا يمكنني المكوث مع دب ضخم مثلك تحت سقف واحد
قال الدب بصدق في عينيه: ولكنني لن أؤذيك مطلقا

وافق الجندي على طلب الدب المتحدث أخذه الدب لغرفة فاخرة بها جميع وسائل الراحة المطلقة وكانت بها صورة لفتاة جميلة للغاية ولا يوجد في جمالها مثيل.
قال الجندي: إنكِ فتاة جميلة للغاية ولن أتمكن من وصف جمالكِ بكلمات

قال الدب: وامتنانا لشجاعتك ومساعدتك لي ببقائك معي لليلة بالقصر إن كسرت اللعنة سأتزوجك على الفور
قال الجندي وقد امتلأ قلبه بالفرح وتهلل وجهه: أصدقا ما تقولين وكيف لي أن أتزوج أميرة جميلة مثلكِ؟

قال الدب: صدقت سأصدقك كما صدقتني
تركه الدب وخرج من الغرفة أما الجندي فقام بوضع رأسه على السرير يتفكر في شدة جمال الأميرة وغاص في نوم عميق ولم يشعر بنفسه إلا ثاني يوم عندما سطعت أشعة الشمس الذهبية على وجهه الوسيم.

وبمجرد أن فتح عينيه رأى الأميرة وقد فكت لعنتها وزال عنها السحر كانت تبدو أجمل بمراحل من الصورة التي رآها أمس
لم يصدق الجندي عينيه عندما رآها اقتربت الأميرة منه قائلة: لا أعلم طريقة مناسبة لشكرك على مساعدتي وكسر اللعنة التي لحقت بي وكما وعدتك سأتزوج بك على الفور

قال الجندي: لا أصدق عيناي أحقا سأتزوج بكِ أيتها الأميرة فائقة الجمال
وبالفعل أقيمت الحفلات بمناسبة زفاف الأميرة الجميلة والجندي وعاشا في سعادة وهناء.

مرت الأيام ووجد الجندي نفسه مشتاقا للذهاب لوطنه صارح الأميرة برغبته والتي بدت حزينة للغاية وطلبت منه ألا يرحل ويتركها وسألته: ألست سعيدا معي؟
قال الجندي: ولماذا هذا السؤال إنني سعيد بوجودكِ بحياتي وبزواجي منكِ للغاية ولكن كل ما هنالك أنني اشتقت لرؤية والداي

الأميرة: حسنا اذهب إذا لزيارتها وخذ معك كيس الحبوب هذا، ولكما تحركت انثر من هذه البذور فستنمو على الفور أشجار خضراء ضخمة بها أنضر وأندر الثمار وسوف تتغنى بها كل العصافير
قال الجندي: يا لسعادتي بالزواج منكِ حبيبتي إنكِ ملكة قلبي وكل ما حولكِ سحر يجعلني أعشقكِ أكثر فأكثر

أعد له الجنود العدة وامتطى جواده وبينما كان على الطريق كان يلقي بالبذور السحرية فتنبت الأشجار بثمارها النضرة النادرة وكأنها تخرج من باطن الأرض

وبينما كان يكمل طريقه مر على ثلاثة رجال بالعراء كانوا يلعبون الأوراق واندهش بوجود قدر معلق به حساء يغلي على الرغم من عدم وجود نيران بأسفله وهنا حدث له ما لم يكن يتمناه
#الجندي_والقفار_المجهول

الجزء الاول
يتبع

عن قصص وحكايات العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق